أصبح اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمني في الحكومة المستقيلة، محور التعليقات والتكهنات في الأوساط السياسية اليمنية بعد نجاحه في الهرب من الحصار الذي فرضته عليه جماعة أنصار الله الحوثيين في العاصمة صنعاء، وإجباره على العمل معهم بعد الإستيلاء على دار الرئاسة والإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي واحتجازه في منزله هو الآخر بصنعاء، قبل أن يتمكنا من الهرب من هذا الحصار إلى جنوب البلاد. ويترقب اليمنيون الخطوة التالية من اللواء الصبيحي، وهل سيعمل مع الرئيس هادي الذي سبقه إلى عدن قبل 3 أسابيع أم لا، وفى هذا الصدد نقلت صحيفة الأولى اليمنية المستقلة عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة في محافظة "عدن"، أن الرئيس هادي يعتزم تكليف الصبيحي بتشكيل حكومة لتسيير الأعمال من عدن. وجاءت ضربة هروب الصبيحي وعمليات التمويه الذي قام بها في رحلته إلى محافظة "لحج" جنوب اليمن بمثابة ضربة جديدة للحوثيين بعد ضربة هروب الرئيس هادي والتي أوقفت مخططاتهم في تنفيذ بنود الإعلان الدستوري الذي أصدروه من جانب واحد، واجتمعت اللجنة الأمنية العليا التي تشكلت بموجب هذا الإعلان أمس لبحث التطورات في أعقاب هروب الصبيحي الذي يرأس اللجنة. ولم يشر البيان الصادر عن الاجتماع إلى هذا الموضوع، ولكن مصادر سياسية وأمنية أكدت للصحيفة أن اللجنة ناقشت تداعيات وأسباب مغادرة الصبيحي، وتم الاتفاق على عدم صدار أي تعقيب حتى يتم معرفة سبب مغادرته وهل سيلتقى بالرئيس هادي، وإذا تم فما الذي سيتفقان عليه، وفي ضوء ذلك ستحدد اللجنة التي يسيطر عليها الحوثيون موقفها. وأرجعت مصادر مطلعة أسباب هروب الصبيحي إلى تصاعد الخلافات بينه وقادة في الجيش وبين الحوثيين، لكثرة تدخلاتهم في الشئون العسكرية ومطالبتهم بتوجيه حملة عسكرية للسيطرة على محافظتي مأرب وتعز اللتان ترفضان أى تواجد لهم على أراضيها، وقد زاره قادة من الجماعة في منزله يوم الأربعاء الماضي وطلبوا منه شن حرب على مأرب وتعز بقيادته فرفض ذلك وقرر الهرب من صنعاء. وكان الرئيس اليمني قد رفض مطالب مماثلة من الحوثيين وفضل الاستقالة، الأمر الذي جعلهم ينقلبون عليه ويستولون على دار الرئاسة ويحتجزونه في منزله ويصدرون إعلانًا دستوريًا من جانبهم في 6 فبرير وحاولا إجبار الحكومة المستقيلة على العمل معهم ولما فشلوا كلفوا وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة بالاستمرار في منصبيهما وشكلا اللجنة الامنية العليا برئاسة الصبيحي لتسيير الشئون الأمنية, استغل الصبيحي الفرصة التي يبدوا أنه خطط لها بدقة وفر من هذا الحصار، ليؤكد لليمنيين أنه أحبر على العمل مع الحوثيين.