قدم رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد، تشكيل حكومته إلى الرئيس الباجي قائد السبسي، بعد مشاورات مضنية مع أغلب الأحزاب السياسية، على أن يقدم التشكيل إلى البرلمان بعد يومين لنيل الثقة. وتعد هذه هى الفرصة الثانية لتشكيل الحكومة، حيث سبق قبل أيام العمل على تشكيل الحكومة، لكنها لم تحظ بموافقة الأحزاب، وهو ما جعل حزب نداء تونس يقرر تأجيل تقديمها إلى البرلمان لتنال ثقة أكبر قاعدة نيابية. انتهازية النهضة ترتفع أصوات داخل صفوف حزب النهضة الإسلامي إلى عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، لأن ذلك يعني تخلي النهضة عن مشروعها السياسي، ويعتقد هؤلاء بأن الأفضل للحركة هو التربص في خانة المعارضة لكي لا يكون نطاق حزب التهضة داخل حدود حزب النداء، وتستطيع من خندق المعارضة العمل على إفشال النداء وتوطيد دعائم الحزب، لاسيمًا وأنها في أشد الحاجة إلى ترتيب بيتها الداخلي بعد الضربة القاصمة التي منيت بها فى الانتخابات الماضية. مشاركة النهضة يشق صف "النداء" انقسم حزب نداء تونس، بين مؤيد ورافض لمشاركة حركة النهضة في الحكومة الجديدة، وهو ما كان سببًا لخروج عدد محدود حتى الآن من ناخبي النداء معظمهم من النساء، في وقفة احتجاجية أمام مقر النداء اعتراضًا على مشاركة حزب النهضة في تشكيل الحكومة الجديدة، مطالبين بإقصاء النهضة ومحاسبتها عن جرائم وانتهاكات ارتكبت في حق الشعب أثناء توليها للحكم. وحسبما يرى المراقبون أن إشكالية حزب نداء تونس انقسامه إلى جبهات متعددة داخل الحزب الواحد، فهناك من يرفض تمثيل الإسلاميين في تركيبة الحكومة بأى حال من الأحوال، ويمثل هؤلاء أصحاب الاتجاه اليساري ويمثلهم فى تشكيل الحكومة الجديدة الطيب البكوش وزيرًا للخارجية، الذى أعلن مراراً وتكراراً أنه سيدافع بكل قوة حتى يتسنى له عدم إشراك حركة النهضة في الحكومة القادمة ، وأكد أن نداء تونس ملتزم بعدم إشراك النهضة في حكومة الحبيب الصيد المقبلة. هذه التصريحات الحادة جاءت بعد الوقفة الاحتجاجية للعشرات أمام مقر حزب نداء تونس، وهو ما جعل المهتمين بالشأن السياسى التونسى يشيرون إلى أن هذه الوقفة لم تكن تلقائية، بل بداية احتجاجات واسعة النطاق داخل حزب النداء . على الجانب الآخر، هناك قيادات داخل حزب نداء تونس ترى أنه ينبغى مشاركة النهضة داخل تشكيل حكومة الحبيب الصيد، حتى تحصل الحكومة القادمة على أوسع توافق سياسي ممكن، مما يجعلها قادرة على إعادة الثقة والأمل في نفوس التونسيين. الجدير بالذكر أن حزب نداء تونس حصل على 86 مقعدًا فقط، وبالتالى فهو غير قادر على تشكيل حكومة بمفرده دون مشاركة أحزاب أخرى، طبقًا لما تقتضية قواعد الديمقراطية المعمول بها فى كافة دول العالم. قيادات النداء تقرر عدم مشاركة الإخوان عقب تصريحات بعض قيادات حزب النداء وبداية ظهور احتجاجات اعتراضًا على مشاركة النهضة فى تشكيل الحكومة المقبلة، قرر المكتب التنفيذي لحزب نداء تونس عقد اجتماع برئاسة محمد الناصر، رئيس الحزب ورئيس البرلمان التونسي، لتقييم مسار تشكيل الحكومة وإمكانية مشاركة حزب النهضة في الحكومة الجديدة. وتوصل قياديو نداء تونس على التشبث بتشكيل حكومة سياسية حزبية تعكس إرادة ناخبي نداء تونس، وبرنامج الحركة ومشروعها السياسي والإصلاحي، في إشارة إلى رفض حركة النهضة في تشكيل الحكومة الجديدة.