يحتفل العمال في 142 دولة بيوم العمال العالمي المصادف في معظم الدول، أول يوم اثنين من شهر مايو ، وهو يوم عطلة رسمي في العديد من الدول من بينها مصر، ولعيد العمال مسميات عديدة منها "يوم العمال العالمي ، عيد العمال، عيد الشغل، يوم التضامن العمالي العالمي". الحياة النقابية لعمال مصر الحركة النقابية العمالية في مصر تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكانت النقابات العمالية في مصر سابقة في النشأة على وجود الإطار التشريعي المعترف بشرعيتها حيث يرجع تشكيل أول نقابة مصرية إلى عام1898، كما يرجع انشاء أول اتحاد لنقابات العمال في مصر إلى عام 1921، وتوالت المكاسب التي بدأت تتحقق للحركة النقابية المصرية منذ قيام ثورة23 يوليو 1952 حيث تم إضفاء الجانب الرسمي والشعبي معا علة الاحتفال بعيد العمال منذ عام1965 وتقرر اعتبار عيد العمال منذ ذلك الوقت أجازة بأجر وأصبح عيدًا تشارك فيه القيادات السياسية ويتقدمهم رئيس الجمهورية الذي يلقي خطابا سياسيًا جامعًا في تلك المناسبة كل عام. عمال مصر أول من قالوا ل"السيسي" سيادة الرئيس أمام "مرسي" فى عيد العمال فى عهد الإخوان كان عمال مصر يهتفون داخل القصر الرئاسي الجيش والشعب ايد واحدة، وقام بعض القيادات العمالية بالسلام على الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع قائلين له ياريس، وسيشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الإثنين، أول احتفال في عهده بعيد العمال باكاديمية الشرطة، وسيقوم الرئيس بتكريم 10 من قدامى النقابيين والشباب لمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى تقديراً لجهودهم المخلصة في خدمة العمل والعمال والوطن. العمال ينتظرون مرسي ليؤمهم بالصلاة محمد مرسي أول رئيس يستقبل العمال فى قصر القبة الرئاسي، إلا إن عمال مصر خرجوا فى المظاهرات المطالبة بعزل الرئيس محمد مرسي، وعلى الرغم من أنه حاول التقرب للعمال بذكر اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى خطابه مستشهدًا بدوره فى بناء المصانع ، إلا أن القيادات العمالية اعتبرت عيد العمال فى عهد الإخوان من أسوأ الأعياد التي مرت على العمال بمصر منذ أكثر من 50 عامًا، خاصة بعد أن أمر باستمرار النظام المعمول به في عصر مبارك حيث رفع العلاوة الاجتماعية ل 15% من الأجر الأساسي رغم الارتفاع الجنوني للأسعار وهو ما يعني سقوط شعار الثورة عن العدالة الاجتماعية، ليصل الأمر أن قيادات عمالية رفضت ادراج اسمائها ضمن المكرمين فى عهد الإخوان ، مثل السيد سعيد الجوهرى رئيس نقابة النسيج السابق، وعبد المنعم العزالى نائب رئيس اتحاد العمال السابق. احتفال الإخوان فى قصر القبة بعيد العمال كان لافتا إلى وجود العديد من المواقف الغريبة، فبعد بدء الاحتفال بدقائق انقطع الصوت ولم يتمكن مقدم الضيوف من الحديث إلا بعد إصلاح العطل بعد دقائق وسط تعجب من الحضور، كما قام بعض أفراد الأمن وهم يعلقون "لوجو الحرية والعدالة" بتفتيش من دخلوا إلى الأحتفال على الرغم من حملهم دعوات رسمية، كما انتظرت القيادات العمالية وصول الرئيس مرسي مايقرب من نصف ساعة من أجل أن يؤمهم فى الصلاة. انفتاح "السداح مداح" قضى على احلام العمال في عهد السادات بدأ التراجع في الحفاوة بالعمال مع بداية عصر الإنفتاح والاهتمام برجال المال والأعمال تحت دعوى تشجيع الإستثمار وتمهيد الطريق للإقتصاد الحر، والتحول من الإشتراكية للرأسمالية، ومنذ هذا الوقت وحتى الآن انقطعت الصلة الودية بين الدولة وبين العمال، واقتصر الاهتمام بلقب العمال عند الحصول على صفات انتخابية يستخدمها الرأسماليون للوصول إلى مقاعد مجلسي الشعب والشورى. مبارك تحصن بشرم الشيخ بعيدًا عن عامة الناس فى عهد مبارك لم يعد قصر الرئاسة في منشية البكري أو قصر القبة في القاهرة، بل صار هناك بعيدًا في شرم الشيخ، حيث تفصله عن الناس مئات الأميال والتحصينات ونقاط التفتيش، ولم يعد العمال مصدر حفاوة للدولة بل صارت أعدادهم الكثيرة مثيرة للغضب، ومطالبهم مثيرة للخوف، وينظر اليهم باعتبارهم كائنات زائدة عن حاجة العمل، و ليسوا ثروة بشرية يمكن الإستفادة منها بل مخلوقات طفيلية كثيرة الشكوى تتكاثر بشكل عشوائي وتسبب عبئًا وحرجًا للمسئولين على المستويات المختلفة، وأصبح كل احلامهم ومطالبهم من النظام تقتصر على كلمة واحدة "العلاوة ياريس"، لأن نهج مبارك طوال فترة حكمة بدلا من افتتاح المصانع أصبح هناك بيعا متسارعا للمصانع، وبدلا من الإحتفاء بالعمال فى عيدهم، هربت حكومة نظيف من مقرها في شارع القصر العيني حتى لا تواجه جموع العمال المفترشين للأرصفة وذهبت لتعقد اجتماعاتها في القرية الذكية. عهد جمال العصر الذهبي للعمال قامت ثورة 1952 وبالغت في تدليل العمال بما أوحى لهم بأن الدولة هي الراعي الحنون، تلك الفكرة التي ترسخت في عقول العمال حتى اليوم رغم تغير الظروف والأحوال، ومنذ ذلك الوقت واحتفال مصر بعيد العمال يأخذ الطابع السياسي، وحرص الرئيس على مشاركتهم في افراحهم وكانت منصة الاحتفال تضم القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر، ودائمًا مايتم الاحتفال في احد القلاع الصناعية كحلوان أو شبرا أو مدينة المحلة الكبرى قلعة صناعة الغزل والنسيج. السينما والعمال لم يبتعد الفن عن الاحتفال بعيد العمال، بل شارك العمال فرحتهم وحثهم على الاهتمام بقيمة العمل، عبر أفلام السينما التى تناولت أدوار العمال البسطاء بداية من الأيدي الناعمة وفيلم الأرض، انتهاء بمسلسلات ليالي الحلمية، وأفواه وأرانب، ومراتي مدير عام، ولن أعيش فى جلباب ابي، وللثورة حسابات اخرى. الغناء.. حديث العامل المصري عملت الأغاني المصرية على الاحتفال بالعمل والعمال وحثت كلماتها على بذل المزيد من الجهد والعرق، ومن أبرز الأعمال الغنائية التي احتفت بالعمل وقيمته أغنية "شدّ الحزام" لفنان الشعب سيد درويش ، كما غنا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بالعديد من الأغاني التى تمجد العمل والعمال مثل "صورة" و"بدلتى الزرقاء" و"حكاية شعب"، وغنت أم كلثوم للاشتراكية المناصرة للطبقة العمالية الكادحة. ياعمال مصر "اتحدوا" من أهم مطالب العمال خلال احتفالهم ساعات عمل مناسبة وأجور عادلة، ومطالب خاصة بتحسين شروط وظروف العمل،وفتح ملفات فساد المتسببين فى تصفية وبيع اقتصاد مصر المتمثل فى القطاع العام وإعادة النظر فى عقود البيع، وبالفعل استجاب لهم القضاء المصري فى كشف فساد البيع لبعض هذه الوحدات مثل "المراجل البخارية، وطنطا للكتان، وغزل شبين الكوم، وإلغاء عقد بيع عمر أفندى"، والعمل على إعادة تشغيل الشركات التى تم تصفيتها مثل العامة للبطاريات، والنصر للتليفزيون، وشركات مصر للألبان، والنيل والوادى للحاصلات الزراعية والعامة للدواجن، والمصرية للثروة الحيوانية، والأصلية للصلب والصناعات المعدنية فى أبو زعبل وهو المصنع الشهير الذى ضربته طائرات الفانتوم الأمريكية سنة 1970 هل حقا مازال للعمال عيد؟ مقتضيات الحال تتطلب مراجعة فكرة عيد العمال فكيف يعيش العامل عيدًا وهو لايجد لقمة العيش له ولأولاده، وكيف يعيش عيدًا وهو معرض للطرد فى أي لحظة وغير مطمئن على مستقبلة المهني، وكيف يعيش عيدًا والمسئولين يتأففون من منظره ويعيشون بعيدًا عنه وعن مشاكله ويعتبرونه ضيف غير مرغوب فيه.