كتب: إسلام أبو خطوة - تصوير: عماد الجبالي منذ نعومة أظافره وجد نفسه حاملاً المسؤولية، ففي الوقت الذي يهلو فيه الأطفال من نفس عمره، يجمع هو الخردة من المنازل متخذا عربة كاروا لتسهيل مهمته ليتجول في شوارع المنيب. "حامد محمد" صاحب الأحد عشر عاما، يجلس على قدميه، ومن أمامة عدد كبير من الخردوات، حديد وبلاستيك وغيرها، ويضع حوض معدني على قدميه، ليقوم بإصلاحة إستخدامة من جديد. "أنا سبت المدرسة علشان أشتغل مع أبويا وأخويا".. هكذا استهل الطفل حديثه، مشيرًا إلى أن بيع الخردة عمل ورثه عن والده، الذي يمتلك مخزنا كبيرا مليئًا بالخردوات. ويستطرد قائلاً: أن أسعار خردة الحديد والبلاسيتك والألومنيوم في تفاوت مستمر، وأن سعر كيلو الحديد يقوم بشرائه من الأهالي ب3 جنيهات، أما النحاس ب5 جنيهات، والألومنيوم ب2 جنيه، في حين عندما يقوم ببيعه للمصانع يقوم بتزويد السعر بفارق جنيهان. من جانبه، يجلس شقيقه "علي محمد علي" الشاب العشريني، بملابسه الرثة ويقوم بتليمع الخردوات بقطعة من القماش المبلل، ويقول: "أنا بقوم بتصنيف الخردة اللي بتيجي من برة". ويشير إلى أن الخردة التي يتم جمعها من الشوارع، تمر بمراحل عديدة من أجل إعادة تصنيعها مرة أخرى. وأوضح أنه يقوم بفصل الحديد عن البلاستيك عن النحاس وغيرها، ليتم تنقية الأشياء القيمة وبيع كل شيء على حدة، وأنه في بعض الأحيان يعرض السلع في الشارع ليجد من يهوي شراء الخردة من الأناس الكادحين الذين يعجزون عن شراء السلع الجديدة، وبعض الوقت يقوم ببيعها جميعا للمصانع. وفى أثناء حديثه جاءت سيارة محملة بعدد كبير من الخردوات لتقف أمام المخزن ويقوم "علي" وأشقائة والعاملين معه بتحويل الخردة للمخزن وهم سعداء بجني مثل هذه الثروات. يعاود "علي" حديثه مرة أخرى قائلاً: "زمان كنا بنكسب دهب من الخردة"، ويشير إلى أنه في الأعوام الماضية، وبالتحديد في السبعينات والثمانينات كانت الخردة يتم شراؤها بسعر رخيص من الأهالي، ويتم بيعها للمصانع بسعر عالٍ. وأضاف "علي" أنه تزوج منذ خمسة أعوام ولديه من الأبناء ثلاث، وقال إنه لا يرغب أن يكون أبناؤه مثله، ليس احتقارًا من نشاطة بل رغبة منه في أن يكون أحد أفراد العائلة جامعي.