علاقة السينما المصرية بنجوم كرة القدم قامت دائما على أساس المصلحة المتبادلة بينهما.. المنتجون إعتمدوا على أن مشاركة مشاهير اللعبة الشعبية الأولى في بطولة الأفلام سيضمن تحقيق إيرادات كبيرة نتيجة لشعبيتهم الكاسحة لدى الجماهير، بغض النظر عن مقدار مواهبهم في فن التمثيل، بينما إعتقد اللاعبون أن الشاشة الفضية ستمنحهم مزيدًا من الشهرة والعلاقات الإجتماعية، فضلا عن كسب كثير من المال بمجهود أقل بكثير مما يبذلونه داخل المستطيل الأخضر. البداية كانت مع صالح سليم سنة 1962 عندما قام ببطولة «الشموع السوداء» بالاشتراك مع نجاة التى غنّت له «لا تكذبى»... تحولت دور السينما فى أثناء عرض الفيلم إلى ما يشبة مدرجات الملاعب، حيث كان المشاهدون -أو بمعنى أدقّ المشجعون- يهتفون عند كل ظهور لصالح على الشاشة بعبارات من عيِّنة «يا واد يا لعّيب»، و«بص.. شوف.. صالح بيعمل إيه»!. كان أداء المايسترو مقبولا خلال تجربته الأولى مما شجعه على تكرارها في العام التالي عندما شارك بطولة فيلم (الباب المفتوح) الذي لم يحقق نجاحا يذكر فإعتزل على أثره التمثيل نهائيا. عادل هيكل حارس المرمي القديم لعب دورا في فيلم «إشاعة حب»، لكن حظه العاثر جعله يجتمع فى مشهد واحد مع عمالقة التمثيل وقتها يوسف وهبى وعمر الشريف وسعاد حسنى، وبالطبع ضاع عادل وسطهم تمامًا وفشل دوره فشلًا ذريعًا. نجم الزمالك السابق عصام بهيج قام ببطولة فيلم «حديث المدينة» مع شويكار عام 1964 -يقال إن القصة مستوحاة من حياة عصام الشخصية- وظهر معه حنفى بسطان كضيف شرف، لكن كليهما لم يقنع أحدا بأداءه وسقط الفيلم فنيًا رغم أنة حقّق إيرادات معقولة بفضل شعبية عصام. إكرامى حارس الأهلى شارك فى ثلاثة أفلام: «رجل فقد عقله» و«يا رب ولد» و«إحنا بتوع الإسعاف»، جميعها أمام فريد شوقى، وفيها حاول وحش أفريقيا أداء دور الكوميديان خفيف الظل، إلا أنه لم يوفق في ذلك. طاهر الشيخ لاعب الأهلى استغل وسامته وشارك فى عدد قليل من الأفلام، أشهرها «رحلة النسيان» أمام نجلاء فتحى فى تجربة لم يُكتَب لها التكرار. شريف عبد المنعم مهاجم الأهلى السابق تزوج الفنانة هدى رمزى مما فتح له باب الاشتراك فى عدة أفلام، بل وشارك فى إنتاج أحدها، إلا أن حظه لم يكن أفضل من حظ سابقيه. فى العصر الحالى، حاول بعض اللاعبين اقتحام مجال التمثيل مثل تامر بجاتو وخالد الغندور الذى شارك ضيفَ شرفٍ فى فيلم «الحاسة السابعة»، وأيضا على ماهر مدرب الأهلى الحالى الذى مثل فى فيلمَى «سيد العاطفى» و«حاحا وتفاحة». جميع هذه التجارب كانت بلا طعم ولم تترك أى صدى عند النقاد أو المشاهدين . عصام الحضري وعمرو زكي وخالد بيبو ومحمد شوقي وجمال حمزة شاركوا في فيلم(الزمهلاوية) الذي شهد سقوطهم المدوي خلال اللقطات القليلة التي ظهروا فيها نتيجة لإفتقادهم إلى الإحساس المطلوب. الواقع يؤكد إن اللاعبين استفادوا من السينما ماديًّا وإعلاميًّا، بينما لم تستفد هي منهم على المستوى الفنى أو التجارى.