أكد الروائي فؤاد قنديل، أنَّ الثقافة ليست بعيدة عن السياق العام للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، التي تمر بها مصر، وأنها متجددة بتجدد تلك الأوضاع التي تشهد سيولة وزخمًا منذ اندلاع ثورة 25 يناير، واكتملت بثورة 30 يونيو. وقال قنديل، في حوار صحفي، اليوم الاثنين، إنَّ "الثورات دائمًا ما تكون نهاية مرحلة في التاريخ وبزوغ مرحلة أخرى وهي فترة يعقبها دائمًا فوضى إن لم تسفر عن تغييرات جذرية حقيقية". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وأضاف أنَّ "25 يناير هي ثورة عظيمة بامتياز لكنها كانت منقوصة حتى جاءت ثورة 30 يونيو فأكملتها، وشعر المواطنون بإنجازات وتغييرات حقيقية على أرض الواقع مثل مشروع قناة السويس وأخيرًا مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد.. مصر المستقبل، الذي نجح نجاحًا ساحقًا". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وتابع: "الرواية والمسرح والسينما وغيرها من الفنون يمكنها استشراف المستقبل والتنبؤ به مثلما حدث وتنبأت بالعنف في عصر الرئيس الراحل أنور السادات". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وأكد أنَّ ظاهرة العنف باسم الدين غير مستجدة على المجتمع، وأن هناك مجموعةً من العوامل يجب أن تتضافر مع بعضها البعض للقضاء على هذه الظاهرة المقيتة، وفق تعبيره. span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"ودعا الروائي الأشهر إلى تغيير جذري في التعليم بشقيه المدني والديني، مطالبًا الأزهر الشريف بالقيام بهذه المهمة الصعبة. span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وأكد أنه على المبدع أن يكون مقاتلاً حتى يصل برسالته إلى البسطاء من الناس، وألا ينعزل عنهم وأن يؤثر فيهم ويتأثروا بهم، متابعًا: "الرصيد الحقيقي لأي مثقف هو قدرته على التواصل مع الجماهير، وأن يشعر بهم ويتحدث لهم وعنهم هذا المثقف هو من سيتمكن من مواجهة التحديات، وتقديم الطرح القوى الحقيقي القادر على تطوير الواقع وتغييره نحو الأفضل". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وعن رؤيته محاولة تيارات الإسلام السياسي إعادة طرح سؤال الهوية المصرية، أكد قنديل أنَّ المجتمع المصري يصعب توجيهه فى اتجاه واحد من خلال أي حزب أو جماعة، لافتًا إلى أنَّ هناك حصيلة كبيرة من التراكم الثقافى على مر العصور منذ الدولة الفرعونية، مرورًا بالقبطية، والإسلامية، حتى الدولة الحديثة، وبالتالى لن يسمح الشعب المصري للثقافة أن تنجرف فى اتجاه واحد، فالاختلاف طبيعة راسخة في المجتمع. span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وعن متطلبات كتابة رواية تاريخية، يؤكد قنديل أنها "تحتاج لدراسة وتأملات طويلة فكاتب الرواية التاريخية لا يكتب على سجيته، ومطالب بأن يدقق في المعلومة عن الطعام والملبس والعادات في الموت والحياة وفي الزواج والاحتفالات، كل هذا يحتاج إلى دراسات وبحوث طويلة والتشبع بها جيدا، ثم بعد ذلك تأتي الكتابة". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وأضاف: "هذه المسألة تحتاج وقتًا طويلاً وذاكرة قوية وفتح ملفات لكل شيء في هذه الفترة، ومن هنا تكون المهمة الصعبة في الانتقال إلى العصر بكل حذافيره؛ أمَّا كتابة رواية معاصرة فليس مطلوب هذا كله لأننا نعايش الأحداث وكل المطلوب هو أن نحسن حب الموضوع، والمثقفون المصريون تعرضوا للتهميش منذ سنوات طويلة، ومن الضروري أن تستفيد السلطة من أفكار المثقفين". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وعن المخاوف على حرية الإبداع في مصر، قال قنديل: "الشعب المصري اختلف بعد ثورة يناير وهذه نتيجة مهمة بعد الثورة التي أعادت الوعي إلى الشعب، فهذا الوعي سوف يكون حاميا على الدوام بعد ذلك لكل قيم ومبادئ الشعب ومنها الإبداع، وسوف يكون المثقفون أحرص على الإبداع لأنه مجالهم". span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family: "Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"وتابع: "الإبداع مسؤولية كما هو حرية، ومن ثم سيحرص المثقفون على الحرية مع الحفاظ على قيم المجتمع، وفي نفس الوقت تقتضي هذه الحرية والحماية تدخل المجتمع المدني وليس السلطة، لأن السلطة تعني شبهة القهر وهذا انتهى عهده تمامًا".