كتب - محمد البرمي: الطيب: لن نضع أيدينا فى أيدى من يدعم الإرهاب.. وداغى: نسعى لإجراء مصالحة محاولات مستمرة يبذلها الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يتستر خلفه عدد كبير من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، لإعادة المياه إلى مجاريها مع الأزهر الشريف. ورغم الاعتراضات التى طالت وجود الاتحاد فى مؤتمر الإرهاب، الذى يعقد فى السعودية منذ يومين، وممثله على القرة داغى، الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، خصوصا الإمارات التى تصنفه ككيان إرهابى، بالإضافة إلى الأزهر الذى حذف الاتحاد من المجلس العالمى للإغاثة فى مؤتمره الذى عقده منذ شهرين، وأسقط بموجبه عضوية الإخوانى يوسف القرضاوى، فضلا عن توجيه اتهامات للاتحاد بأنه يقف وراء تمويل العمليات الإرهابية، إلا أن محاولات داغى المستمرة منذ المؤتمر للتواصل مع شيخ الأزهر برعاية بعض العلماء المشاركين فى المؤتمر، يبدو أنها أتت ثمارها أخيرًا. حسب مصادر اطلعت على تفاصيل ما حدث فى السعودية، كشفت ل التحرير عن أن الاجتماع الذى جمع بين داغى وشيخ الأزهروعدد من العلماء، طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فيه، بضرورة توضيح الدور الذى يقوم به اتحاد علماء المسلمين، وكشف الغطاء عن جماعة الإخوان وعدم دعمها، هى والجماعات التى تقاتل فى سوريا، كما أوضح الطيب أن الأزهر أول من فتح الباب للقرضاوى بعد عودته من قطر إلى مصر فى أثناء ثورة يناير، واستقبله، إلا أن الشيخ الإخوانى لم يقدر ذلك، وحرض على الأزهر وعلى مصر. المصادر أكدت أن الطيب رفض عودة العلاقات مع الاتحاد قبل أن يعلن الأخير تبرأه من جماعة الإخوان ودورها فى دعم العنف داخل مصر، كما رفض التدخل فى مسألة إعلان الاتحاد منظمة إرهابية من عدمه، مؤكدا أن هذا الأمر يخص القانون، وليس مؤسسة الأزهر، أما بالنسبة إلى إسقاط عضوية القرضاوى، فجاءت بإجماع أعضاء المجلس العالمى للدعوة والإغاثة. وكشفت المصادر عن أن داغى طالب فى اللقاء شيخ الأزهر بالتدخل لعمل مصالحة سياسية بين الإخوان والدولة، وضرورة عودة العلاقات مع الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، كما أكد أنه يحمل رسالة من الدكتور يوسف القرضاوى لشيخ الأزهر، تؤكد رغبته فى عمل مصالحة بينه وبين الطيب، والعودة من جديد لحضور المؤتمر العالمى، الذى يعقده كل من الأزهر و الأوقاف فى نهاية شهر فبراير الجارى، وهو الطلب الذى لم يلق ترحيبا من الدكتور الطيب. المصادر أوضحت ل التحرير أنه من المقرر أن يكون هناك لقاء جديد بين الطرفين فى محاولة للوصول إلى أى صيغة توافق أو اتفاق وفقا للشروط التى سيقرها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لعودة العلاقات مع الاتحاد، خصوصا أن داغى أكد أن الاتحاد سيستمر بعد القرضاوى، ومن الضرورى إذن أن يكون هناك علاقات جيدة مع الأزهر. غير أن وكيل مشيخة الأزهر، الدكتور عباس شومان، قال إن دعوة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أو القرة داغى، ليس مسؤولية الأزهر، لأن اللجنة التى نظمت المؤتمر هى من وجهت الدعوة، وبالتالى فإن الأمر يخصها هى، ولا علاقة لشيخ الأزهر بذلك، مضيفا أن وجود الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين لن يمنع الطيب من الحضور. شومان قال إن الطيب قال فى أكثر من مرة فى المؤتمر إن الجماعات التى تدعم الإرهاب لا بد أن تتراجع عن ذلك، وكان داغى حاضرا الاجتماع كأحد المدعوين، مضيفا أن الأزهر لن يعترف باتحاد علماء المسلمين، أو يتعاون معه من قريب، أو بعيد، خصوصا أنه سبق أن أسقط عضوية القرضاوى، والاتحاد، من المجلس الأعلى للإغاثة، باعتبارهما داعمين للإرهاب. وكيل الأزهر قال إن الدكتور أحمد الطيب لن يقبل بأى وساطة لعودة العلاقات مع الاتحاد، وأن ما جرى من اجتماعات جاء ضمن ورش العمل التى يعقدها المؤتمر لمكافحة الإرهاب، أما أى شىء عن اتفاق مع هذا التنظيم فلن يحدث مطلقا، حسب تأكيد شومان. بدوره، قال الدكتور الطاهر أبو لبابة، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، إن هناك محاولات تبذل بين كل الاتحادات والكيانات الإسلامية للاتفاق على وثيقة عمل موحدة والتعاون فى محاربة ومكافحة الأفكار الإرهابية، مضيفا أن أى لقاء يجمع بين الطيب وداغى سيكون مكسبا كبيرا، لأننا نريد توحيد صفوفنا ، على حد قوله. وعن مجلس حكماء المسلمين، الذى يرأسه الطيب، قال أبو لبابة: كل ما نحاول فعله هو تحقيق تواصل بين كل الأطراف، لأننا لسنا بديلا للاتحاد، لكننا نعمل على تقوية العلاقات بين المسلمين . أبو لبابة قال ل التحرير إنهم يسعون من خلال مؤتمر السعودية لتحقيق التفاهم وإزالة الخصومة، خصوصا أن دعوة السعودية كانت خطوة هامة جدا فى إطار عودة العلاقات بين مصر وقطروالإمارات، وعدد من الدول العربية، مشيرا إلى أن هناك جلسات مستقبلية للوصول إلى تفاهمات بين الأزهر والاتحاد العالمى ومجلس حكماء المسلمين.