لم يثنه المرض في أيامه الأخيرة عن التفكير في تلك القرية البعيدة في الجنوب الغربي من مملكته.. فانشغل بال الملك عبد الله بن عبد العزيز بالخوبة في منطقة جازان على الحدود بين اليمن والسعودية، وهي القرية التي شهدت في العام 2009 اشتباكات بين الحوثيين الشيعة وبين حرس الحدود السعودي في جبل دخان.. العاهل الراحل ومن بعده سلمان يدركان ما يجول بملك أسرتهما في حرب مقدسة عنوانها "لواء السنة أم الشيعة" يأتي خطرها من عند اليمن المجاورة في الجنوب.. فأحفاد إسماعيل الصفوي في إيران، كشروا عن أنيابهم وكشفوا أوراق لعبتهم في اليمن، بعدما دفعوا بوتيرة الأحداث لتسقط صنعاء بيد الحوثيين الحلفاء ويهرب رئيسها متحصنا في عدن.. الخليج المحتقن لتعديات طهران المتكررة سواء باحتلال الجزر الإماراتية أو عمليات التخريب في سوريا والعراق واليمن، يقف أمام تحدٍ هو الأصعب في ظل موقف أمريكي يراه البعض ب"المائع".. فما بين عدن الحصن الأخير لمنصور هادي ومعه الخليج، وبين صنعاء التي يسيطر عليها عبد الملك الحوثي ومسلحيه، تقف شبه الجزيرة على صفيح ساخن. الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في عدن لدعم منصور هادي وصل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، إلى مدينة عدن اليمنية، أمس الأربعاء، في زيارة تستهدف تقديم تأكيدات خليجية، بمواصلة دعم الشعب اليمني، وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، خلال المرحلة المقبلة. وتأتي زيارة الزياني عقب أيام قليلة من توجه هادي إلى عدن، وسحبه للاستقالة التي كان تقدم بها إلى البرلمان. وقد نقل الأمين العام الى الرئيس اليمني تحيات قادة دول المجلس بمناسبة خروجه من مقر اقامته الجبرية في صنعاء ووصوله الى عدن سالما معافى ،وتمنياتهم له بدوام الصحة. وأكد الأمين العام دعم مجلس التعاون للرئيس اليمني، والجهود التي يبذلها لاستكمال العملية السياسية السلمية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني ، مشددا على أن مجلس التعاون سوف يواصل مساعيه الخيرة لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن ، ومساعدة الشعب اليمني الشقيق للخروج من الأوضاع الصعبة التي يعيشها. وقد عبر الرئيس اليمني عن تقديره البالغ للموقف الداعم قادة دول مجلس التعاون لليمن وشعبه في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها ، مشيدا بموقف دول المجلس الداعم للشرعية والجهود التي تبذلها لإخراج اليمن من محنته وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن . الحوثيون يهددون باجتياح عدن ذكرت مصادر سياسية لسكاي نيوز عربية أن جماعة الحوثي هددت باجتياح مدينة عدن إذا ما استمر الرئيس عبد ربه منصور هادي في ممارسة مهامه من المدينة بوصفه رئيساً للبلاد. وأكدت المصادر أن ممثلي الجماعة في الحوار برعاية الأممالمتحدة قالوا إن هادي وإن حاربهم بدعم إقليمي فإنه لن يستطيع أن يصمد. وبحسب المصادر فإن جماعة الحوثي هددت بأنها لن تتردد في حل أي حزب يتعامل مع هادي كرئيس شرعي للبلاد. وقالت جماعة الحوثي، الثلاثاء، إن هادي فقد شرعيته رئيساً للدولة وحذرت كل من يتعامل معه معتبرة إياه "هارباً من العدالة". مستشار خامنئي واثق من انتصار الحوثيين في أكتوبر 2014، قال علي ولايتي رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام في إيران، ومستشار علي خامنئي، والذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لما يعرف بالمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران، إن انتصار الحوثيين في اليمن بات أمراً وشيكاً. وقد اعترفت إيران رسمياً ولأول مرة، بدعمها لجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن، إذ أعلن ولايتي أن إيران تدعم ما سمّاه النضال العادل لأنصار الله في اليمن. ووصف ولايتي، بحسب وكالة "إيسنا" الإيرانية، حركة الحوثيين بالفريدة في تاريخ اليمن، وقال مخاطبا الحوثيين: "إن انتصاراتكم تشير إلى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة، والآن تمكنتم من السيطرة على الأوضاع تماماً وأزلتم العقبات من أمامكم". كما أعرب عن أمله بأن يتمكن أنصار الله من أداء دور في اليمن مشابه لدور حزب الله في لبنان. وأعرب عن ثقته بأن النصر في اليمن وشيك. إيران: الحوثي نسخة من حزب الله لمواجهة أعداء الإسلام وفي يناير الماضي، قال علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إن "جماعة الحوثي (أنصار الله) في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام"، على حد تعبيره. وأكد شيرازي خلال حوار مع موقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أن "الجمهورية الإسلامية تدعم بشكل مباشر الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والقوات الشعبية في سوريا والعراق، وقد أكد مسؤولو الدولة على هذه النقطة مرات عديدة". وأشار ممثل المرشد إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني ضد إسرائيل، وتهديداتهم بالانتقام لمقتل الجنرال محمد علي الله دادي وعناصر من حزب الله في الغارة الجوية على القنطيرة السورية، وقال إنه "على الصهاينة أن ينتظروا الرد في أي زمان ومكان". وحول تطورات الوضع اليمني قال شيرازي إن "الانقلاب على أنصار الله (الحوثيين) يعني الانقلاب على الشعب، وإن أنصار الله ليست مجموعة صغيرة أو حزبا خاصا، بل إنها تمثل الشعب اليمني وصحوته".