اشتعل الصراع الانتخابي مبكرا في الدائرة الأولى بالقاهرة، الساحل، حيث انتشرت اللافتات الدعائية لعدد من المرشحين المحتملين لانتخابات مجلس النواب، وأبرزهم النائب السابق عن الحزب الوطني، محمد سوستة، ووزير الرياضة السابق، طاهر أبو زيد، وعضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، ماجد طلعت. الدائرة، التي يتجاوز عدد ناخبيها 360 ألفا، وخصص لها مقعدين في تقسيم الدوائر الجديد (نفس حصتها في التقسيم السابق لثورة 25 يناير)، تبادل عليها في السابق نواب "الفلول" و"الإخوان"، حيث مثلها في برلمان 2005 كل من النائب الراحل عن الحزب الوطني، سيد رستم، ونائب الإخوان (المسجون حاليا) حازم فاروق منصور. الأخير انسحب في جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشعب لعام 2010، ليفوز بمقعده نائب الوطني، علي رضوان، وفي انتخابات 2011 سيطر نائبا الجماعة فهمي عبده، وكمال مهدي، على مقعدي الدائرة. ودوما ما تشهد "الساحل" تنافسا انتخابيا شرسا، حيث كانت في التقسيم السابق، ملازمة لدائرة "المعهد الفني"، التي مثلها لعدة دورات وزير المالية الأسبق، الهارب بالخارج، يوسف بطرس غالي، إلى أن أصبحت دائرة واحدة في التقسيم الجديد. وتتواجد بالدائرة كتل تصويتية مؤثرة، أبرزها كتل الإسلاميين والأقباط، والتي كان لها تأثيرا واضحا في كافة الانتخابات والاستفتاءات السابقة. عودة "سوستة" المرشح الأكثر دعاية، والأوفر حظوظا حاليا، هو "سوستة"، صاحب مقعد "العمال" عن دائرة الوزير الهارب، والذي لطالما تحمل دعايته خلال عهد "مبارك"، وخسر الانتخابات من الجولة الأولى أمام مرشحي الإخوان في الانتخابات الأخيرة. وتنتشر اللافتات الدعائية لسوستة، في عدد من الشوارع الرئيسية بالدائرة، خاصة في شارعي شبرا والترعة البولاقية، ما تسبب، مؤخرا، في حدوث مشاجرة عنيفة بين أحد أنصاره (صاحب محل جزارة)، وموظفى حي الساحل، بعد نزعهم عدد من لافتاته بمنطقة دوران شبرا، وحملها على سيارات نقل تابعة للحي، ما دفع أنصار "سوستة" لمحاولة التصدي لموظفى الحي، دون جدوى. ولم يفوت "سوستة" مناسبة، إلا وعلق اللافتات الموقعة باسمه، بداية بترحيبه بعزل محمد مرسي٬ مرورا بتأييده للتعديلات الدستورية، وختاما باللافتات المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وحربه ضد الإرهاب. كما يخوض السباق الانتخابي نجل نائب "الشورى" السابق عن الحزب الوطني، سعد الجوهري، عمرو الجوهري، والذي خسر أيضا الانتخابات السابقة من الجولة الأولى، ويسعى لتشكيل "ثنائي" مع "سوستة"، لحصد مقعدي الدائرة لصالح "فلول" نظام الرئيس المخلوع. الوزير السابق أما وزير الرياضة السابق، طاهر أبو زيد، فظهرت دعايته في الدائرة نهاية العام المنصرم، وانتشرت "لافتات" تهنئة أبناء الدائرة من المسلمين والأقباط بأعياد الميلاد المجيد، والسنة الجديدة، خاصة في شارع شبرا الرئيسي. ويقول أبو زيد ل"ويكيليكس البرلمان"، إنه لم يحسم قراره بعد، فيما يتعلق بمشاركته كمستقل، أو تحت لواء حزب الوفد "فردي"، وذلك على الرغم من تواجده في الحزب خلال آخر اجتماع لهيئته العليا الأسبوع الماضي. وخسر "أبو زيد" الانتخابات عن الدائرة في 2010، ممثلا عن حزب الوفد، ويؤخذ عليه عدم ظهوره في الدائرة إلا تزامنا مع الاستحقاق الانتخابي، حيث لم يلحظ أي تواجد له منذ خوضه انتخابات ما قبل ثورة يناير. ويدفع حزب المصريين الأحرار، بعضو هيئته العليا، ماجد طلعت، الذي خاض الانتخابات الأخيرة، وسقط من جولتها الأولى، وبدأ تحركاته مبكرا في الدائرة هذه المرة، حيث قدم مساعدات مادية وعينية لبعض الأسر المحتاجة، بخلاف توزيع علب "حلوي المولد" ببعض مناطقها.