تأهل كل من اليوفنتوس وبرشلونة إلى الدور ربع نهائي من دوري أبطال أوروبا في ليلة الأبطال الأخيرة بفوز اليوفي بثنائية على دورتموند وبرشلونة بهدف على السيتي ليكمل عقد دور الثمانية في دوري ابطال اوروبا دورتموند × اليوفنتوس دخل الضيوف اللقاء وهم محرومون من قلبهم النابض أندريا بيرلو، وزادت الأمور سوءًا بإصابة بوجبا وخروجه من اللقاء، فيما بدا أنه مأزق من العيار الثقيل لماسيميليانو أليجري الذي لا يمتلك الأوراق البديلة على مقاعد البدلاء، لكن أليجري لعبها بالشكل اللائق به كمدرب يسعى لترك بصمة عندما أدخل بارزالي، ودفع بكل من إيفرا وليشتنشتاينر إلى الأمام فحّول الخطة من 4-3-1-2 إلى 3-5-2، مما زاد قوة الدفاع بتواجد ثلاثة قلوب حديدية، ووضع أمامه خطًّا من خمسة لاعبين، فأصبحت عملية صعبة للغاية على الألمان خاصة أنهم مطالبون بالهجوم بعد التأخر بهدف مبكر، وعملية الإجبار على التسجيل هذه غالبًا ما تفقد الفريق المطالب بالهجوم تركيزه فكيف أنه جوبه بدفاع حديدي ومنظم ؟ الهدف المبكر ولعب اليوفنتوس بخمسة لاعبين في الوسط، سمح له بفرض هويته الإيطالية المميزة، فضغط على المنافس وضرب بالمرتدات ومنها جاء الهدف الثاني عبر موراتا، والثالث عبر تيفيز الذي أنهى آمال دورتموند ليستحق اليوفي التأهل ويبقى لإيطاليا كما ألمانيا ممثل وحيد، والملفت أن الممثلين هما بطلا الدوري ومتصدراه حتى الآن وبفارق كبير. برشلونة × مانشستر سيتي يمكن وصف هذه المباراة بمباراة الحرّاس خاصة جو هارت، الذي بدا في معظم مراحلها وكأنه وحيد في مواجهة نجوم هجوم برشلونة خاصة ثلاثية الهجومي ميسي – نيمار – سواريز. والملفت أن الحارس الإنجليزي نجح في حرمان هذا الثلاثي المرعب من تسجيل أي هدف رغم كثرة الفرص، حيث لم ينجح في هز شباكه سوى لاعب الوسط راكيتيتش وإن كان بتمريرة من ميسي، أما تيرشتيجن فصحيح أنه لم يختبر بقدر هارت الذي عانى الأمرين ، لكنه كان في الموعد عند اللحظة الحاسمة فتصدى لضربة جزاء أجويرو في الدقيقة 77 وأبقى برشلونة سيدًا للقاء، ولو سجل الهدف لكانت هناك حسابات أخرى وللعب السيتي بروح أخرى. مباراة أمس كانت شبيه بمباراة الذهاب حيث بدا مدربه متخوفًا وحذرًا إلى درجة الجبن، والدليل أنه لعب بتشكيل 4-5-1 وهو يحتاج إلى الفوز، كما بدا الفريق مشتتًا ذهنيًّا، وأكبر دليل ركلة الجزاء التي أهدرها أجويرو وأيضًا كمية المحاورات المذلة التي قام بها لاعبو برشلونة للاعبي السيتي، فعقلية الفريق الحالية باتت غير كافية لفريق بإمكانات وقوة السيتي، ولابد من رحيل بيليجريني وقدوم مدرب يستطيع أن يرتقي بالفريق إلى مرحلة أعلى. الرابط بين المباراتين خروج دورتموند من هذا الدور من الأبطال يعني خسارة الفريق للكثير من المداخل، ومع كون عدم تواجده في أبطال الموسم المقبل شبه مؤكد فإن مداخل أخرى لن تجد الطريق إلى خزينته، مما يعني أن كلوب لن يمتلك المقومات المطلوبة لإبقاء الفريق في المستوى المطلوب، كما أن عدم تحقيق الفريق لأي شيء قد يدفع الإدارة للاستغناء عن المدرب مما يزيد من احتمالات رحيله، وهنا قد يتلقى السيتي الذي يحتاج إلى مدرب مثله قادر على الارتقاء بالفريق ذهنيًّا وفنيًّا لمرحلة أعلى، خاصة أن بيليجريني بات قاب قوسين أو أدنى من الرحيل حيث خرج من الأبطال ويبدو بعيدًا عن لقب الدوري المحلي، وهنا قد تلتقي مصالح الناديين رغم الخروج، وقد نرى كلوب مدربًا للسيتي في الموسم المقبل.