تعرض حسنى مبارك، الذى يحمل على كتفيه أكثر من 86 عاما، لأزمات صحية متلاحقة، خصوصا عقب ثورة 25 يناير 2011 حتى اللحظة. كَسْر فخذه العام الماضى واضطراب نبضه عام 2012 هما أعنف حادثتين تعرض لهما خلال فترة سجنه لعلّ إحدى حلقات مرض مبارك تعود إلى مساء 19 يونيو 2012، حين نُقِل من سجن مزرعة طرة، بعد أن شهدت حالته الصحية تدهورا مفاجئا وسريعا، بلغ ذروته بإعلان وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، نقلا عن مصادر طبية مسؤولة، أن مبارك توفّى إكلينيكيا عقب نقله إلى مستشفى المعادى العسكرى بعد إصابته بجلطة فى المخ وتوقّف قلبه عن النبض، وأضافت الوكالة أنه تم إخضاعه لجهاز الصدمات الكهربائية، لكنه لم يستجِب. سادت أجواء من الغموض عقب إعلان النبأ، وتبيَّن لاحقا أن تدهورا مفاجئا حدث فى صحة مبارك، إثر سقوطه فى حمَّام غرفة الرعاية الفائقة داخل مستشفى سجن المزرعة. صحة مبارك ظلَّت محل اهتمام وسائل الإعلام التى تحدثت أكثر من مرة عن سقوطه داخل حمَّام محبسه بمستشفى سجن طرة. وفى أثناء جلسة محاكمته فى 27 إبريل 2014 تعرض مبارك لوعكة صحية، وأجرى الفريق الطبى الخاص به التحليلات والفحوص الطبية اللازمة له، إثر تعرضه لهبوط مفاجئ فى الدورة الدموية، وأوقف رئيس المحكمة سير الجلسة لحين الانتهاء من إجراء الفحوص الطبية على الرئيس الأسبق. وفى 19 يونيو 2014 أصيب مبارك بكسر مضاعف فى عظمة الفخذ اليسرى، إثر سقوطه داخل حمَّام غرفته بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى. ولأعوامٍ طويلة انتشرت شائعات حول سوء صحة مبارك، لكن لم يُعترف بذلك رسميا حتى 19 نوفمبر 2003، وجاء الاعتراف غير المقصود على الهواء مباشرة، فبينما كان مبارك يتحدَّث فى افتتاح دورة برلمانية جديدة لمجلسَى الشعب والشورى سكت فجأة ثم قال: هو الدنيا برد ولا إيه ، وكان الرئيس مبارك يتصبّب عرقا ويمسح وجهه بمنديل، ووسعت كاميرا التليفزيون الحكومى من الصورة لتبتعد عن التركيز على وجه الرئيس وهو على المنصة، وقد بدا عليه الإنهاك الواضح، وبعد ثوانٍ من ذلك ركَّزت على العلم المصرى المثبّت. وسرعان ما تبيّن أن مبارك أصيب بإغماءة أمام الملايين من مشاهدى التليفزيون، بعد ذلك بعشر دقائق تابع التليفزيون المصرى بثّه المباشر، وما هى إلا شهور حتى عادت قضية مرض الرئيس تطلّ برأسها من جديد. ويبدو أن مبارك كان يعانى آلاما مبرحة فى الفقرات القطنية اشتدت عليه فى رحلة رومانيا، وزادت وطأتها فى روسيا التى زارها فى مايو من عام 2004. وحسب التقارير المتاحة فإن الرئيس مبارك كشف لبعض مرافقيه فى هذه الرحلة عن آلام الظهر التى تهاجمه، الأمر الذى استدعى اختصار بعض المراسم واللقاءات، وفى طريق عودته إلى القاهرة، وبينما كان يهمّ بالنزول من سيارته فى مطار موسكو، أصيب بالتواءٍ فى القدم فمال بجذعه كله مرة واحدة وبقوة للإمساك بالسيارة. وقد أدت حادثة مطار موسكو، مع الآلام التى كانت تعاود مبارك فى الظهر، إلى الإصابة بانزلاق غضروفى بين الفقرتين الرابعة والخامسة زادت من حجم الآلام، ففى أحد أيام شهر يوليو عام 2004، علم العامة بمرض الرئيس مبارك وسفره إلى ألمانيا لتلقى العلاج من انزلاق غضروفى. أجهزة الإعلام المصرية حرصت -ربما فى حالة نادرة من نوعها- على الكشف عن مرض رئيس الجمهورية وذهابه إلى ألمانيا لتلقى العلاج، إلا أنها شددت فى الوقت نفسه على التقليل من خطورة الوضع الصحى لمبارك، وأكدت أن الرئيس يتمتع بصحة جيدة وبروح معنوية عالية. وفى 24 يوليو 2004 ظهر مبارك شاحبا على شاشة التليفزيون المصرى مرتديا ملابس النوم، متحدِّثا إلى المصريين من غرفته فى المستشفى ليطمئنهم على صحته، ويهيّئهم لغياب قد يطول أكثر مما كان متوقعا. وفى 6 مارس 2010 أجرى مبارك جراحة فى ألمانيا لاستئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحمية بالإثنى عشر، وبثّ التليفزيون المصرى فور انتهائها خبرا بنجاحها، وبعدها بدقائق أصدر مستشفى هايدلبرج ، الذى أجريت فيه الجراحة، بيانا مقتضبا قال فيه إنها سارت على نحو طيب . وفى منتصف ثمانينيات القرن العشرين تعرض مبارك لوعكة صحية، قال فى ما بعد للصحفى الأثير لديه، سمير رجب، على صفحات جريدة الجمهورية إن الأمر لا يعدو عن اضطراب معوى بسبب تناوله بعض الكريمة على قطعة جاتوه.