كتب- أمين خير الله: لا صوت يعلو داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون على صوت شركة «راديو النيل»، وذلك بعد موافقة رئيس الوزراء إبراهيم محلب، على تأسيسها، حيث تدور صراعات كثيرة داخل أروقة المبنى حول الشخصية المرشحة لرئاسة الشركة الوليدة التى تضم بين موجاتها إذاعات «ميجا» و«نغم» و«هيتس»، وتُضاف إليها «شعبى إف إم» و«مرور إف إم» و«كنوز إف إم». عصام الأمير، رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، سيقوم بتوجيه خطاب رسمى خلال ساعات قليلة إلى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، بترشيح مَن يراه مناسبًا للمنصب، خصوصًا فى ظل وجود صراع فى الكواليس بين عدد من الشخصيات التى تريد تولّى هذا المنصب، وقيام كل واحد بالطعن فى الآخر لدى المسؤولين الكبار. بورصة المرشحين لرئاسة الشركة الوليدة ضمَّت عديدًا من الإذاعيين، ومن أشهرهم عبد الرحمن رشاد، رئيس قطاع الإذاعة الأسبق، وهو أقرب المرشحين للمنصب، ثم يأتى بعده الإذاعى محمد نوار، نائب رئيس الإذاعة الحالى، بالإضافة إلى الإذاعى طارق أبو السعود، مؤسس إذاعة «راديو مصر» وأول مَن تولّى رئاسة شبكة «راديو النيل»، والذى يرأس حاليًّا إذاعة «9090». الأسماء المرشحة يمتلك كل واحد منها مقومات تؤهله للفوز بهذا المنصب، إضافة إلى وجود أسباب تمنعه من تقلّده أيضًا المنصب، فعبد الرحمن رشاد يمتلك علاقة جيدة برئيس الوزراء إبراهيم محلب، ودشّن فى أثناء رئاسته للإذاعة برنامجًا يتم بثّه من موقع حفر قناة السويس الجديدة عقب افتتاح المشروع من قِبل رئيس الجمهورية، مما يجعله قريبًا من صناع القرار، خصوصًا أنه بناءً على علاقته الجيدة بمحلب تم التجديد له لمدة 6 أشهر، لكن يعيبه أنه لا يملك أى رؤية للتطوير أو عمل إذاعة ناجحة. أما طارق أبو السعود، فهو الذى أطلق إذاعة «راديو مصر» وحقَّق نجاحات كثيرة فيها، وعندما انتقل إلى «9090» حقَّق نجاحًا أيضًا، لكن علاقته بمسؤولى نظام مبارك ووجود عدة مخالفات مالية ضده، قد تبعده عن هذا المنصب على الرغم من أنه قام بتسديد المبالغ المستحقة عليه. أما محمد نوار فالاعتراض عليه بسبب انشغاله فى فترات سابقة بأكثر من منصب، حيث كان يشغل منصب مدير مكتب هالة حشيش، الرئيس الأسبق لقطاع قنوات «النيل المتخصصة»، مما جعله بعيدًا نوعًا ما عن المطبخ الإذاعى لفترة طويلة. من جهته، قال أحد المقربين من صانع القرار فى ماسبيرو، إنه سيتم اختيار رئيس شركة «راديو النيل» دون معايير مهنية حقيقية، مثلما حدث فى اختيار نادية مبروك، الرئيس الجديد لقطاع «الإذاعة»، خلفًا لنجوان قدرى التى كانت تسيّر أعمال القطاع بعد عبد الرحمن رشاد، حيث جاء اختيارها عقب فترة طويلة من التردد، بعدما كان مرشحًا لهذا المنصب أكثر من شخصية، منهم لمياء محمود، رئيس شبكة «صوت العرب»، والإعلامى عمرو عبد الحميد، والإعلامية نهلة حامد، لكن الصراعات التى دارت بين لمياء محمود وعبد الرحمن رشاد، نالت منها كثيرًا وحالت دون تقلدها المنصب، بالإضافة إلى علاقة القرابة التى تربط مبروك مع مسؤول سابق كبير فى عصر مبارك، وهو الذى تدخَّل ليحسم الأمر لصالحها، خصوصًا أنه عندما كان هذا الشخص فى المنصب سمح لأحد المسؤولين البارزين حاليًّا بالسفر خارج مصر، على الرغم من وجود قرار يمنعه من السفر عقب قيام ثورة 25 يناير مباشرة.