"الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال"، بهذه الكلمات نعى الراحل صلاح جاهين، شهداء مدرسة بحر البقر الذين راحوا جراء قصف القوات الصهيونية للمدرسة الابتدائية في السبعينيات، في جريمة اهتز لها ضمير العالم. وتُردد نغمات الأنين في قصيدة جاهين، مع كل حادث يذهب فيه أرواح أطفال المدارس، حتى أصبحت أنشودة للحزن على الأطفال، ردد المصريون جميعا في توديع 9 أطفال في حادث أتوبيس الشروق الذي وقع صباح اليوم الجمعة. كما رددوها العام الماضي في أكثر من مرة، كان أكثرها ألما واقعة مقتل 18 طفلا وإصابة 18 آخرين بحادث مدرسة الأورمان الثانوية بالبحيرة، وكانوا أعادوا أنينها عام 2012 في توديع 51 تلميذا راحوا ضحية الإهمال في حادث أتوبيس منفلوط بمحافظة أسيوط، في مشهد يدمى له القلب، وهو نفس المشهد الذي تكرر مع مصرع 12 تلميذا في حادث طريق بمركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج قبل ذلك. الإحصائيات مستمرة وتشير إحصائيات ضحايا الطرق، بحسب ما تؤكده تقارير "الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم"، إلى أن 20% من ضحايا حوادث الطرق أطفال في المرحلة العمرية أقل من 15 عاما. وتؤكد الإحصائيات، أن حوادث الطرق تقتل زهور الأمة في المهد، ففي فبراير من العام 2013، أُصيب 14 طالبا بجامعة دمنهور بإصابات خطيرة في حادث انقلاب أتوبيس بالطريق الزراعي السريع المتجه إلى الإسكندرية أمام قرية ذنوبة بالبحيرة. ولقى 3 تلاميذ مصرعهم وأصيب 52 آخرون في أكتوبر 2013، بحادث انقلاب أتوبيس حضانة الأمل في قرية كفر المنازلة التابعة لمركز كفر سعد، خلال رحلة إلى مدينة دمياط الجديدة، ووقع الحادث عندما انحرفت عجلة القيادة من السائق، ما أدى إلى وقوع نصف الأتوبيس في الترعة، وسقط ثلاثة أطفال في الترعة. واستقبل مستشفى العلمين في سبتمبر عام 2013 أيضا، جثتين هامدتين إحداهما لشريف زكريا علي "55 عاما- مدير مكتب وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مطروح"، والثانية لأحد موظفي التربية والتعليم بمطروح، وأصيب في نفس الحادث 8 آخرون إثر انقلاب سيارة أجرة مطروح بالكيلو 85 طريق "إسكندرية - مطروح" الساحلي أمام مدينة العلمين بعد انفجار الإطار الخلفي للسيارة. ووقع في 9 نوفمبر من العام الماضي، حادث أتوبيس البحيرة الذي الذي راح ضحيته 18 طالبا من مدرسة الأورمان الخاصة بمحافظة البحيرة، وأصيب خلاله 18 آخرين نتيجة تفحم الأتوبيس بالكامل، إثر اصطدامه بسيارة محملة بالبنزين. وتجددت الفاجعة صباح اليوم الجمعة، بخبر وفاة 9 طلاب، وإصابة 24 آخرين في حادث اصطدام قطار بأتوبيس الرحلات المدرسية في مدينة الشروق، أثناء نقله رحلة مدرسية من مدينة طنطا إلى محافظة القاهرة، وأرجعت الحكومة السبب إلى أن السائق عبر السكك الحديدية من مكان غير معد للعبور، طبقا لتصريحات وزارة النقل. وأكدت الوزارة، أن سائق الأتوبيس هو المسؤول عن الحادث، في مشهد أعاد للأذهان حوادث أخرى راح ضحيتها براعم هذا الوطن نتيجة الإهمال. تعويضات مالية وكانت وزارة التربية والتعليم، ممثلة في الصندوق المركزي للتأمين على الطلاب ضد الحوادث، تقدم تعويضات مالية لتلاميذ المدارس الذين يلقون حتفهم في حوادث الطرق وغيرها، وتصل التعويضات إلى مبلغ 10 آلاف جنيه يحصل أهل الضحية على 5 آلاف فور وقوع الوفاة، والخمسة الأخرى بعد استخراج إعلان الوراثة. كما تصرف الوزارة وفي حالة الإصابة، مبلغ ألفي جنيه للمصاب بإصابة خطيرة، ويتحمل الصندوق رعاية المصاب حتى يتم شفاؤه، وعندما تولى الدكتور محمود أبو النصر، وزارة التربية والتعليم، قرر رفع مبلغ التعويض إلى 30 ألف جنيه في حالة الوفاة. التأمين على الطلبة ويتيح قانون التأمين على الطلبة صرف مبلغ مالي يصل إلى 6 آلاف جنيه للطالب الذي يصاب أثناء اليوم الدراسي، أو أثناء ذهابه وإيابه من المدرسة، أما إن أصيب في غير تلك الأوقات فإن الصندوق يصرف له إعانة علاج لا تتجاوز 3 آلاف جنيه. وفي حالة الإصابات الخطيرة، يعرض الأمر على وزير التربية والتعليم، وهو الذي يقرر صرف ما يطلق عليه في القانون الإعانة الاجتماعية، وتقدر ب5 آلاف جنيه، وتصل إلى 10 آلاف وتصرف حسب الحالة. وتشير إحصائيات صندوق التأمين على الطلاب، إلى أنه منذ يناير 2011 وحتى نهاية عام 2012، تم صرف تعويضات مالية ل1820 حالة متنوعة بين إصابات ووفاة لأسباب مختلفة، وتكلفت تلك الحالات مبلغ 12 مليونا و559 ألف جنيه، موزعة على 179 حالة تأمين، 1327 حالة إعانة، 81 حالة من حالات نسبة العجز أو الإصابة، 126 حالة علاج، و107 حالات طارئة، وهي حوادث تتعامل معها الوزارة بشكل طارئ ويتم صرف تعويضات فورية.