اعتبر المعارض الليبرالي، أيمن نور، المقيم حاليًا في بيروت، أن أزمة مصر "للأسف ذات بعد إقليمي"، مشددًا على أن السعودية تمثل حجر الزاوية لأي حل في البلاد. وكشف نور، رئيس حزب "غد الثورة" والبرلماني السابق، في مقابلة خاصة مع "الأناضول"، للمرة الأولى أمام الرأي العام أنه ممنوع من العودة إلى مصر، لكنه شدد على أن عودته ستكون هذا العام. وأعلن أيضا عن إنشاء "المجلس العربي للدفاع عن الثورات واللييرالية" الذي ستكون رئاسته الفخرية للرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بينما سيكون نور نائبا للرئيس، معلنا أن انطلاقته الفعلية ستكون ب "مؤتمر كبير" يعقد خلال شهرين في عاصمة أوروبية. ورأى أن الرئيس المعزول محمد مرسي "تعرض لمؤامرة كبيرة" كانت جزءً من مؤامرة أكبر على ثورة 25 يناير 2011، شنتها "قوى الثورة المضادة" التي استطاعت "سرقة" الثورة في اليوم التالي لتنحي مبارك في ذات العام. وفيما يتعلق بالوضع في مصر قال أيمن نور، "إن الحل في مصر بات يحتاج إلى ضمانة إقليمية تلعب فيها السعودية حجزر الزاوية"، متهما النظام الحالي بأنه "لا يريد أي مصالحة وطنية". واعتبر نور أن "أزمة مصر ذات بعد إقليمي"، مضيفا "النظام المصري غير جدي في التراجع والمصالحة الوطنية وغير جدي في أي خطوة تمد جسور الثقة بينه وبين قطاعات المجتمع"، واعتبر انه "اكثر من ذلك، فقد بدأ النظام يقطع الجسور مع الذين اتوا به ويضرب الجزء الآخر من معسكره". وتابع: "وكما قال الرئيس الراحل أنور السادات عن لبنان في السبعينات: ارفعوا ايديكم عن لبنان، فأنا أقول ارفعوا أيديكم عن مصر"، مضيفا "اصبح جزءا من ضرورة الحل في مصر ان يكون هناك دور ضامن اقليمي وهذا افضل من دور دولي". وأوضح أنه "حين نقول دورًا اقليميًا فنحن نتكلم على السعودية وتركيا وقطر ودول الخليج"، وناشد "كل العقلاء في هذه الدول حتى من كان مع مسار 3/7 بأن مصر هي الأبقى وأن الأهم هو خروج مصر من النفق". واعتبر أن "التغيير القدري بتولي الملك سلمان بن عبد العزيز في السعودية سيكون له مردود مهم في الحلحلة والمصالحة المصرية ليس بالضروة على نموذج الطائف ولا اتمنى اصلا على شاكلة الاتفاق اليمني الذي انهار". وفي رده على سؤال "ألا يعني انسحابكم كمعارضة من الانتخابات البرلمانية مقابل قدرة أي قوة على النجاح في الانتخابات لمجرد رفعها شعار تأييد السيسي، ان السيسي يتمتع بشعبية انتم كمعارضة تفتقدونها؟"، قال نور "للسيسي شعبية متناقصة، لكن لا اوافقك ان الآخرين ليس لديهم شعبية"، مضيفا "نحن نعيش في جمهورية الخوف، وحجم التعبير عن الرأي لا يتفق مع حجم عدم الرضا والقبول الموجود وسط قطاعات عريضة في المجتمع المصري". ورأى نور أن المؤتمر الاقتصادي الذي استضافته شرم الشيخ مؤخرًا شكّل فشلاً على المستوى الاقتصادي، وهو أقرب لمؤتمر مانحين، شارحًا أن "الرقم الذي تحقق "وقدمه المانحون لمصر في المؤتمر" هو 12.5 مليار دولار وهو أقل مما قدمته الامارات وحدها في 2014 بحسب ما قاله نائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد في المؤتمر، ومعلوماتي أن السعودية قدمت وحدها بين 30-33 مليار دولار (في 2014)، اذ حسبنا هذين الرقمين فقط فهما يمثلان رقما ضخما جدا لم يتحقق عشره في هذا المؤتمر". وشدد ردًا على سؤال حول ما إذا كانت مصر في مواجهة الإرهاب تحتاج إلى رجل مثل السيسي صاحب خلفية عسكرية فضلا عن اتهام الإخوان بالإرهاب قائلا " أنا ضد أي دعوة وأي ممارسة للعنف سواء من السلطة الحاكمة، وهذه جريمة أكبر ، أو من كيانات أخرى". وعن فترة بقاءه في لبنان، أوضح نور أنه كان في رحلة علاجية خارج مصر بعد 3 يوليو 2012 يوم عزل مرسي على أن يعود بعد أسبوعين تقريبًا. واستطرد رئيس حزب "غد الثورة" شارحًا واقعة منعه من دخول مصر قائلاً: " كنت فقدت جواز سفري وبناء على هذا تقدمت بطلب للسفارة المصرية كأي مواطن مصري وتصورت أن هذا حق طبيعي، حتى تلقيت بعدها بأيام اتصالا من مسؤول كبير يخبرني فيه أني لن اتمكن من الاستحصال على جواز سفر جديد"، مشيرُا إلى أن "هذا شكل عقبة مادية حقيقية" أمام عودته"، مستدركًا بالقول :"لكني أعلن أني سأعود إلى مصر عام 2015 وليس لدي ما اخاف منه".