رحل باسم صبرى عن عالمنا العام الماضى، لكن لم ترحل أفكاره ولا كلماته ولا تفاؤله ولا ابتسامته. وفى ذكرى رحيله سوف أكتفى بنقل بعض كلماته التى كتبها، سواء فى مقالاته أو نشرها على حساباته فى مواقع التواصل الاجتماعى.. «وحشتنا يا باسم». «لا تثق فى إنسان يتحول من أقصى اليمين فى فكرة ما إلى أقصى اليسار أو العكس وبشكل شبه فورى، وبخاصة مَن يتحول أكثر من مرة، وفى كل مرة الثقة فى رؤيته تفيض منه، وبخاصة كذلك إن كان ينظر إلى كل مخالف على أنه أهبل أو خائن أو غيره. هذا شخص لا يتعلم فى أفضل الظروف، أو لديه أزمة دماغية حقيقية أو رغبة فى ركوب الموجات فى أسوأ الظروف. وبصفة عامة لا تثق فى كل من يثق فى رأيه لدرجة الثقة العمياء. الثقة العمياء فى الرأى مرض. كل من سلكوا طريق المعرفة والتفكير بشكل حقيقى اختلفوا فى شىء ما أو آخر، لكنهم اتفقوا فى شىء واحد: كلما عرفت أكثر اكتشفت أنك تعرف قليلا للغاية، وكلما تعلمت أن تسأل أكثر مما تجيب تواضعت فى الرأى وطرحه، وكان دائما لديك استعداد حقيقى لمراجعته إذا ثبت عكسه، كلما كانت لديك قناعة حقيقية حتى ولو أجزاء من المعرفة قد تجدها لدى الأشخاص أو المصادر التى لا يتوقعها أحد». «الطريق إلى الحفاظ على ما تبقى من 25 يناير والروح الأساسية المدنية والرافضة للاستبداد التى خرجت فى 30 يونيو هو أن لا نكرر ما أسقط من سبقوا. الأمان والدفاع عن الأمن بشراسة وحسم وحزم يمكن أن يقترنا بدولة الحريات والحقوق والديمقراطية والشفافية، وأقوى دول العالم وأكثرها استقرارا هى التى صنعت تلك المعادلة المنطقية». «كون أن مصر والدول العربية تمر بالتخبط والأزمات والتحديات هو انعكاس لواقعها الداخلى قبل أن يكون كذلك انعكاسا لأى مؤامرات محتملة، وكون أن تلك الثورات أو الانتفاضات فشلت حتى الآن بشكل كبير فى تحقيق أهدافها الرسمية النبيلة والتقدمية أو تم اختطافها وإفسادها من قبل فصيل أو أكثر هو انعكاس لفشل القوى السياسية والمؤثرة بشكل مباشر قبل أن يكون انعكاسا لأى شىء آخر». «علمت أن الحياة دون هدف كالقارب دون وجهة، تعصف بها الرياح كما تشاء. الحلم هو أحلى ما فى الحياة، والحياة دون حلم كالهيكل العظمى الذى ليست له ملامح، وأن الحلم غير المبنى على الواقع والواقعية سيصير كابوسا يسقط بك من أعلى، وأن الحلم الذى لا يتحدى الواقع ولو قليلا قد يكون حلما غير كافٍ». «بشكل عام، وصل الحال فى مصر بين القوى السياسية المختلفة إلى درجة من الصراع الوجودى والصراع من أجل البقاء، وأصبح التصعيد الجسدى واللغوى والفكرى مقبولا لدى كل الأطراف، وهى روشتة مضمونة لفشل وانهيار أى دولة وأى سِلم اجتماعى. لن يمكن بناء دولة أبدا على مثل هذه الحالة».