رأى ستروان ستيفنسون، السياسي الاسكتلندي الذي عمل رئيسًا لبعثة العلاقات مع العراق وعضو البرلمان الأوروبي- ضرورة محاربة عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، ولكن «دون مساعدة دولة إيران الخبيثة»، على حد وصفه. وقال ستيفنسون - في سياق مقال نشرته له صحيفة الاندبندنت البريطانية- إن العراق يحترق وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها قوات التحالف لدحر داعش ، لم يتحقق سوى القليل منذ أن فقدت الحكومة العراقية سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي العراقية منذ يونيو الماضي . وتابع ستيفنسون بقوله إن الفوضى وغياب القانون والإرهاب والفساد والاعتداء الممنهج على حقوق الإنسان هي من سمات الحياة اليومية في العراق التي تعدم أكبر عدد من الناس في العالم فقط بعد كل من الصينوإيران، كما تخضع المرأة باستمرار هناك للاغتصاب والعنف . ونوّه السياسي الاسكتلندي إلى أن الأزمة الحالية التي نشأت منذ سنوات تحت الحكم الطائفي لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، هي نتاج لسياسة الولاياتالمتحدة المضللة فيما بعد الغزو، كما أن الصراع يشكل الآن تهديدًا عالميًا هائلا . ورأى الكاتب أن الخطأ الفادح الذي ارتكبته الولاياتالمتحدة كان التخلّي عن النظام الصاعد في العراق فيما بعد الحرب، وتسليمها للحقودين والمرتزقة الإيرانيين ، لافتا إلى أن ذلك مكن رجال الدين (الملالي) من تحقيق سياستهم المستمرة منذ 3 عقود لتصدير ثورتهم الإسلامية . وأشار ستيفنسون إلى أنه على مدى العقد الماضي؛ توسّع النظام الإيراني في سيطرته على العراق من خلال نشر وتعزيز الميليشيات الشيعية ممن استولوا على أنظمة المراقبة المحلية، كما ساعد النظام الإيراني أيضًا على تسلل المقاتلين والجماعات العراقية الموالية للإيرانيين ممن يشغلون المناصب الرئيسية في المجال السياسي والعسكري والأمني والهياكل الاقتصادية في العراق . ولفت الكاتب إلى أن السيطرة الإيرانية استفادت من انسحاب قوات الولاياتالمتحدة، فضلاً عن تجاهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما المذهل لنفوذ الإيرانيين، ويأتي على قمة كل ذلك قيام المالكي بإثارة الغضب واسع النطاق للطائفة السنية خلال فترة توليه رئاسة الوزراء وسياساته القمعية العنيفة تجاههم وإجبار قادتهم على الفرار إلى المنفى . وأردف الكاتب بقوله إن كلا من واشنطن وبغداد فشلا في حشد وتنظيم القبائل والسنة في العراق ممن لهم باع طويل في محاربة تنظيم القاعدة، لافتًا إلى أن أغلبية السنة والقبائل العراقية الذين حاربوا المالكي حتى شهور قليلة مضت؛ قد غادروا مسرح القتال الآن مع بعض منهم يجري تجنيدهم الآن من قبل داعش . ومضى قائلا إن السنة ببساطة ليس لديهم حافز لكي يصبحوا جنودًا على الأرض للحكومة التي يستولي عليها بشكل كبير رجال الدين الإيرانيين، معتبرًا أن حل الصراع لا يمكن تحقيقه من دون مشاركة نشطة وفعّالة من قبل السنة والقوات القبلية لإعادة تشكيل العملية السياسية المهشمة . واختتم السياسي الاسكتلندي بقوله إن هزيمة داعش تحتاج إلى استجابة أكثر شمولاً بكثير من مجرد غارات جوية من قبل الغرب، ويتعين أن تستند على بديل ثقافي وديني يمكن أن يشكل تحديًا استراتيجيا لعنف داعش .