كتب - حمادة عبدالوهاب span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"هناك فاعلان هامان بالسياسة الدولية غير الدول الكبرى كالولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي؛ فإيران والسعودية من الفواعل الرئيسة بمنطقة الشرق الأوسط، ويدور بينهما صراع خفي وعلني في العديد من الساحات الإقليمية، كسبت إيران العديد منها، ما دفع صانع القرار، بعد وصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لسدة الحكم، إلى إعادة تقييم منهجية صناعة القرار بالمملكة، وبدأت مؤشرات جديدة تطفو على السطح. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"في المقابل تلعب إيران بمهارة عالية ضمن نظرية ملء الفراغ، لتعزز نفوذها وقوتها وتستثمر حالة الفقر الشديد وحاجة الدول لها، يُضاف إليها براعة مفاوضيها في جنيف، وما قد يحققه من صفقة سياسية مع الإدارة الأمريكية والغرب، تمنح بموجبها مزيدًا من النفوذ والتمكين لطهران في العديد من ملفات المنطقة، وهذا سيكون بالتأكيد على حساب المملكة التي بدأت إيران تلعب في حدائقها الأمامية والخلفية؛ وهذا دفع السعوديون لإعادة ترتيب أوراقهم من جديد، بما ينسجم وحجم ودور ومكانة المملكة. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"وبذلك بدأنا نسمع عن تصريحات تصالحية مع جماعة الإخوان المسلمين ، وجهود دبلوماسية مع دول تمثل حدائق خلفية وأمامية لإيران وكأننا نعيش مرحلة الحرب الباردة، بحيث يأخذ الصراع بُعده الطائفي والقومي، فالسعودية التي تشكل الحاضنة العربية للفكر الإسلامي السني الوسطي، في مقابل الإمبراطورية الفارسية التي تشكل الحاضنة للفكر الإسلامي الشيعي. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"فما هي مناطق وساحات الصراع بين السعودية وإيران، وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:red"1- الساحة العربية span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"غابت السعودية ومصر فملأت طهران الفراغ، وكان ذلك واضحًا في العديد من الساحات على النحو التالي: span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:red"العراق span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"بعد حرب الخليج وسقوط نظام صدام حسين ، بدأ النفوذ الإيراني يتغلغل بالعراق عبر الطائفة الشيعية التي تعيش بالعراق، والتي يتجاوز تعدادها نصف السكان، فحصدت أغلب مقاعد البرلمان وأوصلت لرئاسة الحكومة شخصيات طائفية مثل نوري المالكي ، ولم يقف الدعم للحكومة العراقية وإنما دعمت إيران مليشيات شيعية بالمال والسلاح، حتى أصبح السني بالعراق لا يجد حاضنة عربية تحافظ على هوية الدولة العراقية وأمنها واستقرارها، وقد تكون بعض الدول ومنها السعودية بذلت جهودًا إلا أنها غير كافية، مقارنة بالجهود التي تقوم بها إيران والتي تجلت اليوم بدخول قوات إيرانية برفقة الحشد الشعبي بذريعة محاربة داعش في تكريت وغيرها، وبمباركة أمريكية، وهذا يدلل على أن العراق واليمن سيكونان بمثابة فكي كماشة موجهة بالمقام الأول ضد السعودية. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737" span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:red"سوريا span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"حتى اللحظة من يدفع ثمن الصراع السعودي الإيرانيبسوريا، هو الشعب السوري والدولة السورية، فلم تنجح السعودية في حسم المعركة بإسقاط بشار الأسد ، ولم تنجح إيران في القضاء على المعارضة، بل انعكس الملف السوري سلبًا على أمن واستقرار لبنان، وهذا يدلل على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737" span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:red"اليمن span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"أخطأت تقديرات بعض الدول الخليجية للحالة اليمنية، فيبدو أن المخطط كان يستهدف اندلاع صراع بين التجمع اليمني للإصلاح من جهة، والحوثيين يدعمهم رجالات علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وينطبق على ما سبق المثل العربي (فخار يكسر بعضه)، ولكن يقظة الإصلاح أفشل هذا المخطط، وسيطر الحوثيون على بعض محافظات اليمن، ولولا استدراك السعودية في عهد الملك سلمان لهذا الخطأ الإستراتيجي، لربما وصل الحوثيون لعدن اليوم، وعندما نقول الحوثيين فإننا نتحدث عن الدور الإيراني وسيطرته شبه المطلقة على مضيق باب المندب، الذي يدخل عبره ما يقارب 60 قطعة بحرية يوميا، تجدر الإشارة إلى أن إيران لها قاعدة بحرية على شواطئ المضيق في أريتريا. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:red"البحرين span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"تنبهت السعودية مبكرا للأطماع الإيرانيةبالبحرين، وقررت التدخل عسكريا لوأد الحراك الشعبي بالبحرين وحماية النظام السياسي، فأرسلت درع الجزيرة المكون من قوات مشتركة من دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن لا تكفي الحلول الأمنية لحسم المسألة، بل يتطلب حلولاً تعالج التركيبة الديموغرافية والمشكلة الاقتصادية والحريات. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737" span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:red"فلسطين span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"دعمت السعودية بشكل كبير وسخي السلطة الفلسطينية طوال الفترة الماضية، وتبنت المبادرة العربية، وتركت فراغا في العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، فملأت إيران الفراغ وبنت علاقات حميمة مع كل فصائل المقاومة، بدء من حماس وصولاً إلى الجهاد الإسلامي وليس انتهاء عند كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، وهذا يتطلب من المملكة في عهد الملك سلمان فتح قنوات اتصال ودعم سياسي ومالي لفصائل المقاومة، لأهمية الملف الفلسطيني في الوعي العربي والإسلامي، ولتنكر إسرائيل لعملية السلام وللمبادرة العربية. لبنان span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"حيث تمتلك طهران لاعب رئيسي في الساحة السياسية اللبنانية، وهو حزب الله الذي يمثل جناح المقامومة في لبنان، بينما ظاعلنت السعودية تقديم منحة تسليحية للبنان قدرها 3 مليار دولار تستورد من فرنسا. الساحة الدولية span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"هناك تحالف إستراتيجي بين السعودية والإدارة الأمريكية، وما تخشاه المملكة دخول إيران على خط هذا التحالف من خلال مفاوضات 5+1 في جنيف، والتي يبدو ان هناك توجه أمريكي لحسم المفاوضات مع الإيرانيين في القريب العاجل، وهو ما يخلق مشاكل قد لا تبدو ظاهرة في الوقت الحالي. الساحة الخلفية " باكستان وأفغانستان" span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"بدأت السعودية في الرد على التدخل الإيراني بالمنطقة العربية بالذهاب نحو باكستان، لتفعيل الاتفاق الإستراتيجي بين البلدين، والذي بموجبه توفر باكستان الحماية للمملكة بالإضافة إلى التبادل الثقافي والأمني والاقتصادي بين البلدين، ولكن لم تكن إيران غائبة عن باكستان، فعملت منذ زمن على توفير متطلبات باكستان للطاقة، فكان مشروع ربط باكستان بخط الغاز من إيران، ويبقى أمام المملكة فرصة لتقديم حزمة مشاريع لاستعادة النفوذ السعودي بباكستان، أما أفغانستان فغير بعيدة عن إيران ومشاريعها السخية لدعم النظام السياسي بها، وتبقى فرصة ملئ الفراغ في بعض دول وسط أسيا قائمة أمام الدبلوماسية السعودية للضغط على طهران، وتحديدًا في المناطق السنية وفي أذربيجان. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737" السيناريوهات المتوقعة السيناريوهات المتوقعة مرتبطة بمحددين هما: span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737" نتائج مفاوضات مجموعة 5+1 مع إيران حول ملفها النووي. span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737" نجاح خادم الحرمين الشريفين في تصفير المشاكل، وقيادة مصالحات داخلية بين الدول بالمنطقة ومن ثم قيادة تحالف عربي مع تركيا. السيناريو الأول: فشل المفاوضات ونجاح الملك في حال فشلت المفاوضات ونجح الملك السعودي في جهود المصالحة، فإن إيران ستكون في مأزق شديد نظرا لحجم العقوبات المتوقعة، وعدم قدرتها على تمويل كل الساحات في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها طهران، نتيجة الحصار الدولي وانخفاض أسعار النفط؛ وبذلك تستطيع السعودية، ومعها الدول العربية وتركيا، تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية، وبذلك ستنكفئ إيران داخل حدودها. السيناريو الثاني: فشل المفاوضات وفشل الملك span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"من الممكن أن تفشل المفاوضات ويفشل الملك في إجراء مصالحات وحوارات وتحالفات لأسباب مختلفة، هذا سيجعل المنطقة أكثر سخونة وستزيد من حجم التدخلات الخارجية بما يهدد الأمن القومي العربي ويعزز فرضية الفوضى. السيناريو الثالث: نجاح المفاوضات ونجاح الملك span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"أعتقد أن هذا السيناريو سيمنح كلا الطرفين أوراق قوة إضافية، وسيكون للقوة الخشنة والناعمة كلمة الفصل في حسم الخلافات. السيناريو الرابع: نجاح المفاوضات وفشل الملك span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;font-family:"Arial","sans-serif";mso-fareast-font-family: "Times New Roman";color:#373737"لو تحقق هذا السيناريو فإن أغلب العواصم العربية مهددة بهيمنة إيران عليها وستكون المنطقة ملعبا إيرانيا، وستظهر إسرائيل في هذا السيناريو، فهل ستكون ضمن تحالف يضمن لها مكانا في الخارطة الشرق أوسطية أم ستكون معطلاً للتمدد الإيراني؟ أيًا كان، فمن سيدفع الفاتورة هو المواطن العربي.