لا أعرف -ولا يعرف غيرى- كيف تأتى الجرأة لرجل الحديد أحمد عز ليخوض انتخابات البرلمان.. ويخرج لسانه للجميع.. وينسى الرجل ويتناسى أنه من أفسد الحياة السياسية فى ظل نظام مبارك.. وكان مروجًا ل ثورة جمال مبارك ، كما ادعى فى برلمانه، الذى جاء بالتزوير الفجّ فى عام 2010. وينسى الرجل أن برلمانه المزور كان أحد الأسباب الرئيسية للثورة على نظام حسنى مبارك وابنه جمال ورجال أعماله، الذين كان على رأسهم أحمد عز. وينسى الرجل أنه انحرف فى البرلمان ليصدر قوانين خاصة به مثل قانون الاحتكار، الذى أتاح له أن يكون محتكرًا بالقانون. وينسى الرجل أن مبارك نفسه قدمه قربانًا وأحاله إلى جهات التحقيق فى الأيام الأولى لثورة يناير حتى تهدأ الناس فى الثورة. وينسى الرجل أنه ما زال متهمًا بالاحتكار، وأن حكم محكمة النقض الأخير -رغم أنها خفضت الغرامة من 100 مليون إلى عشرة ملايين فقط- لم يبرئه من تهمة الاحتكار بل أثبتها.. بما يمكن محاكمته أيضًا. وينسى الرجل أنه سيطر على شركة حديد الدخيلة واستطاع أن يشتريها بثمن بخس ويحصل بنفوذه على قروض من بنوك وطنية ليضخ فيها الأموال مما يؤهله لاحتكار السوق.. وما زال الأمر مستمرا حتى الآن! وينسى الرجل أنه حُوكم على جرائم وفقا لقوانين شارك فى وضعها، فى ظل نظام مبارك، الذى كان له السلطة العليا فى إدارة البلاد، فى ظل ضعف مبارك نفسه، وسيطرة شلة جمال مبارك وبعض رجال الأعمال على الحكم. ولم تتم محاكمته على فساده السياسى. لقد أراد الرجل أن يستمر فى الفساد السياسى .. ويصر على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية الحالية.. بل وشجع الكثير من قيادات الحزب الوطنى المنحل الذين شاركوا فى الفساد والإفساد وخربوا البلاد. وما يفعله عز وتابعوه من الحزب الوطنى فى إصرارهم على خوض الانتخابات يثبت أنهم ليس عندهم دم. وما يفعله عز وتابعوه يثبت أنهم يعملون لمصالحهم الشخصية. .. ولا يعملون أبدًا لصالح البلاد. وما يفعله عز وتابعوه يثبت أن الشعب المصرى كان على حق فى الثورة ضد نظام مبارك، الذى كان تاجه رجال الأعمال هؤلاء. لقد حاول هؤلاء إجهاض الثورة. ونجحوا إلى حد كبير فى ذلك منذ مشاركتهم فى موقعة الجمل. وحاولو جعلها حربًا أهلية. والآن يريدون إجهاض العملية الديمقراطية. فعلاً ناس ماعندهاش دم. لم يستمع الرجل إلى نصائح الآخرين، وعلى رأسهم الأستاذ هيكل بالابتعاد عن السياسة.. ويكتفى بكتابة مذكراته!! وربما الاستمتاع بالأموال التى حصل عليها خلال سنوات حكم مبارك. لكن الرجل يصر على الاستمتاع بنشر الفساد السياسى.. والاستمرار فى نشر المال السياسى فى الانتخابات .