مأساة حقيقية يعيشها أهالى وأطفال مدينة شبرا الخيمة، بمحافظ القليوبية، وخاصة المناطق التابعة لحي شرق، مع تلال القمامة والمخلفات بالشوارع، والتى تتحدي مسئولي المحافظة، الذين عجزوا عن ايجاد حلًا لتلك المشكلة أو القضاء عليها. عندما تسير فى شوارع شبرا الخيمة، تجدها غارقة فى أكوام القمامة والمخلفات، والطيور النافقة، حتي اصبحت مرتعًا للكلاب والحيوانات الضالة، فى مشهد غير آدمي يندي له الجبين، وشماعة المسئولين «على قد لحافك» معللين ذلك بقلة الامكانات رغم تعاقد المحافظة مع عدد من الشركات النظافة والمتعهدين، الا أن كل المحاولات باءت بالفشل. آلاف المواطنين بشبرا الخيمة، قاربوا على هجرة منازلهم بسبب أزمة القمامة، التى تحولت لمعاناة يومية وكارثة جراء اندلاع الحريق بها، ولعب الأطفال بالقرب منها، رغم تكبدهم مبالغ مالية، رسوم نظافة على فاتورة الكهرباء، ومازالت المشكلة قائمة بل تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حتى سدت القمامة مداخل البيوت والمدارس. واتهم المواطنون مسئولي المحافظة والمحليات والاحياء، بالاهمال والتجاهل، وعدم القدرة على حل تلك المشكلة التى تفتك بهم، وتركهم فريسة للقمامة، والمخلفات رغم تكرار الشكوي وعدم التخلص منها بطريق آمنة بعيدًا عن التجمعات السكنية مما تسبب فى جلب الأمراض وانتشار الأوبئة. قال سعيد عبد الموجود، صاحب شركة مقاولات، إن أكوام القمامة، تحاربهم فى مصدر رزقهم، فهي تمنع المواطنين من الأقبال على شراء الشقق، لأنهم يتأذون من الروائح الكريهة، الصادرة من أكوام القمامة التى تملئ الشوارع. وأوضحت أم محمد "ربة منزل"، وهي من سكان منطقة دوران شرف، أنها تسكن فى هذا المكان منذ فترة طويلة، والحال لم يتغير كثيرًا، والآن المنطقة أصبحت غير آدمية للعيش فيها فكلها أمراض وتلوث، قائلًا "حسبي الله ونعمة الوكيل". وقال حسن أبو السعود "محامي"، إن أهل مدينة شبرا الخيمة، قدموا الكثير من الشكاوي، بشكل مستمر، عن ازمات القمامة، والمنظر البشع الذي يرافقهم فى معيشتهم، ولكن لا أحد يسمع من المسئولين وكأنهم فى وادي منعزل تمامًا. وأضاف ايمن مصطفي "موظف"، من سكان منطقة حي شرق، أن الزبالة تحتوي على حيوانات نافقة، تنبعث منها رائحة كريهة، حتي اصبحت كارثة تهدد مستقبل أولادنا. عبد الرحمن مقلد، رئيس حي شرق شبرا الخيمة، أكد ل«التحرير»، أن سلوك المواطن، هو العامل الرئيسي فى وجود تلك الأزمة، فكم طالبنا المواطنين بوضع القمامة فى اماكنها، وفى اوقات محددة بدءًا من الساعة الثامنة مساءًا، وحتي يتم رفعها، فتظهر الشوارع فى الصباح خالية، إلا انهم لم يمتثلوا، ويلقون القمامة فى أي وقت وفى أي مكان. وأضاف أن هناك حملة مكونة من أكثر من 25 سيارة تابعة للحي، تجوب الشوارع يوميًا، متابعًا: "يوميًا يتم رفع أكثر من 800 طنًا من القمامة والمخلفات، وتسير فى الشوارع بعد وقت قصير تجدها وكأنها عادت كما كانت، نظرًا لسلوك المواطنين السيئ واصحاب السيارات معدومي الضمير، الذين يلقون بمخلفات المصانع والهدم فى الشوارع.