انطلقت أعمال الدورة الثانية للجنة الوزارية المشتركة الكويتية السودانية، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة الكويتية، حيث ترأس الجانب الكويتي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الخارجية في جمهورية السودان الشقيقة علي احمد كرتي الجانب السوداني. وأعرب الشيخ صباح الخالد خلال كلمته عن تطلعه لمواصلة الإنجازات التي تم تحقيقها في الدورة السابقة للاجتماعات وتحقيق كل ما من شأنه تعزيز العمل الثنائي المشترك متقدما في الوقت ذاته بالشكر الى المسئولين في الاجتماعات التحضيرية على حسن الترتيب والإعداد لهذه الدورة. وقال إن العلاقات الكويتية السودانية تنامت وتجذرت على مدى عقود طويلة من الزمن، وشهدت تطورًا مستمرًا في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها. وأكد أن "ذلك لم يكن ليتحقق لولا العزم والإرادة المتواصلة بين قيادتينا وشعبينا الشقيقين والإيمان بوحدة الهدف والمصير في ظل ما تواجهه منطقتنا من مصاعب وتحديات". وتحدث الشيخ صباح الخالد عن قطاع التعاون الإقتصادي قائلا إن حجم الإستثمارات الحكومية التي تتولاها الهيئة العامة للإستثمار بلغ تسعة مليارات دولار أمريكي شملت قطاعات حيوية وتنموية عدة معربا عن الأمل في أن توازيها توسعة في نشاط القطاع الخاص الكويتي في المجالات الاستثمارية الواعدة في جمهورية السودان. وقال إنه اتساقا مع حرص الكويت المتواصل على دعم مسيرة الشراكة التنموية مع السودان قدم الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية أول قرض له منذ نشأته عام 1961 لتدشين مشروع السكك الحديدية وصولا الى تمويل 26 مشروعا حتى هذا اليوم زادت قيمتها على 900 مليون دولار أمريكي وتنوعت ما بين إنشاء سدود وطرق وتطوير للبنى التحتية ومشاريع الري والكهرباء وقطاعات الزراعة والثروة الحيوانية بالإضافة إلى المنح والمعونات الفنية التي بلغت 64 مليون دولار. وذكر الشيخ صباح الخالد أنه الى جانب ذلك قدمت الكويت عدة مساعدات إغاثية وتنموية فاقت قيمتها 100 دولار أمريكي على مدى السنوات من 1975 إلى 2014 لافتا الى التزام الكويت في مؤتمر المانحين لشرق السودان الذي استضافته في نوفمبر 2010 بتقديم دعم مادي قدره 500 مليون دولار أمريكي منها 50 مليون دولار منحة لدعم مشاريع في قطاعي الصحة والتعليم و450 مليونا على شكل قروض ميسرة في حين بلغ عدد الإتفاقيات المبرمة بين البلدين 25 إتفاقية ومذكرة تفاهم في شتى مجالات التعاون الثنائي المشترك. الإرهاب آفة العصر وفي سياق آخر، قال الشيخ صباح الخالد وزير الخارجية الكويتي: "نراقب ببالغ القلق والأسى تنامي ظاهرة الارهاب ومخاطرها وتداعياتها على دولنا وشعوبنا حتى أضحت بحق آفة العصر الحالي التي تتجاوز باتساعها الانتماءات الوطنية والدينية والمنافية للطبيعة الإنسانية وقيمها الأصيلة". وأوضح أنه "في هذا الإطار تقوم دولة الكويت كونها جزءًا من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بتقديم كافة سبل الدعم لمحاربة قوى الظلال والردة الفكرية وتجفيف منابع تمويله بكافة أشكالها"، مؤكدًا التزام دولة الكويت بقراري مجلس الأمن رقم 2170 و2178 المتعلقين بمكافحة الإرهاب انطلاقًا من إيمانها بأن "مواجهة هذه الآفة لا تقتصر على الجهد العسكري فقط بل تتطلب توعية فكرية وتنمية مجتمعية وحملة إعلامية متكاملة تعالج جذورها وتسعى إلى تحصين مجتمعاتنا وشعوبنا من تأثيراتها المدمرة". وأكد الشيخ صباح الخالد في ختام كلمته أن الاتفاقيات والمذكرات والبرامج التنفيذية التي سيوقعها الجانبان، اليوم الثلاثاء، ستضع لبنات إضافية في هذا البناء المتين من العلاقات بين البلدين من شأنها تحقيق المزيد من تطلعات الشعبين الشقيقين نحو النماء والتقدم والازدهار. وأعرب عن الأمل في أن تكلل أعمال الدورة بالنجاح وأن يوفق الجميع لما فيه الرفعة لأوطاننا والمزيد من الخير والرفاهية والأمن لشعبينا الشقيقين. بعد ذلك بحث الجانبان البنود المطروحة على جدول الأعمال والتي تسهم في تعزيز وتوطيد أواصر العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في جميع القطاعات والأصعدة بالإضافة الى مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. كما تبادل الجانبان الكلمات التي أكدا خلالها عمق العلاقات الثنائية وأهمية دعم كل ما من شأنه الارتقاء في تلك العلاقات الى آفاق أرحب في ظل التوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين الشقيقين. وحضر اجتماع اللجنة عن الجانب الكويتي وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجار الله ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب أحمد.