عبد الرحيم على في مؤتمر الدولة المدنية :«نريد دولة مدنية لا عسكرى ولا دولة دينية » الشيخ محمد الشحات: الدولة المدنية لا تعنى طرح الدين جانبا ولكن تعنى أن لا يستغل الدين في السياسة هانى لبيب: حالة التدليس السياسى تختزل المشهد المصرى فى صورة طائفية مع اقتراب تصويت المصريين بالداخل فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، وانحصار الاختيار بين الفريق أحمد شفيق ومرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، دارت حالة من الجدل الواسع بين مختلف قطاعات الشعب المصرى حول الموقف الذى سيتخذوه من الانتخابات سواء بالتصويت لأى منهما أم مقاطعة الانتخابات وإبطال الأصوات، حيث قال الباحث فى الشئون السياسية الدكتور عبد الرحيم على «غير وارد، إذا نجح فلان سنأتى بدولة عسكرية، فهذا حدث فى أمريكا اللاتينية بالانقلابات المسلحة التى يطيح فيها قائد عسكرى بآخر ليحكم مكانه البلاد» وأشار خلال مؤتمر «الدولة المدنية – دولة المواطنة»، الذى نظمته منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان مساء أمس بمقر جمعية الصعيد بالضاهر، إلى أن فرنسا حرررها وقادها لأفضل فترة فى تاريخها الجنرال شار ديجول، والجنرال ايزنهاور قاد الولاياتالمتحدة لتقدم كبير عقب الحرب العالمية الثانية، مضيفا وهناك فرق بينهم وبين هتلر ابن المدنية والأحزاب الذى قادنا لحرب عالمية خلفت 20 مليون قتيل. عبد الرحيم أضاف أن نماذج الدول الدينية مختلفة فهناك الدولة الدينية مثل ايران التى يحكمها المرشد، وفى الوطن العربى دول دينية لا يحكمها رجال دين بل سلاطين وملوك بعضهم لا يحفظ القرآن والبعض الآخر غير متعلم، موضحا ممكن يكون طبيب ويحكم بالدين، فمثلا مهندس كخيرت الشاطر لو حكم سيكون فى ذهنه دولة دينية، وهناك دول مدنية ولكنها تكون استبدادية كدولة مبارك فى مصر وبن على فى تونس. كما هناك دول ملكية يحكم ويملك فيها الملك، وآخرى يملك ولا يحكم كبريطانيا والسويد، وهناك دول مدنية استبدادية مثل روسيا فى عصر البلاشفة. وقال «نريد دولة مدنية وليس انقلاب عسكرى بلا قانون ولا دستور ولا نريد دولة دينية يمثلها حزبا برؤية واحدة، فنحن نريد دولة تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان«، مشيرا إلى ما قاله أردوجان رئيس وزراء تركيا ورئيس حزب إسلامى عن أنه «علمانى». وأوضح أن الفقهاء المسلمين المستنرين كمحمد عبده والغزالى يقولون إن الإسلام «دين ودنيا» وليس “دين ودولة”، وبالتالى فصل الدين عن السياسة وليس عن الدنيا، لافتا “إذا وجد الدين فى السياسة سيصبح صاحب الجماعة خصما وحكما وهذا لا يليق”. وهاجم جماعة الإخوان المسلمين قائلا «لدينا مرشح الإخوان المسلمين التابع لتنظيم دينى وله رؤية وفكر مختلف معه من أول الإمام محمد عبده وحتى يوسف القرضاوى، وهذه الجماعة لا تؤمن بالديمقراطية»، مشيرا لما قاموا به فى الاستفتاء بقول «نعم للدين ودخول الجنة« وما ترتب عليه من وجود المادة 28 و60 من الإعلان الدستورى، الذى قالوا عنه «هذا خطأونا الوحيد». وقال « أشك أن نكمل التأسيسة رغم كل ما يقال عن توافق»، فما يفعله الإخوان مع الجمعية التأسيسية هدفه الإستحواذ على الجمعية التأسيسية كلها، وهم لهم خطابين يراوغون بهم، مشيرا إلى أن لهم خطاب عام يقولوا فيه «الأقباط لهم ما لنا وعليهم ما علينا«، وأشار لآخر جاء «بمجلة الدعوى»، حيث ذكر فتوى لمحمد عبد الله الخطيب أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنا التى تقول «حكم بناء الكنائس فى ديار الإسلام على 3 أقسام، الإسكندرية والقسطنطينة فتحت بالقوة تهدم فيها الكنائس، من فتحت صلحا فيها كالقاهرة تترك الكانئس دون ترميم حتى تقع، بلاد جديدة لا تبنى فيها كنائس كالعاشر من رمضان». الكاتب الصحفى سعد هجرس، أشار إلى أن إشكاليةمدنية أم دينية هى جوهر الصراع القائم فى مصر الآن، مضيفا الدولة الدينية ليست اختراع إسلامي ولكنها فطرة وطبيعة إنسانية، والجمع بين السلطة الروحية والمدنية شهدت البشرية صراعات كثيرة فيه، ولكنها حسمت أمرها منذ قرون وكان هذا عقب ثورة الزراعة والصناعة مطلع العصر الحديث، لافتا نحن الآن نعود إلى الوراء والدولة الدينية خطر على كل المصريين وفى مقدمتهم المسلمين وليس المسيحيين فقط. هجرس أوضح أن مصر عرفت الدولة المدنية قبل ثورة 23 يوليو ولكن أصبحت بالاساس عسكرية بعد عصر عبد الناصر والسادات، وجاءت ثورة 25 يناير لتفتح الباب أمام دولة مدنية حديثة والآن أمامنا خطرين هما “شبح دولة مدنية وشبح دولة عسكرية”. وقال هتاف الثورة الأساسى مدنية مدنية ولكن حدث اختطاف للثورة، وجاءت نتيجة الجولة الاولى للأنتخابات لتخيرنا بين الطاعون والكوليرا، مضيفا اذا راجعنا تاريخ التيارات الأصولية سنجد دائما أن البلاد تقسم أو يقام بها حرب أهلية كالسودان. وأوضح المعركة طويلة ولا ينبغى أن ننزعج من القشور الموجودة على السطح والأمل موجود فى التيارات المدنية التى ستنتصر. أما الكاتب والباحث هانى لبيب، قال للأسف خطاب جماعة الإخوان والإسلام السياسى يرسخ لوجود دولتين واحدة مسيحية مرشحها شفيق، وآخرى مسلمة مرشحها مرسى وهذا غير صحيح فلم يرشح كل المسيحيين شفيق، وجعلوها انتخابات طائفية لا رئاسية، وسيشهد هذا الأسبوع أحداث عنف، وبدأ هذا فى الصعيد بالتهديد بحرق بيوت المسيحيين إذا فاز شفيق بأغلبية فى هذه القرى، مضيفا وهى حالة التدليس السياسى التى نعيشها حيث يتم اختزال المشهد المصرى فى مشهد طائفى، لافتا لوجود نخب مثقفة تغازل تيار الإسلام السياسى. وطالب بأن نبدأ من الدستور، قائلا الخطورة الرئيسية فى الدستور. أكد الدكتور محمد الشحات عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الدولة المدنية لا تعنى طرح الدين جانبا ولكن تعنى أن لا يستغل الدين في السياسة، موضحا أن شعب مصر متدين والجميع يحترم الدين مسلمين وأقباط،وكل القوانين والنظم ترفض التمييز بين دين وآخر، مضيفا المجتمع المصرى، تعددى يضم مسلمين وأقباط ويهود، والجماعة المصرية هي المظلة التي يقع فيها الجيمع تحت رابطة المواطنة والتى تقوم على إنتماء الفرد لوطنه. ورفض الشحات ما يروج بأن المسلمين لهم القرار بصفتهم الأغلبية مؤكدا أن هذا المنطق ليس له أساس فى الإسلام الذى يقوم على أن الناس داخل الوطن سواسية ومتساوون في كل شىء ويتمتعون بنفس الحقوق والمعيار هو الكفاءة، مؤكدا الإسلام لا يعنى العنصرية لحساب المسلم على غير المسلم والتمييز ينافى المساواة، ولذا يدعم الأزهر – المؤسسة الوحيدة للمرجعية الإسلامية – الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى يحتكم فيها غير المسلمين إلى شرائعهم فى اطار دولة المواطنة وليس دولة التيارات الدينية التى تسعى إلى تكوينها بإستغلال ضعف البسطاء وفقرهم باسم الدين.