أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في كلمته في بداية فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أنَّ الإسلام دين حضارة، ووسيلة للبناء لا للهدم، وإنه دين مكارم الأخلاق، وهو دين الرحمة والعدل والصدق، حيث لخَّص النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، الهدف الأسمى لرسالته ب"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وقال جمعة: "الرسول كان يؤمن بالاختلاف الحضاري والثقافي، حيث تعد وثيقة المدينة أفضل نموذج في تاريخ البشرية لترسيخ التعايش المشترك بين الأديان والأعراق، وأنصاف الآخر وحريته في المعتقد، وواقع الجماعات المنتسبة ظلمًا للإسلام بالحرق والقتل والتدمير والتخريب يرتكب باسم الإسلام، والإسلام منهم بريء". وأضاف: "نرى تخلفًا عن مصاف الأمم المتقدمة للعمل والإنتاج على عكس ما يأمرنا به ديننا الحنيف على العمل وإتقانه، وأبعث بعدة رسائل أولها لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لقد ناديت حيًا وأسمعت مجيبًا، ونعلن أننا سنكون حسن ظنك بنا ودعوتك لتجديد الخطاب الديني لن تذهب سدى، وسيرى العالم في جلسات هذا المؤتمر تجديدًا حقيقيًا في الفكر والفهم واللباب وسنسلم نسخة من التوصيات". وتابع: "نؤيد بكل قوة دعوة الرئيس السيسي بتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب ومؤامرات التفكيك تسقطها في فوضى لا نهاية لها، وسنقدم في المؤتمر حلول منطقية". ومضى يقول: "الرسالة الثانية لرئيس الوزراء نقول ها نحن على العهد كما عودتنا في مجلس الوزارء، هنا نحن حكومة المهام الصعبة واقتحام الملفات الشائكة والحساسة ما دامت لوجة الله تعالى، وسنفتح الملفات الصعبة للخطاب الديني". واستطرد: "الرسالة الثالثة للحضور سنعلن للجميع ما نلقي الله به، ما يطيب لنا وما يصرنا وما يخدم صالح الدين والوطن ونخرج بمفاهيم لم يجرؤ الكثير من التجرؤ بها كالخلافة والجزية والتكفير والدولة الإسلامية وغيرها من القضايا وما يعد اجتهادًا جماعيًا لا فرديًا، وإذا كان هناك من يشكِّك في جدوى هذه المؤتمرات فإن لها عدة مهام التشاور والتلاقي والتنسيق وإبلاغ صوتنا عاليًا بأننا نرفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله، ونرفض التشدد والغلو، وننبذ التحلل والإنفلات، ونرفض ربط الإرهاب بالأديان، لا بالإسلام فقط، والخائفين منه والمترددين منه، وتكشف هذه المؤتمرات أباطير الجماعات المتطرفة الضالة المضلة، والجانب الفكري هو أحد الجوانب الهامة".