تمر أيام معرض الكتاب المعدودات، وينشغل البعض بشراء الإصدارات الحديثة من الروايات والدواوين الشعرية، ربما إعجابا بمبدعيها الشباب أو مجاملة لصديق، وينسى هؤلاء أن معرض الكتاب هو الفرصة المثلى لاقتناء ما ثقل حمله ورخص ثمنه من الإبداعات القديمة أو النادرة، ولهذا أردت أن أكون دليلا لأمثالى من عشاق إماطة التراب عن الكتب. قبل أن تدخل سراى الأهرام ستجد فى الخارج جزءا مخصصا لكتب الأهرام القديمة بخصم خمسين فى المئة، إضافة إلى أن أسعار الكتب قديمة، فيمكنك الحصول على مجلد تاريخ السادات بالصور، ومعه بعض الموسوعات، وكتب هيكل الضخمة، وكل هذا لن يتجاوز الخمسين جنيها. بجواره ستجد سراى أخبار اليوم وبه جزء مخفض بخصم خمسين فى المئة أيضا، وهناك ستجد كتب ألمع نجوم الكتابة والصحافة فى مصر مثل محمود السعدنى وأحمد رجب ومصطفى أمين، ولن يزيد سعر الكتاب عن ثلاثة جنيهات، بجواره ستجد دار الهلال ممتلئة بكتاب الهلال الشهير الذى يكتبه ألمع نجوم الفكر فى مصر بأقل من خمسة جنيهات. فى ركن مهمل على شارع صلاح سالم ستجد خيمة التخفيضات للهيئة العامة للكتاب، ويمكنك اقتناء مجلدات ضخمة للفنون الإسلامية وللغة الإنجليزية وللتاريخ، وتبدأ الأسعار من جنيه واحد لمجلد اللغة الإنجليزية حتى عشرة جنيهات لكتاب كارتر (فلسطين).. وده الغالى هناك! سور الأزبكية لا يحتاج إلى دليل، فيكفى أن تنقب تحت الأقدام لتجد كنوزا لا يلتفت إليها أحد، ويكفى أننى حصلت على دائرة المعارف المصرية فى الأمثال والقصص الشعبية فى مجلد ضخم بثلاثة جنيهات. خلاصة ما سبق أنه يمكنك بورقة بمئة جنيه أن تحصل على كتب قيّمة لن يكفيك العام كله لقراءتها.. مئة جنيه ربما لا تكفى لشراء ثلاثة كتب شبابية جديدة لا تستحق سعر الحبر الذى كُتبت به.