حوار - هند موسى: تامر حبيب: أعدت كتابة 80% من حكى «أسوار القمر» قبل عرضه رغم أن رصيد السيناريست تامر حبيب لا يتجاوز 11 عملا فنيا، متنوعًا بين أربعة مسلسلات، وسبعة أفلام، فإنه استطاع بكتاباته الإنسانية التى تلمس مشاعر المشاهدين وتؤثر فى نفوسهم، إيجاد مكانة مميزة لنفسه وسط أشهر كتاب السيناريو. تامر أكد أنه لم يختَر التركيز على العلاقة بين الرجل والمرأة فى دراما اجتماعية رومانسية، وإنما الأمر يرجع إلى تفضيله لهذه النوعية من القصص كمُشاهد فى الأساس، وبالتالى عندما قرر دخول مجال الكتابة كان موضوعه الأثير، سواء فى السينما أو التليفزيون. التحرير تحدثت مع تامر عن أول تجربة كتابة مشتركة قام بها تامر فى أسوار القمر مع السيناريست محمد حفظى، وكذلك عن مسلسل طريقى ، واختياره شيرين عبد الوهاب تحديدا لتقوم ببطولته فى أول تجربة تمثيلية تليفزيونية لها. فى البداية أكد تامر حبيب أنه لم يشارك فى كتابة السيناريو الخاص ب أسوار القمر مع حفظى، وأشار إلى أن مشاركته فى العمل اقتصرت على الحكى الذى ترويه البطلة فى الفيلم وهى منى زكى، وذلك بعدما طلب منه المخرج طارق العريان كتابته، وأضاف: العريان كان متخوفًا من أن لا أقبل هذه المشاركة، لكننى وافقت عليها لعدة أسباب، منها أننى أعشق كتابة الحوار، وهذا النوع من المشاركات سبق أن قام بها كتاب كبار أمثال سيد بدير فى أفلام نجيب محفوظ، وهذا يعنى أن كتابة الحوار لسيناريو كتبه مؤلف آخر ليس (تقليعة) جديدة . تامر أوضح أن إعجابه بقصة الفيلم التى كتبها محمد حفظى كان ضمن أسبب قبوله للعمل قائلا إعجابى باللعبة التى يقوم بها آسر ياسين وعمرو سعد كانت ضمن عوامل قبولى للمشاركة فى الكتابة، كذلك استهوتنى فكرة مزج و(تعشيقة) الأكشن والإثارة مع العلاقة الإنسانية والرومانسية بين الرجل والمرأة، وأجدها توليفة ذكية، لا أعتقد أنه سبق تقديمها من قبل فى عمل سينمائى بهذه الدرجة، خصوصا أن الجانبين لهما نفس الثقل والاهتمام فى السرد . وذكر أنه قام بإعادة كتابة 80% من الحكى الذى كتبه فى أسوار القمر قبل وخلال وبعد الانتهاء من التصوير، ومشاهدته للفيلم مرتين، منها تعديل بعض الجمل الخاصة بالمرحلة التى تفقد فيها زينة (منى زكى) بصرها، ومنها: صورتى فى المراية مش هاشوفها تانى.. ملمس خدى على المخدة وحشنى.. خلاص هاعيش فى كابوس فى أوضتى اللى بقت ضلمة ، واستمرت هذه التعديلات حتى شهرين قبل عرض الفيلم. تامر أرجع نجاح الفيلم إلى اكتمال كل العناصر الفنية فيه، قائلا أى عمل فنى هو عمل جماعى، فمثلا إذا كان هناك سيناريو جيد يقدمه مخرج غير جيد فإن العمل لن يكون ناجحا وهكذا، والأمر أشبه بامتلاك كل فرد من فريق العمل (كريديت) يزيد به من رصيد الفيلم، لكن الحقيقة طارق العريان ومنى زكى من أسباب نجاح (أسوار القمر) . وذكر أن أسوار القمر هو التعاون الرابع له مع منى زكى بعد سهر الليالى ، و عن العشق والهوى ، و تيمور وشفيقة ، إلى جانب مشاركته معها كممثل فى مسلسل السندريلا ، وتابع استمتع بالفُرجة على أى شخصية كتبتُها تجسدها منى، وهى ما زالت محتفظة بمكانتها وترتيبها موجود فى المراكز الأولى ضمن أهم ممثلات مصر، ويشهد على ذلك آخر أفلامها (أسوار القمر)، و(احكى يا شهرزاد)، فهى تحترم فنها، وما يؤكد ذلك أنها ما زالت تحرص على الحصول على كورسات تمثيل باستمرار لتُعلى من أدائها، ولأنها صديقتى فى الأساس؛ كثيرا ما أكون موجودا معها فى أثناء قراءتها لسيناريوهات الأفلام التى تتلقى عروضا للقيام ببطولتها وأتابع احترامها للورق، واهتمامها بقراءته . وعن مسلسل طريقى ، قال تامر حبيب إن ما دفعه لكتابته أسباب عديدة منها عشقه للأعمال الغنائية والاستعراضية، مشيرا إلى أنه مسلسل غنائى فقط، وتابع كان نفسى ألعب هذه اللعبة من زمان، وهى ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عملا شخصيته الرئيسة مغنية، فقد سبق وكتبت (عن العشق والهوى) وقدمت منى زكى دور عازفة بيانو تجيد الغناء أيضا، وكان من المقرر أن تقدم هذا الدور أنغام، لكن نظرا لظروف حملها تم إسناد الدور لمنى، التى كانت ستؤدى دور منة شلبى فى الفيلم، وحصلت عملية تبادل فى الأدوار . ولفت إلى أن طريقى يوازن بين مشوار صعود مطربة منذ البداية حتى الشهرة، وبين الجانب الاجتماعى والرومانسى فى حياتها الذى له نصيب كبير فى موضوع المسلسل، مشيرا إلى أن ما يميز الأعمال التى قدمت مشوار صعود مطرب هو طبيعة القصة نفسها والحدوتة وتفاعل الشخصيات مع بعضها ومدى تأثيرها فى بعضها، وتأثير الرجلين اللذين فى حياة شيرين عبد الوهاب، وهما أحمد فهمى وباسل خياط، ولكل منهما ظروف مختلفة تماما عن الآخر، هذا إلى جانب الظروف الأسرية التى تعيشها مع والدتها سوسن بدر. تامر أوضح أنه اتفق مع المنتج محمد مشيش فى البداية على تقديم مسلسل غنائى تقوم ببطولته مطربة، وكانت أولى المرشحات شيرين عبد الوهاب، مشيرا إلى أنه كان من غير الممكن الاعتماد على ممثلة تؤدى البطولة بسبب وجود أغنيات داخل العمل التى يتوجب على البطلة تقديمها. وعن اختياره لشيرين فى بطولة طريقى قال الحقيقة أننى لا أرى فى مصر مطربات عدا شيرين وأنغام مع احترامى لكل الأصوات، وشخصيا لا أتخيل قدرتى على متابعة مسلسل مكون من 30 حلقة لمطربتين غيرهما، لذا عندما بدأت تحديد ملامح الشخصية وجدت أن شيرين هى الأنسب لتجسيد شخصية (دليلة) فى العمل، كما أننى سبق ودار حديث بينى وبين شيرين التى أبدت لى رغبتها فى خوض تجربة التمثيل، لأنها ترى نفسها حاليا نضجت كثيرا عن تجربتها التمثيلية الأولى فى فيلم (ميدو مشاكل)، والتى تعترف بأن أداءها فيه لم يكن جيدا، لذا قررت الحصول على دورات تمثيلية تساعدها على إجادة تقديم دورها فى المسلسل، كذلك تجلس مع المخرج محمد شاكر باستمرار للحديث حول كل مشهد تقدمه، وهو ما يجعلنى مستمتعا بالعمل معها، خصوصا أننى أحرص على الوجود فى تصوير العمل قدر المستطاع . تامر أكد عدم تخوفه من التعاون مع المخرج محمد شاكر فى أولى تجاربه فى إخراج مسلسلات، بعد برنامج خطوات الشيطان ، وفيلم هاتولى راجل ، معتبرا أن (طريقى) تحد كبير يخوضه من كل النواحى، وأن هذا التحدى يدفع الفرد لبذل أقصى طاقة لديه .