مع اقتراب فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب المصري، تستعيد «التحرير» أبرز المواقف للشخصيات البارزة في جلسات البرلمان الماضية. ولعل أبرز المواقف والخطب، ما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي "رحمه الله" حينما كان وزيرًا للأوقاف، حين قال في 20 مارس 1978 "والذي نفسي بيده لو كان لي من الأمر شيء لحكمتُ لهذا الرجل الذي رفعنا تلك الرفعة وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة ألا يُسألَ عمَّا يَفعل!". وصفق الجميع داخل جلسة مجلس الشعب، باستثناء شخص واحد أزعجته تصريحات الشعراوي، هو الشيخ عاشور محمد نصر عضو مجلس الشعب الذى صرخ وسط القاعة "مفيش حد فوق المساءلة لنرع الله". إلا أنه بعد مرور أسبوع، اجتمع مجلس الشعب لرفع الحصانة عن الشيخ عاشور رحمه الله. وقال عاشور وقتها "لم أنم ليلتها ومن الجائز أن أكون رجلاً جاهلًا لم يتيسر لى فهم كلام الشيخ الشعراوى واليوم استغفر الله لأننى لن أسمح لنفسى أن أسمع أن السادات لا يسأل عما يفعل لأن السادات من الناس وسيد الناس يسأل عما يفعل". وتابع عاشور "السادات ليس أفضل من الرسول محمد بن عبد الله.. إن الله هو الذى لا يسأل عما يفعل وهذه صفة من صفاته ولا أحد يشاركه فيها". وواجه الشعراوي وقتها، انتقادات حادة، خاصة من الشيخ عبد الحميد كشك، الذي رد عليه وقال له "ماذا تقول لربك غدًا يا شيخ شعراوي لما وقفتَ في مجلس الشعب وقلت لو كان بيدي شيء من الأمر لرفعتُ هذا الحاكم إلى قمة لا يُسأل عما يفعل! من الذي لا يسأل عما يفعل يا شعراوي؟"، وردت الجماهير خلف كشك يقولون "الله الله". انتهى كلام الشيخ عاشور الذى تألم لآن شيخاً جليلاً كان يحترمه ويقدره وقع فى هذا الخطأ الجسيم وأشرك مع الله شخصاً أخر .