وسائل إعلام سورية: مسيّرات إسرائيلية تستهدف مواقع في محافظة السويداء    نائب الرئيس الأمريكي يؤيد خطة ترامب لتوريد السلاح لأوكرانيا على نفقة الأوروبيين    اتحاد الكرة يقيم عزاء لميمي عبد الرازق في القاهرة    الهاني سليمان: الأهلي لا تضمنه حتى تدخل غرف الملابس.. والزمالك أحيانا يرمي "الفوطة"    أبرزها حبس رجال الأعمال.. وزير العمل يوضح كيف اعترض النواب على قانون العمل الجديد    فلسطين.. 5 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين بخان يونس    الرئاسة السورية: المجموعات الخارجة عن القانون انتهكت التزامات الوساطة الأمريكية العربية    فلسطين.. استشهاد اثنين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي على الحي الياباني في خان يونس    منظمة المرأة العربية تعقد دورة حول "تمكين النساء في مجال إدارة المشاريع الزراعية"    حدث منتصف الليل| مظهر شاهين يرد على تصريح "يمامة" المثير.. وتحذير من طقس الساعات المقبلة    عصام سالم: ميركاتو الزمالك واقعي بعيد عن الصفقات الكيدية    أول تعليق من عبدالله السعيد بعد تجديد عقده مع الزمالك    وزير الرياضة: استثمارات نجيب ساويرس دليل على نجاح تحويل الأندية لكيانات اقتصادية ربحية    بعد فرار المتهم.. كاميرات المراقبة كلمة السر في حادث شيماء سيف بأكتوبر    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة علي حريق شقة سكنية في حدائق الأهرام    الحزن ينهش جسد والد أطفال المنيا.. ونقله لمستشفى أسيوط    تأجيل حفل روبي وليجي سي في الساحل الشمالي لهذا السبب    قبل طرحه.. تفاصيل ألبوم آمال ماهر الجديد «حاجة غير»    بالتفاصيل.. نقل رزان مغربي للمستشفى بعد سقوط سقف فندق عليها    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    عم الأطفال الخمسة المتوفين بالمنيا: الطفل يكون طبيعيا 100%.. ويموت خلال ساعة من ظهور الأعراض    متحدث الصحة: لا أمرض معدية أو فيروسات وبائية في واقعة "أطفال المنيا"    ارتفاع طن اليوريا العادي 1026 جنيها، أسعار الأسمدة اليوم في الأسواق    فاتورة الكهرباء الجديدة تصعق الغلابة..الوزارة تستعد لإقرار زيادات فى أسعار الشرائح تصل إلى 45%.. وتحذير من «تخفيف الأحمال»    بعثة بيراميدز تبدأ رحلتها إلى تركيا    «أحسن حاجة وبتمنى السعيد».. رسالة مفاجئة من الهاني سليمان ل شيكابالا بشأن اعتزاله    «لا أحد معصوم من الخطأ».. نجم الإسماعيلي يعتذر بسبب قميص بيراميدز    تنسيق الجامعات 2025، قائمة المعاهد الخاصة العليا المعتمدة في مصر    بمشاركة 9 جامعات.. غدا انطلاق فاعليات ملتقى إبداع السادس لكليات التربية النوعية ببنها    رسميا.. عدد أيام إجازة ثورة 23 يوليو 2025 بعد ترحيلها من مجلس الوزراء (تفاصيل)    لينك نتيجة الثانوية العامة 2025 برقم الجلوس والاسم في القاهرة والمحافظات فور ظهورها    إصابة شخص ببتر في الساق صدمه قطار في أسوان    شاهد بالصور.. أعمال إصلاحات هبوط أرضى بمحور الأوتوستراد    مفتي الجمهورية: الإعلام شريك أصيل في تعزيز الوعي الديني ومواجهة الشائعات    رسميا بعد الارتفاع الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 18 يوليو 2025    حزب الله: الظلم الكبير الذي تعرض له جورج عبد الله وإبقاؤه محتجزا رغم انتهاء محكوميته وصمة عار لفرنسا    مشيرة إسماعيل: أحمد مكي مبدع وتجربتي معاه حلم وتحقق    أبواب الدخل ستفتح واسعًا.. حظ برج الدلو اليوم 18 يوليو    «عظمة وهيبة».. ظهور محمود الخطيب في مسلسل «كتالوج» يثير تفاعلا (فيديو)    سعر المانجو والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 18 يوليو 2025    «حزب الوفد مذكور في القرآن».. مظهر شاهين يهاجم يمامة: كتاب الله ليس وسيلة للدعاية    هبوط جميع الأعيرة.. سعر الذهب اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 وعيار 21 ينخفض الآن بالمصنعية    انخفاض مفاجئ في أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    رئيس جامعة المنيا في جولة مفاجئة بمستشفى القلب والصدر    100% نسبة تنفيذ.. قوافل دمياط العلاجية تقدم خدماتها ل 41 ألف مواطن في 2025    خبير: الدولة تمتص صدمات الاقتصاد العالمي وتوفر حياة كريمة للمواطنين    ضبط 43 طنًا من خامات PVC و480 زجاجة زيت حر مجهولة في حملات تموينية بالدقهلية    إسرائيل ترفع الإنفاق الدفاعى 12.5 مليار دولار لتغطية الحرب على غزة    انهيار عقار قديم مكون من 3 طوابق فى السيدة زينب    أخبار × 24 ساعة.. الخميس المقبل إجازة مدفوعة الأجر بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    الهلال يتفق على تمديد عقد بونو حتى 2028 بعد تألقه اللافت    مشيرة إسماعيل: حياتى كانت انضباطًا عسكريًا.. وعاملونا كسفراء بالخارج    "أم كلثوم.. الست والوطن".. لقطات لانبهار الفرنسيين خلال حفل أم كلثوم بمسرح أولمبيا    طبيب مصري بأمريكا لتليفزيون اليوم السابع: ترامب يحتاج جراحة لعلاج القصور الوريدي    محافظ الإسماعيلية يبحث الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ.. 135 مركزًا انتخابيًا لاستقبال مليون ناخب    ما حكم التحايل الإلكترونى؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    ما حكم استخدام إنترنت العمل في أمور شخصية؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: تقديم العقل على النص الشرعي يؤدي للهلاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقرأ فى نيويورك تايمز: مشاهير «وادى السيليكون» يخطفون الأضواء من أنجلينا جولى
نشر في التحرير يوم 06 - 06 - 2012

استبعاد شفيق يمكن أن يعطل تسليم الجيش السلطة فى مصر
ديفيد كيرباتريك
ترجمة: أحمد محمود ومحمود حسام
إن البيان المشترك الذى طالب فيه مرشح جماعة الإخوان المسلمين، واثنان من أبرز منافسيه اللذين فشلا فى بلوغ جولة الإعادة، باحتجاجات جديدة إلى حين تفعيل الحكام العسكريين الحاليين، لتشريع لعزل أحمد شفيق، المرشح الآخر الذى يخوض الإعادة، وهو آخر رئيس للوزراء فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، هو أقوى محاولة حتى الآن لاستغلال الغضب ضد الحكم على مبارك، لتجديد المعارضة لشفيق، الذى دائما ما ينظر إليه على أنه مرشح لخلافة مبارك من داخل نظام الحزب الواحد الذى كان يقوده.
فى بيان مشترك، تبنى المرشحون أيضا دعوة لمظاهرة حاشدة الثلاثاء للاحتجاج على ما وصفوه بالحكم الضعيف الذى صدر هذا الأسبوع فى محاكمة مبارك.
كان بيانهم أحدث ضربة لمصداقية أول انتخابات تنافسية تعددية فى تاريخ مصر. والدعوة لاستبعاد شفيق تأتى قبل أقل من أسبوعين على مواجهته لمحمد مرسى مرشح الإخوان فى جولة الإعادة، المقرر لها فى 16 و17 يونيو الجارى. ومن المتوقع أن يتولى الرئيس الجديد السلطة من المجلس العسكرى الذى يحكم البلد منذ الإطاحة بمبارك قبل 16 شهرا.
إن المحاولات لصياغة دستور جديد، تعثرت حتى الآن، وهو ما يعنى أن الرئيس الجديد ربما يلعب دورا شكليا فى تشكيل مستقبل مصر. جماعة الإخوان المسلمين قالت فى بيانها إن جميع المرشحين الثلاثة وافقوا على المطالبة ليس فقط بإعادة محاكمة مبارك، بل على تحرك قضائى ضد شفيق لدوره كرئيس لوزراء مبارك، ودعا البيان إلى أن «يقدم للعدالة كل أولئك المتهمين بالتواطؤ مع المتهمين عبر إخفاء الأدلة، بمن فيهم رئيس الوزراء ووزير الداخلية فى أثناء تلك الفترة، الذين يحاولون الآن إجهاض الثورة».
الإخوان طالبت أيضا بدعم مرسى، بوصفه «مرشح الثورة». لكن مرسى وشفيق حصل كل منهما على أقل من ربع الأصوات فى الجولة الأولى من الانتخابات الشهر الماضى، حيث كان مرسى يتقدم على شفيق بفارق ضئيل.
وفى وقت مبكر من يوم الإثنين، عقد ثلاثة مرشحين خاسرين هم حمدين صباحى، وعبد المنعم أبو الفتوح وخالد على، مؤتمرا صحفيا مشتركا لإدانة نتائج الجولة الأولى، بوصفها بالمزورة، مستشهدين بتجاوزات وقيود على مراقبة الانتخابات.
المراقبون الدوليون قالوا إن كثيرا من التجاوزات الفردية، لم تقوض النزاهة الشاملة لعملية الانتخابات، ولم يقدم المرشحون الثلاثة الخاسرون، أدلة جديدة.
لكن لأن هؤلاء المرشحين الثلاثة حصلوا على تأييد نصف عدد الناخبين تقريبا -وهو رقم أكبر مما حققه أى من المرشحين اللذين يخوضان جولة الإعادة- فإن انتقادهم المشترك يهدد بتقويض شريعة النتائج النهائية ويقوض معه عملية الانتقال للديمقراطية، المتعطلة فى مصر.
اجتمع كل من أبو الفتوح وحمدين بشكل منفصل مع مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى؛ لإصدار بيان يدعو لمزيد من الاحتجاجات لاستبعاد شفيق.
كان برلمان الإخوان قد وافق قبل الجولة الأولى من التصويت فى الانتخابات الرئاسية على تمرير تشريع يمنع شفيق وغيره من كبار المسؤولين الآخرين فى حكومة مبارك من السعى للترشح على الرئاسة، وهو ما صدق عليه الجنرالات الحاكمون للبلاد؛ غير أن لجنة الانتخابات الرئاسية نحّت ذلك التشريع جانبا وأحالته إلى المحكمة الدستورية العليا، التى لم تصدر حكمها بعد.
ومن المستبعد بشكل كبير أن تتم الموافقة على مطالب المرشحين الثلاثة، ومعهم مرشح الإخوان، بتطبيق قانون العزل قبل جولة الإعادة، وهذا يعود فى جانب من الأمر لأن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قالت إنها صاحبة الكلمة الأخيرة فى تقرير ما إذا كان القانون سيطبق أم لا، حتى وإن أقرته المحكمة الدستورية العليا. واستبعاد شفيق سوف يتطلب إلغاء نتائج الجولة الأولى، حيث لا توجد طريقة لمعرفة أى من المرشحين الآخرين كانت ستذهب إليه أصوات مؤيدى شفيق. ونتيجة لذلك، سيتم تأجيل تسليم الجيش للسلطة.
لكن الدعوة لتنظيم احتجاجات للمطالبة باستبعاد شفيق هى أحدث خطوة فى جهود الإخوان، لجعل مسألة عقوبة لمبارك تمثل حجر الزاوية فى حملتهم الانتخابية الرئاسية ضد شفيق.
الحكم بالسجن المؤبد بدلا من الإعدام للرئيس المخلوع جدد الاستياء الشعبى تجاه دائرة مبارك، ويوم الإثنين كان ثالث أيام الاحتجاجات المطالبة بعقوبة أشد لمبارك وجهازه الأمنى. ويخشى كثيرون من أن شفيق ربما يصدر عفوا عن الرئيس السابق ومعاونيه. لكن البعض يقول إن الاحتجاجات المتواصلة قد تأتى بنتائج عكسية من خلال زيادة الدعم الشعبى لوعود شفيق باستعادة الاستقرار.
كيف يستغل المحافظون «التقشف» لافتراس الفقراء؟
بول كروجمان
ترجمة: محمود حسام
«الازدهار الاقتصادى وليس الركود، هو الوقت المناسب لفرض إجراءات التقشف». هكذا قال جون مينارد كينز، 75 عامًا، وقد كان محقًا. حتى إن كانت لديك مشكلة عجز فى الموازنة على المدى الطويل. ومَن من الدول ليس لديها هذه المشكلة؟ فإن خفض الإنفاق فى الوقت الذى يمر الاقتصاد فيه بركود شديد، هو استراتيجية لهزيمة الذات، لأن ذلك يعمل فقط على تعميق الكساد الاقتصادى.
إذن، لماذا تقوم بريطانيا بالشىء الذى لا يجب أن تقوم به تمامًا؟ على خلاف حكومات، ولتكن إسبانيا أو كاليفورنيا على سبيل المثال، يمكن للحكومة البريطانية أن تقترض بحرية، بمعدلات فائدة منخفضة تاريخية. إذن لماذا تخفض هذه الحكومة بشكل حاد من الاستثمارات وتقلص مئات الآلاف من الوظائف فى القطاع العام، بدلا من الانتظار حتى يصبح الاقتصاد أكثر قوة؟
على مدار الأيام القليلة الماضية، طرحت هذا السؤال على عدد من المؤيدين لحكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أحيانا بشكل شخصى وأحيانا فى مقابلات تليفزيونية. وسارت كل تلك المحادثات على نفس النهج: حيث بدأت بعبارة مجازية سيئة وانتهت بالكشف عن دوافع خفية.
المجاز السيئ -الذى من المؤكد أنك قد سمعته مرات عديدة- يساوى بين مشكلات الدين فى اقتصاد وطنى، ومشكلات الدين بالنسبة إلى أسرة بعينها. الأسرة التى تكدس ديونها كثيرًا، وفق تلك الحكاية، يجب أن تشد حزامها. إذن، لو أن بريطانيا ككل، تكدست ديونها بشكل كبير -وهى الحال فعلا رغم أنه دين فى معظمه خاص وليس عامًا- ألم يكن عليها أن تقوم بنفس الشىء؟ ما الخطأ بشأن تلك المقارنة؟ الإجابة هى أن اقتصاد دولة ليس مثل أسرة مدينة. إن الدين بالنسبة إلينا هو فى معظمه أموال مستحقة فى ما بيننا. إنفاقك هو دخلى، وإنفاقى هو دخلك. إذن ما الذى يحدث إذا خفض كل منا إنفاقه فى نفس الوقت فى محاولة لسداد الدين؟ الإجابة هى أن دخل كل واحد منا ينهار -دخلى ينهار لأنك تنفق أقل، ودخلك ينهار لأننى أنفق أقل. ومع تراجع دخلنا، تصبح مشكلة الدين لدينا أكثر سوءًا، وليس أفضل حالًا. إن ما أقوله ليس رؤية جديدة. الاقتصادى الأمريكى العظيم إرفينج فيشر تحدث بوضوح عن هذا باستفاضة فى 1933، حيث لخص ما وصفه ب«انكماش الدين» بشعار قوى يقول «كلما زاد إنفاق المدينين، كلما زاد ما نملكه».
إن الأحداث الأخيرة، فضلًا عن كل منحنيات موت التقشف فى أوروبا، أوضحت بشكل مثير صحة رؤية فيشر. وهناك مغزى واضح لهذه الحكاية، وهو أنه عندما يحاول القطاع الخاص بشكل محموم أن يسدد الدين، يجب أن يفعل القطاع العام العكس، بأن ينفق عندما لا يستطيع القطاع الخاص الإنفاق. لنوازن بكل الوسائل ميزانيتنا بمجرد تعافى الاقتصاد -لكن الآن ليس الآن.. الازداهار وليس الركود، هو الوقت المناسب للتقشف. وقد قلت إن ما أقوله ليس رؤية جديدة. إذن، لماذا أصر عديد من السياسيين على مواصلة التقشف وسط حالة الركود؟ ولماذا لا يغيرون مسارهم حتى عندما تؤكد التجربة دروس النظرية والتاريخ على حد سواء؟ حسنا، هنا تبدأ الإثارة فى الحكاية، لأنك عندما تضغط على «المتقشفين» بشأن سوء التشبيه المجازى الذى يسوقونه، فإنهم يتراجعون دائما تقريبا، مستخدمين عبارات تأكيدية مثل: «لكن من الضرورى أن نقلص حجم الحكومة».
الآن تمضى هذه التأكيدات على طول الطريق مع ادعاءات بأن الأزمة الاقتصادية فى حد ذاتها تظهر الحاجة إلى تقليص حجم الحكومة. لكن هذا بوضوح غير صحيح. انظر إلى بلدان فى أوروبا التى تجنبت العاصفة على النحو الأفضل، وسوف تجد وأنت تقترب من رأس القائمة دولا بها حكومات كبيرة الحجم، مثل السويد والنمسا. ولو أنك نظرت على الجانب الآخر إلى البلدان التى أُعجب بها المحافظون قبل الأزمة، لوجدت جورج أوسبورن مستشار الخزانة فى بريطانيا ومهندس السياسة الاقتصادية الحالية للبلد، وهو يصف أيرلندا على أنها «مثال مشرق لفن الممكن». وفى نفس السياق، كان معهد كاطو يشيد بالضرائب المنخفضة فى أيسلندا ويتمنى على الدول الصناعية الأخرى أن «تتعلم من نجاح أيسلندا». إذن فمسيرة التقشف فى بريطانيا لا علاقة لها حقيقة بالدين وعجز الموازنات من قريب أو بعيد، إنها تتعلق باستغلال الرعب من عجز الموازنة ذريعة لتفكيك البرامج الاقتصادية الاجتماعية. وهذا بالطبع نفس الشىء تماما الذى يحدث فى أمريكا منذ فترة. وللإنصاف بالنسبة إلى المحافظين البريطانيين، فهم ليسوا وقحين تماما مثل نظرائهم الأمريكيين. هم لا يشجبون شرور العجز فى لحظة ثم يطالبون باقتطاعات ضريبية ضخمة من أجل الأغنياء فى اللحظة التالية «رغم أن حكومة كاميرون فى الحقيقة خفّضت بشكل كبير معدل الحد الأقصى للضرائب». وبشكل عام، هم يبدون أقل تصميما من نظرائهم فى اليمين الأمريكى، على مساعدة الأغنياء ومعاقبة الفقراء. ومع هذا، فإنهم ينتهجون نفس مسار السياسة التى يتبناها نظراؤهم الأمريكيون، وهذا هو النفاق الأساسى للدعوات المطالبة بالتقشف.
إن السؤال الكبير فى هذا المقام هو ما إذا كان الفشل الواضح للتقشف فى إنتاج تعاف اقتصادى، سوف يؤدى إلى «خطة ب»، ربما. لكن فى ظنى أنه حتى ولو أعلن عن خطة من هذا النوع، فإنها لن تساوى كثيرًا. هذا لأن التعافى الاقتصادى لم يكن الهدف أبدًا من التقشف، إن التوجه نحو سياسات التقشف كان -وما زال- متعلقًا باستغلال الأزمة، وليس حلها.
فشل الإصلاحات السياسية فى الصين ينذر بثورة جديدة!!
ليجيا تشانج
ترجمة: ابتهال فؤاد
بكين: منذ بضعة أشهر، حذر رئيس الوزراء الصينى «وين جياباو» من أنه فى حال فشلت الصين فى إجراء إصلاحات سياسية، سيواجه البلد خطر تكرار الثورة الثقافية الصينية.
وفى حين كان هذا بمثابة توجيه صفعة ل«بو شى لاى»، مسؤول الحزب الشيوعى السابق الذى يقف فى وسط فضيحة سياسية ما زالت تتكشف فصولها (جُرد من منصبه فى الآونة الأخيرة، لأنه كان يدير نظاما للتنصت الهاتفى قد يصل حتى الرئيس الصينى)؛ فقد مس حديث «وين» عن الثورة وترا حساسا فى الصين.
بدأت الثورة الثقافية الصينية قبل 46 عاما ب«إعلان 16 مايو» للزعيم الصينى «ماو تسى تونج» وانتهت بعد مرور 10 سنوات، وقتل خلالها على الأقل نصف المليون شخص، ما بين الموت من التعذيب، والإعدام، والانتحار. مزقت هذه الحركة الضالة النسيج الاجتماعى للصين، ومست كل شخص منا بشكل أو آخر.
أحد أصدقاء الطفولة حطم بطريق الخطأ تمثالا للزعيم «ماو» مصنوعا من البورسلين عن طريق الخطأ. ألقى باللوم على والدته، وتعرضت للضرب والإهانة أمام جموع الشعب. وفى النهاية أصيبت بالجنون. انتحر جدى فى ذروة الحركة، وأصابه الهلع من أن يصبح هدفا من قِبل فِرق جوالة الحرس الأحمر بسبب عمله تاجرا للحبوب، والتى قد تضطهد أى تاجر فى أى وقت بسبب سبل العيش «الرأسمالية». ومنذ أن ترسخ هذا الاعتقاد فى ذهن جدى الذى كان يصيبه الرعب لأدنى سبب.
كانت هذه القصص شائعة جدا، ولكننا لم نتخط بعد آثارها طويلة المدى. وإلى أن تواجه القيادة الصينية الثورة الثقافية وجها لوجه، ستظل أشباحها تخيم على البلاد.
فى عام 1978، بعد انتهاء هذه الفوضى بعامين، اعتبر الحزب الشيوعى الثورة الثقافية كارثة، ومنع أى مناقشات عامة بشأنها.
وحتى يومنا هذا، يتم التستر على أى أحاديث تُجرى عن تلك الحركة داخل المدارس، وتخضع الكتب التى تناولت تلك الفترة لرقابة صارمة، وفى كثير من الأحيان تحُجب المقالات التى تتعلق بالحركة على شبكة الإنترنت فى الصين. لم يكن لدى الصين رواية كاملة عن كيفية وقوع الثورة الثقافية، وأين كان الخطأ؟
وعلى الرغم من خطاب «وين» الأخير، فإن كبار المسؤولين فى الحزب الشيوعى يتجنبون المناقشات العامة التى تتعلق بالثورة الثقافية.
تعنى كلمة الثورة فى اللغة اليابانية «جى منج».. «جى» تعنى «إصلاحا» و«منج» تعنى «حياة». ولهذا يعتقد أن الثورة هى عبارة عن تحولات لتغيير نمط الحياة، والقيادة الحالية فى الصين لا ترغب فى الحديث عن تحولات تغير وجه الحياة، خشية من أن تصبح قبضتهم الضعيفة على السلطة هدفا للتغيير.
الثورة الثقافية أمر ربما تنساه السلطات تماما. ولكنها بالنسبة إلينا نحن المواطنين الصينين العاديين أمر لا يمكن نسيانه. ومن دون التعرض لأكثر الفصول إيلاما فى تاريخ الصين الحديث، فكيف لنا أن نخرج بدروس من الماضى ومنع تكرار هذه المأساة مرة أخرى؟
علينا أن نتذكر هذا، ونعيد التفكير فيه ونجيب عن التساؤلات التى لا نشعر براحة حيالها:
كيف قامت الثورة الثقافية ولماذا؟ لماذا شارك غالبية الشعب الصينى فى هذه الحركة، وبحماس فى الغالب؟ هل كانت أمرا حتمى الحدوث؟ وماذا قالت عن الشعب الصينى وروحه القومية؟
خاطر الكاتب الصينى الشهير «فنج جى تساى» بحياته، باحتفاظه بسجلات من القصص المروعة عن تلك الحقبة، التى نشرها تحت عنوان «عشر سنوات من الجنون».
وطالما مارس فنج، جنبا إلى جنب مع مفكرين آخرين يشاركونه أفكاره، ضغوطا على الحكومة لإنشاء متحف لتخليد الثورة الثقافية، ولكنها كانت جميعها دون جدوى. هذا الحدث التاريخى الكبير لم يُذكر إلا بسطر واحد وصورة واحدة داخل «متحف التاريخ الصينى» بالقرب من ميدان «تيانانمين»، الذى تم تجديده حديثا.
غنى عن القول أن «ماو» كان مسؤولا بشكل أساسى. ولكن فى اعتقادى أن القادة المحيطين به فضلا عن النظام الديكتاتورى السياسى نفسه، يتشاركون المسؤولية معه.
إن المواطنين ما كانوا ليضعوا تلك الثقة العمياء فى شخص واحد، أو أن يسمحوا له بأن يقود الأمة بأجمعها لحالة من الجنون، لو أنهم يعيشون فى بلد أكثر ديمقراطية، وما كانت الثورة الثقافية لتحدث فى بلد ديمقراطى.
وهنا مربط الفرس.. إن الصين بحاجة إلى إصلاحات سياسية جادة، بحاجة إلى مزيد من الديمقراطية، وسيادة القانون، والشفافية، ومراقبة السلطة وبنية غير مركزية للسلطة. إن مثل هذه التدابير يمكنها أن تدفع بالصين إلى الأمام لتصبح دولة قوية وحديثة، ولتجنب تكرار الكوارث التى حدثت فى ما مضى.
لقد كان «وين» على حق، فإننا بحاجة إلى الإصلاح أو سينتهى بنا الأمر فى وضع قريب جدا مما كنا فيه قبل 46 عاما. لكن رئيس الوزراء وين جياباو، الذى تبقت لديه بضعة أشهر على انتهاء ولايته، لم يصُرح بعد عن أى إصلاحات فى ذهنه (قيد الاعتبار). فى الحقيقة، لقد تحدث لسنوات عن «الإصلاح»، وأيضا الكثير من القادة السابقين الذين اعترفوا (أقروا) على الملأ بأننا بحاجة إلى إصلاح اقتصادى.
القيام بإصلاحات فعلية، لا يعنى أن تجرى تعديلات طفيفة هنا وهناك فحسب، وإنما يتطلب الأمر شجاعة كبيرة. هل يستطيع كل من «شى جين بينج» و«لى كه تشيانج»، وهما الرجلان اللذان من المرجح أن يتسلما السلطة فى الخريف، من تحقيق ذلك؟
أشك فى ذلك، فقد تم اختيارهم لقيادة الدولة ليس فقط لأنهم أثبتوا قدرتهم على الحكم وإنما لأنهم أثبتوا ولاءهم للنظام. وهم شأن جميع زعماء الحزب الشيوعى الصينى، يعرفون جيدا كيفية إعلاء شأن الحزب قبل مصلحة البلاد.
هذا الجيل القادم من الزعماء من غير المحتمل أن يحدثوا تغييرا يذكر فى البلاد، وهذا أمر مؤسف.
قيود على بيع المشروبات الغازية لأطفال نيويورك .. بأمر العمدة
كيه. جيه. ديل أنتونيا
ترجمة: سماح الخطيب
من بين أبنائى الأربعة، طفلة مدمنة مشروبات محلاة. الوجبات السريعة تبدو فى كل مرة كمعركة صغيرة، حيث إنه بينما يمكن أن يختار الأطفال الآخرون مشروبا غازيا أو لا يختارون، وأن يتناولوه كله أو لا، تختار هذه الطفلة المشروب الغازى فى كل مرة، وتشرب كوبها بالكامل (غالبا قبل أن يقدم العشاء) فى كل مرة أيضا. تسألنى أى معركة؟ هى تريد أن يقدم لها المشروب الغازى فى «كوب أطفال كبير» لأنها تقول، وهى محقة إنه لا يسقط من يدها الصغيرة. أما أنا فأصر على «كوب صغير» ليس بسبب الغطاء، لكن بسبب الحجم، حيث إنها الكمية المناسبة من الصودا لشخص صغير مثلها.
لا تقلق، فنحن نتوصل إلى حلول وسط بسهولة، و«لا» كلمة هى معتادة عليها. لكن الرد على خطة عمدة نيويورك، مايكل ر. بلومبرج بمنع بيع المشروبات الغازية والمحلاة فى بعض المناطق ذكرنى بمناقشاتنا الدورية. هل الأمر متعلق بالحرية والمسؤولية الشخصية، أم أن له علاقة بفرض حد معقول؟
القليل (إضافة إلى ابنتى) سيسألون عن حقى فى تحديد استهلاك أطفالى للمشروبات الغازية، لكن بعض البالغين سيستنكرون محاولة المدينة تحديد كميات استهلاكهم، أو فى الواقع، تحديد الوصول السهل إلى المشروبات الغازية بكميات كبيرة. المنع المقترح هو «دفعة خفيفة»، حيث إن من قرروا إشباع حاجتهم من المشروبات الغازية لا يفعلون شيئا أكثر من أنهم يعودون إلى شراء كوب ثان، ثالث، أو رابع. ولا مفر من الحجج الملتوية، وكلها تقال فى كل مكان (أولا، منعونا من مشروبات بيج جلب Big Gulp، وقريبا سنقوم بتهريب دوريتوس فى الشوارع بعد أن يتم منعه). لكن جرأة الاقتراح جعلتنى أتساءل: كيف سيستقبل الناس حظرا على تلك المشروبات، أكثر تقييدا وشمولية؟
ماذا سيحدث إذا حظرت المدينة بيع المشروبات الغازية تلك فقط للأطفال دون سن 18؟ ماذا إن امتد المنع إلى تلك الأكياس الكبيرة من رقائق البطاطس والوجبات السريعة الأخرى؟ اقترح أستاذ طب الأطفال روبرت لاستينج وزملاؤه فى دورية «نيتشر» العلمية، اقترحوا هذا العام تحديد الأعمار لبيع كل المشروبات المضاف إليها السكر وسن قوانين للحد من وصول الأطفال إلى المتاجر الصغيرة بعد انتهاء اليوم الدراسى. إن من شأن توسيع الحظر الذى فرضه العمدة بلومبرج، ربما يسمح للأطفال بدخول المتاجر، لكنه ربما يحدد حجم مشترياتهم لتصبح بحجم الموز والجبن، أو الوجبات السريعة بالحجم المعقول التى بات الحصول عليها صعبا.
لم أقابل اقتراح السيد لستينج الأول بحماس شديد. ماذا عن حقى فى أن أرسل طفلى ليشترى لنفسه مشروبا غازيا بينما تخوض أخته مباراة فى رياضة الهوكى؟
لكن شهورا قليلة من التفكير والقراءة والكتابة عن سمنة الأطفال جعلتنى أعدل موقفى. نحن نعلم أنه بينما يكبر الأطفال، ومن المحتمل أن يكون لهم مساحة أكبر من اختيار وجباتهم، فإنهم يتناولون أطعمة تكون أقل فائدة صحية. ما زال كثير من الآباء والأطباء يكتبون بقوة أكبر عن أثر الدعاية وعاداتنا المجتمعية فى تناول الوجبات الخفيفة والضريبة الثقيلة التى يدفعها الأطفال عندما يقعون فريسة للأسباب المتعددة للسمنة.
نعم، هى فكرة تمثل تحديات لوجستية (مطاعم الوجبات السريعة ليست مجهزة لفحص البطاقات الشخصية) وتحمل بداخلها أسئلة عديدة (دعونا نقول جدلا إنه ربما يكون هناك حظر على المبيعات لأى شخص بالغ بالنيابة عن طفل). إن هذا تطبيق للدولة التى تتحكم فى كل شىء، بالنسبة إلى أولئك الذين يعتبرون بحاجة إلى مثل ذلك النوع من الدولة.
مرة أخرى نحن نتحدث عن دفعة خفيفة. ما زال البالغون يستطيعون توفير الوصول إلى الوجبات السريعة، وما زال المراهقون يستطيعون شراء الدقيق والزبدة والبيض ورقائق الشيكولاتة (أو حتى البطاطس والزيت). ربما كل ما قد يفعله المنع هو أن يجعل الوجبات السريعة التى تصبغ أصابعك باللون البرتقالى محببة أكثر. ومع هذا، فالمنع سيجعل الحصول عليها صعبا، وربما يحقق الهدف الحقيقى، وهو تقليل استهلاك الأطعمة التى لا تحتوى على قيمة غذائية فى متناول اليد بدلا من القضاء عليها.
بالنسبة لى، لم أستطع إقناع نفسى بشكل كامل، لكن هذا المنع المقترح على كل مبيعات المشروبات المحلاة كبيرة الحجم يجعل الأمر يبدو وكأن لا شىء مستحيل. هل يمكن أن ينجح وضع حد على مبيعات الوجبات السريعة للأطفال، وهل الأمر استخدام للصلاحيات السياسية أكثر جذبا، يعتزم السيد بلومبرج اختباره بوضوح؟
«I'm sorry».. تكشف الفوارق الثقافية بين أمريكا واليابان
ويليام مادوكس، وبيتر كيم، وتيتسوشى أوكومورا، وجيان بريت
ترجمة: أحمد السمانى
رغم مرور عقود من التعاون فى مجال الأعمال والسياسة بين أمريكا واليابان، لا يزال كلا البلدين يختلف حول مفهوم بسيط هو «الاعتذار»؛ فمن الواضح أن أيا من الثقافتين لا تفهم تماما ما الذى تعنيه الثقافة الأخرى بشأن هذا المفهوم.
على سبيل المثال، فإن معظم الأمريكيين لم يتأثروا بالاعتذار الذى قدمه آكيو تويودا الرئيس التنفيذى لشركة تويوتا فى عام 2010، بعد التقارير المسربة، التى انتشرت بصورة كبيرة عن وجود خلل صناعى فى دواسة البنزين بسيارتها من طراز «بريوس». فى المقابل، انزعجت اليابان كثيرا من عدم تقديم قائد غواصة أمريكية اعتذارا فوريا عقب اصطدامه بقارب صيد يابانى وتسببه فى غرقه فى هاواى عام 2001.
إن الالتباس حول معنى وتوقيت قول عبارة «أنا آسف» يمتد لما هو أبعد من هذين البلدين، بل يبدو أن لكل ثقافة قواعدها الخاصة؛ ففى الهند، لاحظ باحثون أن تقديم الاعتذار كان أقل شيوعا مما هو عليه فى اليابان، أما فى هونج كونج فكان الاعتذار سائدا حتى ولو بصورة شكلية، كما أن عددا كبيرا من مواطنيها معتادون عليه.
اكتشفنا من خلال دراستنا أن المشكلة الأساسية تتركز فى اختلاف التصورات عن التورط فى الذنب؛ حيث يرى الأمريكيون أن الاعتذار هو اعتراف بارتكاب الخطأ، فى حين يرى اليابانيون أنه تعبير عن الرغبة فى إصلاح العلاقات المتضررة، حتى وإن كان لا ينطوى عن شعور ضمنى بالمسؤولية، ووجدنا أيضا أن هذا الاختلاف فى الرؤى هو الذى يؤثر على مدى تقبل الاعتذار.
فى دراسة استقصائية أولية أجريت فى الولايات المتحدة واليابان، كان الطلاب الأمريكيون يعتقدون أن قول الاعتذار يعد على الأرجح اعترافا مباشرا بالذنب، وأن الطلاب اليابانيين هم أكثر من يعبرون عن أسفهم حتى لو لم يكونوا مسؤولين شخصيا عما حدث. وربما لذلك يعتذرون كثيرا، حيث أشارت إحصائية إلى أنهم يعتذرون بمعدل 11.05 اعتذارا فى الأسبوع الواحد، بينما يعتذر الطلبة الأمريكان بمعدل 4.51 اعتذار.
وفى دراسة أخرى، كنا نبحث مدى الفائدة التى يحققها الاعتذار فى إعادة بناء الثقة، ودعونا طلابا جامعيين من كلا البلدين أن يتخيلوا أنهم مديرون وعرضنا عليهم شريط فيديو يتقدم فيه شخص ليعمل بوظيفة محاسب، ويعتذر لأنه قدم عن عمد معلومات غير صحيحة عن عائد الضرائب لعميل سابق. وجدنا أن الطلبة اليابانيين كانوا أكثر استعدادا من نظرائهم فى الولايات المتحدة لأن يثقوا فى تأكيدات الشخص بأنه لن يرتكب مثل هذا السلوك مرة أخرى ويوافقوا على منحه الوظيفة. ونحن نعتقد أن هذا يرجع إلى ميل الأمريكيين لربط مصطلح الاعتذار بالجرم. كشفت الدراسة أيضا أن الأمريكيين يربطون كثيرا بين الاعتذارات واللوم، مع وجود ميل نفسى بين الغربيين لإرجاع تلك الأحداث إلى التصرفات الفردية. بالتالى، يمكن الاعتقاد بأن الاعتذار يفهم فى الولايات المتحدة، وكأن المعتذر يقول «أنا المسؤول عن الخطأ». أما بالنسبة إلى اليابانيين ومعظم دول شرق آسيا الأخرى، فهو يعنى لهم وكأن المرء يقول «من المؤسف حدوث ذلك». وجد الباحثون الذين قارنوا بين الاعتذارات فى الولايات المتحدة والصين نمطا مماثلا، حيث أن الاعتذار بالنسبة إلى الأمريكيين يعنى تحميل المعتذر المسؤولية الشخصية، بينما الصينيون يركزون أكثر على الآثار المترتبة على المخالفة. فقط من خلال فهم عميق للاختلافات، يمكن للمديرين التنفيذيين الاستفادة بشكل فعال من الاعتذار كأداة لتسهيل المفاوضات، وحل النزاعات، وإعادة بناء الثقة. خلاصة القول إن سوء الفهم للاعتذارات ليس سوى وجه واحد لحالة واسعة من عدم التواصل بين الشرق والغرب، والذى يتم تجاهله كثيرا فى اندفاعنا نحو العولمة. لذلك على المديرين أن يعوا جيدا تلك الفوارق الثقافية التى تسقط بسهولة خلال الترجمة.
تفاءل واضحك كى يطول عمرك
آلان موزيس
ترجمة: سماح الخطيب
هيلث داى نيوز: إذا أردت لحياتك أن تطول، داوم على الضحك والنظرة الإيجابية للأمور، هذا ما قاله الباحثون الذين اكتشفوا أن المعمرين غالبا ما يكونون أناسا منفتحين ينظرون إلى الحياة من منظور متفائل غير عابئ بالهموم.
خرجت هذه النتائج عن مشروع «الجينات المعمرة» الذى أطلقته كلية ألبرت أينشتاين للطب فى مدينة نيويورك. كانت أعمار كل المشاركين فى الدراسة الأخيرة تفوق ال95 عاما، وجميعهم من أصول يهودية أشكنازية (أوروبا الشرقية).
يقول الباحث المشارك فى الدراسة الطبيب نير بارزيلاى مدير معهد أينشتاين لأبحاث الشيخوخة ومدير قسم أبحاث الشيخوخة: «لسنا متأكدين حقا من سبب تقدمهم فى العمر.. هل هو طبيعة شخصياتهم أم شىء آخر متعلق بجيناتهم؟».
أضاف بارزيلاى: «نتائج البحث التى تفيد بأن المعمرين مشتركون فى تمتعهم بشخصيات إيجابية، تشير إلى أن تلك الصفة المشتركة بينهم قد تكون مرتبطة بطول أعمارهم».
مع ذلك لاحظ بارزيلاى أن «الرسالة الأساسية للبحث أنه رغم تمتع المعمرين بشخصيات لطيفة فى الوقت الحالى، إلا أن هذا لم يكن هو الحال دوما»، مما يدع مجالا للتفكير فى أن الوقت متاح دائما للتمتع بالروح الإيجابية.
ناقش بارزيلاى وزملاؤه نتائج بحثهم فى إصدار 21 مايو من النسخة الإلكترونية لجريدة «الشيخوخة».
يشير فريق العمل إلى أن هناك نحو 53.000 معمر، يمثلون 2% تقريبا من تعداد سكان الولايات المتحدة حاليا. ولكن يظل كيفية ظهور العامل الوراثى فى المعادلة الخاصة بطول العمر لغزا غامضا مثله مثل معرفة مدى تأثير الاستعداد الجينى -الذى يحدد بعض سمات الشخصية- على عملية الشيخوخة.
لمعالجة هذه القضية، قام الباحثون فى البداية بتطوير استبيان مكون من 98 نقطة يهدف للكشف عن أدلة على سمات الشخصية الرئيسية.
تم تطبيق الاستبيان بعد ذلك على 243 شخصا ممن اقترب عمرهم من المائة، كان ثلاثة أرباعهم من النساء، وجميعهن من نفس العرق، الأمر الذى مكن فريق العمل من إجراء مقارنات بين شخصيات الأفراد المتشابهين من الناحية الجينية.
أظهرت النتيجة أن غالبية من يقتربون من سن المائة، يشعرون بالاسترخاء والتفاؤل ويتمتعون بشخصيات ودودة وضمير حى.
لاحظ الباحثون أيضا، أن الضحكة البسيطة والحياة الاجتماعية النشطة كانت نمطا مشتركا بين أعضاء المجموعة، بينما كانت العصبية هى الاستثناء. الأكثر من ذلك، أن أعضاء المجموعة تشاركوا المشاعر فى ما بينهم بمجرد الإحساس بها بدلا من كتمانها بداخلهم.
يقول الطبيب توماس بيرلز -مدير دراسات نيو إنجلاند عن المعمرين بالمركز الطبى لجامعة بوسطن- إن هذه النتائج تؤكد ملاحظات عديدة كان قد توصل إليها هو وزملاؤه فى الماضى.
على سبيل المثال، تشير نظرة فريق عمل بيرلز إلى السمات الشخصية الموجودة عادة بين أبناء المعمرين إلى أن أولئك الذين يعانون من عصبية شديدة، يميلون إلى الإمعان فى التفكير ويكتمون شعورهم بالتوتر بدلا من التخلص منه.
يضيف بيرلز قائلا: «يمكن أن يؤدى ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. أما الشعور المتزايد بالسرور، فإنه يساعد الشخص على المشاركة الوجدانية ويزيد من قدرته على تأسيس شبكات اجتماعية داعمة مما يعد أمرا مفيدا جدا لكبار السن.
يوضح بيرلز أن هذه الأبحاث أظهرت أنه يجب على الأشخاص فعل أقصى ما يستطيعون للسيطرة على ضغوطهم بدلا من أن تتحكم بهم هذه الضغوط.
وعادة ما يعرف الناس النشاطات التى تساعدهم على التخلص من ضغوطهم مثل ممارسة التدريبات الرياضية، اليوجا، وتمارين تاى تشى (تمارين صينية تؤدى إلى استرخاء الجسد والعقل معا) وكذلك كثرة الضحك والقراءة أو ممارسة النشاطات الفنية. هذا طبعا بالإضافة لنيل قسط واف من النوم. يعلق بيرلز فى النهاية قائلا: «إنها مجرد مسألة تخصيص للوقت والطاقة لفعل هذه الأشياء».
«فيسبوك» ينافس «جوجل» على صناعة الهواتف الذكية
نيك بيلتون
ترجمة: ابتهال فؤاد
الأسبوع الماضى، أتمت شركة جوجل استحواذها على شركة «موتورولا موبيليتى» المتخصصة فى صناعة الهواتف المحمولة مقابل 5.12 مليار دولار، ما قد يؤدى إلى أن يصنع عملاق محركات البحث هاتفه الذكى الخاص، لكن ربما تشهد اللعبة دخول عملاق آخر فى مجال صناعة البرمجيات، ألا وهو: فيسبوك.
يقول موظفو فيسبوك والعديد من المهندسين الذين نجح مسؤولو إدارة التوظيف فى تعيينهم، إضافة إلى أشخاص مطلعين على خطط الشركة المستقبلية -تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم- إنها تأمل فى إصدار هاتفها الذكى بحلول العام المقبل، وأنها وظفت بالفعل أكثر من 6 مهندسى البرمجيات وتصنيع الأجهزة السابقين بشركة آبل، من الذين عملوا على صناعة أجهزة آى فون وآى باد.
يقول أحد الأشخاص المطلعين على الخطط الذى تم تجنيده بالمشروع: «سيكون ذلك بمثابة المحاولة الثالثة لفيسبوك فى صناعة الهواتف الذكية».
فى الوقت الراهن، تسعى الشركة إلى التعمق بصورة أكبر فى هذا المجال، من خلال توسيع الفريق المعنى بهاتف «بافى»، واستكشاف مشاريع أخرى من الهواتف الذكية، إضافة إلى خلق فريق من المهندسين المخضرمين الذين قاموا بصناعة تلك الأجهزة من قبل.
يقول أحد المهندسين السابقين بشركة آبل، الذى عمل من قبل على صناعة أجهزة آى فون، إنه اجتمع مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة فيسبوك، الذى أمطره بتساؤلات حول دواخل وأسرار العمل بالهواتف الذكية، ويضيف المهندس قائلا: «لم يبد الأمر وكأنه مجرد دردشة فضولية عابرة، فالسيد زوكربيرج سئل عن التفاصيل المعقدة، بما فى ذلك أنواع الرقائق المستخدمة».
حينما سُئل القائمون على فيسبوك عن مشروع صناعة الهاتف الذكى، لم ينفوا أو يؤكدوا الأمر، لكنهم أشاروا إلى تصريح سابق لموقع AllThingsD العام الماضى قالوا فى جزء منه: «نعمل فى كل ما يخص صناعة الهاتف المحمول، مع الشركات المصنعة للأجهزة، الأشخاص الذين يمدوننا بنظام التشغيل، ومطورى التطبيقات».
بالنسبة إلى فيسبوك، يعد الدافع واضحا، كشركة عامة حديثة عليها أن تجد مصادر دخل جديدة، إضافة إلى مخاوفها من أن تتخلف عن سوق الهواتف المحمولة، أحد أهم المجالات الواعدة.
يقول أحد موظفى فيسبوك: «يشعر زوكربيرج بالقلق من أن يصبح فيسبوك مجرد تطبيق على الهواتف الأخرى، إذا لم يتمكن من صناعة هاتف محمول فى المستقبل القريب».
لكن هل يمكن لشبكة التواصل الاجتماعى أن تتعلم كيفية صناعة الأجهزة؟ فالجمع بين ثقافة مصممى الأجهزة ومصممى البرمجيات يعد أقرب لعملية خلط الزيت بالماء، وباستثناء شركة «آبل»، لا يجيد صانعو الهواتف هذا الأمر.
فى هذا الإطار، كافحت أكبر الأسماء فى مجال الإلكترونيات كى تقوم بصنع أجهزة الهاتف. فقد حاولت شركة «هولت- باكرد» وفشلت وكذلك شركة ديل كما لم يفلح الأمر مطلقا مع سونى فى صناعة الهواتف.
«صناعة الهواتف الذكية ليست بالأمر الهين»، هكذا يقول هوجو فينيس، المدير السابق لأجهزة شركة آبل الذى تركها، وأنشأ شركة أخرى جديدة هى «إليكرتيك أى. أم. بى» (التى تعمل فى مجال حلول توصيل الأجهزة الإلكترونية بشبكة الإنترنت لاسلكيا).
يضيف فينيس: «بداية من تغيير أصغر التفاصيل أو الأجزاء فى الهاتف المحمول وحتى الوصول إلى تغيير طريقة عمل الهوائى بالكامل، كلها أمور لا يمكنك أن تتعلمها طالما لم تقم بالعمل فى هذا المجال لفترة لا بأس بها». ويستطرد قائلا: «محاولة الدخول فى مجال صناعة الهواتف هو أمر معقد بشكل لا يصدق».
أيضا، يواجه فيسبوك عقبات أخرى، أحيانا ما تكون بسبب تطبيقه الخاص بالهاتف المحمول. على سبيل المثال، يتوافق «تويتر» كليا مع جهاز «آبل آى فون» ويسمح للأشخاص أن يقوموا بإرسال التغريدات مع الصور والروابط المتعلقة بالمقالات بكل سهولة.
لكن ومع العلاقة المثيرة للجدل بين فيسبوك وآبل، لم يتم بعد توفيق الفيسبوك بشكل مناسب للعمل مع نظام تشغيل iOS الخاص بهواتف آبل الذكية.
يقول أحد موظفى فيسبوك إنه تمت إعادة تشغيل مشروع الهاتف الذكى عدة مرات، لأن الشركة اعتقدت فى البداية إن الجهاز بإمكانه حل المشكلة من تلقاء نفسه. ويذكر عديد من الأشخاص أنه منذ ذلك الوقت تعلمت شركة فيسبوك إنها بحاجة إلى توفير أناس ذوى خبرة فى صناعة الهواتف، ولذلك قامت بتوظيف مهندسين مختصين بصناعة الأجهزة للعمل مع الشركة المصنعة للهواتف والقيام بتصميم الشكل والدواخل الخاصة بهاتف فيسبوك.
على الرغم من تلك الصعوبات، يبدو فيسبوك فى وضع جيد نوعا ما للدخول فى سوق الهواتف الذكية. فالشركة لديها بالفعل نظام تشغيل كامل بما يشمله من تطبيقات الرسائل، وأجندة مواعيد (رسائل تذكير خاصة بالمواعيد)، وجهات الاتصال والفيديو، وقريبا سيكون لديه متجر تطبيقات ضخم خاص به مزود بآلاف التطبيقات ذات الشعبية الكبيرة. إضافة إلى تطبيق «فيسبوك كاميرا» الذى أنفقت عليه الشركة مليار دولار، والمشابه لتطبيق «انستجرام».
ليس بالضرورة أن يتحدى فيسبوك شركة آبل إذا ما دخل سوق الهاتف الذكى. وبدلا من ذلك، يمكن أن يصبح فيسبوك منافسا لجوجل، الأمر الذى سيجعل نظام التشغيل أندرويد مع كل من الشركتين (فيسبوك وجوجل) يلاحقون عددا كبيرا من المشتريين الراغبين فى شراء الهواتف الذكية بسعر أقل.
خلاصة الأمر، فإن كلا من جوجل وفيسبوك يكسبان أموالهما عن طريق الإعلانات، ولو اتيحت الفرصة للشركات لوضع الإعلانات على شاشة الهواتف الذكية أمام الناس طوال الوقت، سيبقى سؤال واحد ألا وهو: «كيف ستستفيد تلك الشركات من هذه العملية لجنى أكبر قدر من المال».
سحر التكنولوجيا.. ادخل إلى حاسبك الشخصى من على بعد آلاف الأميال
ابتكارات التكنولوجيا تبهرنا بالجديد فى كل لحظة
ديفيد بوج
ترجمة: هند الغمرى
يوم السبت، توقفت طائرتى خمس ساعات فى مطار دوسلدورف بألمانيا، فخطر ببالى أنه سيكون التوقيت الأمثل لكى استكمل محاولاتى فى الانتهاء من كتاب أكتبه.
لكن المشكلة الوحيدة كانت أن الفصل الذى احتاجه غير موجود على اللاب توب، إلا أن الكتاب كاملا كان موجودا على سيرفر F.T.P. (خادم نقل الملفات بين الأجهزة التى ليست فى شبكة واحدة) فى ملف مضغوط مساحته 82 ميجابايت.
وحاولت تحميله عبر الاتصال بشبكة واى فاى مطار دوسلدورف التى توفر تلك الخدمة نظير 40 دولارا لليوم الواحد، رغم أنه لم يتبق إلا ثلاث ساعات قبل إقلاع الطائرة.. «يا له من ثمن باهظ جدا للتكنولوجيا الألمانية».
لذا فأنا بحاجة إلى حل أسرع، لكن لسوء الحظ يزامن هذا التوقيت منتصف الليل فى الولايات المتحدة، وبالتالى فالمسؤول عن تصميم الكتاب -الذى توجد لديه كل الملفات- يغط فى نوم عميق.
ثم بدأت أتذكر إذا كنت وضعت نسخة من الملفات على جهاز الكمبيوتر بالمنزل، ولحسن الحظ، فقد حاولت منذ عدة أشهر إنشاء شبكة افتراضية خاصة، يمكننى من خلالها الدخول إلى جهاز الكمبيوتر المنزلى، فى أثناء وجودى فى الخارج.
كما أن خدمة icloud (للعثور على أجهزة الكمبيوتر والهاتف والدخول إلى ملفاتها) التى تقدمها آبل، توفر لى تماما الخاصية التى احتاجها -وتسمى العودة إلى حاسوبك- إلا أننى لم أتمكن من استخدامها من قبل، فمن الواضح أنها تحتاج إلى أجهزة router (موجه للربط بين الحواسب والإنترنت) معينة تعمل معها.
وبمجرد أن بدأت الاتصال عبر الشبكة الافتراضية الخاصة، وضغطت أمر الاتصال بالسيرفر، ودخلت عبر عنوان الكمبيوتر المنزلى على الإنترنت.. وهنا كانت المفاجأة، إذ وجدتنى أنظر إلى شاشته عبر نافذة منفصلة، واتحكم فيه تماما بالفأرة ولوحة المفاتيح، وهنا بدأت تعمل -لكن ببطء- حتى من مطار دوسلدورف الألمانى، لكن النبأ السيئ أن الملفات لم تكن موجودة.
وهنا طرأت على بالى فكرة.. وصلة الإنترنت المنزلى لدى سريعة جدا، وبإمكانى إعطاء أمر للحاسب المنزلى بتحميل الملفات عبر الوصلة المنزلية السريعة، ثم أقوم بنقل الفصل الواحد الذى احتاجه إلى جهاز اللاب توب عبر شبكة المطار البطيئة.
فباستخدام الشاشة ذات النوافذ المشتركة، استفدت من سرعة الكمبيوتر المنزلى للوصول إلى سيرفر نقل البيانات وتحميل الكتاب كاملا فى هيئة ملف مضغوط، ولست أمزح إذا قلت إنه حدث فى 90 ثانية.
ثم تمكنت من فك ضغط الملف المضغوط -الموجود على الكمبيوتر المنزلى على بعد 3700 ميل، وقمت بسحب الملف الذى احتاجه إلى الدروببوكس (خدمة تطبيق الويب لتبادل الملفات).
ثم خرجت من الشاشة المشتركة، وفتحت الدروبوكس على اللاب توب، والمدهش، إنه خلال دقيقتين، كان الملف الذى احتاجه موجودا على الجهاز.
لذا فالأمر يبدو وكأنه سحر.. وهو أن تتمكن من الاتصال بشبكة الإنترنت المنزلية السريعة عن طريق شبكة المطار البطيئة. بين كل حين وآخر يمكن تخطى إحباطات التكنولوجيا عن طريق ابتكاراتها الجديدة المذهلة.
محو الأمية «الإلكترونية» للآباء.. هدف قومى أمريكى
كى جى ديل أنتونيا
ترجمة: سماح الخطيب
يمكن القول إن الفجوة الإلكترونية ليست هى الموجودة بين الأطفال المتاح لهم استخدام أجهزة الكمبيوتر وغيرهم، لكنها بالأحرى تلك القائمة بين الأطفال الذين يأمرهم آباؤهم بإغلاق أجهزتهم الإلكترونية وأولئك الذين لا يجدون حدودا لاستخدامها، إما لأن أولى أمرهم لا يعرفون كيف يطفئونه أو لأنهم غير متفرغين لهذا الأمر.
مراسل صحيفة «التايمز» مات ريتشتل حقق فى هذه الفجوة الزمنية الجديدة من خلال دراسة كانت قد أجرتها مؤسسة «كايسر فاميلى» أظهرت نتائجها أن «الأطفال الذين لم يحصل آباؤهم على شهادة جامعية، يقضون 11 ساعة ونصف يوميا أمام وسائل الإعلام من مصادر مختلفة مثل التليفزيون والكمبيوتر وغير ذلك من الوسائل. (قامت مؤسسة كايسر، وهى مؤسسة بحثية مهتمة بشؤون الصحة، بحساب المهام المتعددة التى يقوم بها الشخص فى هذه الأثناء بطريقة مزدوجة وهو أحد الأسباب التى زادت من عدد الساعات الذى ظهر فى نتائج الدراسة).
تشير هذه النتائج إلى زيادة فى المدة التى يقضيها هؤلاء الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية تقدر بحوالى 4 ساعات و40 دقيقة يوميا منذ عام 1990، وهى أكثر ب90 دقيقة من المدة التى يقضيها أطفال العائلات الأفضل تعليما والأكثر ثراءً. (فى عام 1999، بلغت هذه الفجوة الزمنية 16 دقيقة).
يقول ريتشتل مراسل «التايمز» إن الأطفال المنتمين إلى آباء ذوى مستوى تعليم عال، عادة ما يعبرون عن وضع اقتصادى – اجتماعى مرتفع، فضلا عن استخدامهم الأجهزة الإلكترونية على نطاق واسع بغرض التسلية.
ورغبة فى جعل أجهزة الحاسب وخدمة الإنترنت متاحة لكل الأمريكيين، أدركت لجنة الاتصالات الاتحادية أن توفير الدخول إلى الإنترنت ليس كافيا، حيث أوضحت دانا بويد الباحثة بشركة مايكروسوف لريتشتل أن توفير الإنترنت فقط لا يمكنه أن يحل المشكلات، مضيفة بقولها: «الأكثر من ذلك أنه يعكس بل يزيد من حجم المشكلات القائمة التى طالما تجاهلناها من قبل».
لم يتوقع الباحثون وواضعو الخطط والسياسات إلى أى مدى من الممكن أن تستخدم أجهزة الكمبيوتر فى أغراض التسلية، وفى أثناء إعداده لتقريره، لاحظ ريتشتل أن عديدا من الأسر ذات الدخل المنخفض تبذل مجهودا كبيرا للتحكم فى كيفية استخدام أطفالهم الأجهزة الإلكترونية، بينما يتمتع أطفال آخرون بمزيد من الحرية فى ممارسة ألعاب الفيديو طوال الليل أو فى أن يتحولوا ل«مدمنى فيسبوك» كما وصف أحد الأطفال نفسه، وعلقت أمه أنها لا تفهم ماذا يفعل ابنها طوال الوقت الذى يقضيه على الإنترنت.
وفقا للنتائج السابقة، تبحث لجنة الاتصالات الاتحادية إمكانية خلق هيئات ل«محو الأمية الإلكترونية» تقوم بتعليم الطلبة والآباء وكذلك الباحثين عن عمل الاستخدامات المفيدة للإنترنت وأجهزة الكمبيوتر.
حتى الآن، لا تزال الفجوة الإلكترونية الأصلية قائمة، حيث إن 40% فقط من الأسر ذات الدخل السنوى الأقل من20 ألف دولار لديهم إمكانية للدخول على الإنترنت ذات نطاق التغطية الواسع، لكن مع انتشار الهواتف الذكية فى كل مكان، من المنتظر أن تختفى هذه الفجوة سريعا.
فى النهاية، يمكن القول إنه دون التركيز المبالغ فيه على ما يفعله الناس فى أثناء وجودهم على الإنترنت، فضلا عن التركيز على كيفية الوصول إليها، فإن إتاحة التعامل مع الأجهزة الإلكترونية والإنترنت بأفضل الطرق وأرخص الأسعار يبدو وكأنه غاية ما يسعى إليه المستخدمون.
مادة مشعة تكشف الزهايمر عن طريق رسم المخ
سوزان يونج
ترجمة: ابتهال فؤاد
بدءا من الشهر المقبل، يمكن للأطباء أن يستخدموا رسم المخ لتشخيص أفضل لمرض ألزهايمر، حيث وافقت «إدارة الأغذية والأدوية» الأمريكية مؤخرا، على استخدام «صبغة الفلورسنت» التى ترتبط كيميائيا ب«لويحات الأميلويد» (بروتين نشوى يسبب ألزهايمر) فى الدماغ البشرى، ويعد السمة الجسدية المميزة للمرض، كأداة تشخيصية، وذلك لإظهار أعراض التدهور العقلى، والارتباك أو أى علامات تدل على أى اضطرابات عصبية أخرى من شأنها أن تساعد الأطباء فى تشخيصهم.
فى ما مضى لم يستطع الأطباء التحقق من أن دماغ المريض مليئة ب«لويحات أميلويد» إلا بعد وفاته، ولكن الآن يمكن للمعالجين استخدام صبغة ذات نسبة إشعاع ضعيفة للبحث عن «اللويحات» فى دماغ المريض، وهو على قيد الحياة. ويمكن مشاهدتها من خلال الأشعة المقطعية.
على الرغم من أن العلماء لا يعرفون ما إذا كانت «اللويحات» هى السبب فى الإصابة بمرض ألزهايمر، فإنهم ربطوها بأعراض الخرف، وتبين أن كبار السن الذين لديهم «اللويحات» بالدماغ يعانون تدهورا عقليا أسرع من أقرانهم، وعلى الرغم من أنه لا يمكن للأطباء علاج ألزهايمر فى الوقت الراهن، فإن هذه الوسائل التشخيصية ستساعدهم فى تحديد المرضى المصابين به، وكذلك هؤلاء الذين لا يعانون منه وتظهر عليهم علامات تدهور عقلى بسبب مشكلات أخرى.
تقول ليانا أبوستولوفا، إخصائية مرض ألزهايمر فى جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس: «نتائج الفحص الإيجابية تثقل معرفتنا بالمرض على نحو أفضل بجانب فحوصاتنا السريرية»، وتضيف بقولها، يمكن لهذه التقنية أن تفيد فى تشخيص المرضى المصابين بأشكال غير عادية من هذا المرض، وقد يكون السبب فى أعراضهم حالات أخرى، مثل الآثار الجانبية للمخدرات أو الاكتئاب، وتفسر بقولها: «إذا كان فقدان الذاكرة الجزئى للمريض ناتج عن الاكتئاب على نحو تام، فنتائج الفحص السلبية «للأميلويد» من شأنها أن تساعد فى تأكيد الأمر».
استُخدمت الصبغة الجديدة ومؤشرات «الصبغات اللويحية» الأخرى فى الأبحاث السريرية لسنوات، ولكن شركة «إيلى ليلى» للأدوية التابعة لشركة Avid Radiopharmaceutical «أفيد لإنتاج المستحضرات الصيدلية المشعة» الأمريكية، هى التى أنتجت تلك المادة التشخيصية، وهى أول من أتى بهذه التقنية إلى مكتب الطبيب، ولا يزال بعض الأطباء يشعرون بالقلق حيال استخدام الصبغة ويرون أن الأمر سابق لأوانه، لأن وجود «اللويحات» لا يكفى لتأكيد تشخيص مرض ألزهايمر. وحتى الآن، تمت الموافقة على صبغة «أفيد» لاستخدامها فقط فى حالة استبعاد مرض ألزهايمر (إذا لم يتم الكشف عن اللويحات، فيمكن للطبيب أن يتأكد من أن المريض لا يعانى مرض ألزهايمر).
يقول رونالد بيترسون، مدير مركز أبحاث ألزهايمر فى مستشفى «مايو كلينيك»، «أعتقد أن التقنية الجديدة تضع الطبيب المعالج فى مأزق»، ويضيف بقوله، إذا ما جاءت نتائج الفحص سلبية، فيمكن للطبيب وقتها أن يخبر المريض بأن نتائج لويحات الأميلويد سلبية، ولكن إن كانت النتائج إيجابية، ما الذى يجب على الطبيب القيام به؟ووفقا لما ذكرته وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، فإن أكثر من 5 ملايين شخص فى الولايات المتحدة يعانون ألزهايمر، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد فى السنوات المقبلة.
مخرجة «سبايدرمان» فى المحكمة
باتريك هيلى
ترجمة: هشام عصام الدين
شهدت مدينة مانهاتن الجمعة الماضية معركة قضائية بين منتجى عرض «سبايدرمان: اطفئ الظلام» ببرودواى، ومخرجتهم السابقة «جولى تيمور»، حيث تم تقديم ثلاثة التماسات قانونية أمام القاضى، وفقا لكلا الطرفين.
كانت محادثات التسوية قد فشلت بين الطرفين أواخر الشتاء الماضى، وانشغل الجانبان بعدها بتجميع الأدلة والحجج القانونية للفوز فى صراع قانونى سيفقد الخاسر فيه قسما كبيرا من سمعته، فضلا عن ملايين الدولارات.
منتجو «سبايدرمان» قاموا بفصل المخرجة جولى تيمور فى مارس الماضى، بدعم من «بونو» و«ذا إيدج»، وهما عضوان بفرقة «يو تو» الغنائية، وكانا فى وقت سابق حليفين ل«تيمور». حدث ذلك بعد تقديم 3 عروض تجريبية للإنتاج الذى تبلغ قيمته 75 مليون دولار.
جاء فصل المخرجة تيمور عقب صدام المنتجين والموسيقيين من «يو تو» معها حول تعديلات فى السيناريو وبعض التغييرات المطلوبة على المسرح بهدف تحسين العرض الذى تم تحديثه لاحقا وافتتاحه فى يونيو الماضى ورغم وجود آراء سلبية حوله إلا أنه منذ ذلك الحين لاقى نجاحا ضخما فى شباك التذاكر، محققا حوالى 1.5 مليون دولار فى الأسبوع.
كانت السيدة تيمور هى من أقامت دعوى قضائية أولا ضد المنتجين فى شهر نوفمبر الماضى، سعيا للحصول على أكثر من مليون دولار كأجر مستحق وعوائد للملكية الفكرية، إضافة إلى حقوق الطبع والنشر لأعمالها.
إضافة إلى قيامها بإخراج العرض، شاركت الآنسة «تيمور» الحاصلة على جائزة «تونى» عن فيلم «الأسد الملك» فى كتابة السيناريو، وأسهمت مع «بونو» و«ذا إيدج» فى تصور الإنتاج لعرض سبايدرمان.
فى المقابل، رفع المنتجون بقيادة «مايكل كول» و«جيرمايا هاريس» دعوى مضادة تدفع بأن السيدة «تيمور» أخلت بالعقد لرفضها العمل بالتعاون معهم.
تعد الالتماسات الثلاثة التى طرحت أمام المحكمة يوم الجمعة الماضية أمرا روتينيا نوعا ما، وطلبت القاضية عن المقاطعة الجنوبية بنيويورك، «كاثرين ب. فورست» مرافعات شفوية بشأن اثنين من الالتماسات المقدمة وهما: طلب المنتجين الخاص برفض إحدى دعاوى السيدة تيمور الخاصة بحقوق الطبع والنشر لتحديث النص الأصلى للعرض والمكون من ثلاث صفحات، وطلبا آخر من قبل الشركة الأصلية المنتجة للعرض «Hello Entertainment» بإبعادها عن القضية.
من ناحية أخرى، نظرت القاضية فى التماس مقدم من قبل السيدة «تيمور» برفض الدعوى المضادة المرفوعة من قبل المنتجين، وأشارت إلى أنه بإمكانها أيضا رفض هذا الطلب بناء على المذكرات التى تم تقديمها بالفعل.
لقد سعت كل من السيدة «تيمور» والمنتجين للضغط وإحراج بعضهم البعض سعيا للدخول فى محادثات تسوية، وذلك من خلال تقديم مذكرات قانونية شملت رسائل بريد إلكترونى غير مستحبة، فظهرت «تيمور» فى بعض الرسائل كمسيطرة وعنيدة، فى حين بدا «بونو» فى بعض الأحيان وكأنه هاو غير جاد.
فى السياق ذاته، أظهرت عدة رسائل أخرى أن «بونو» والمنتجين وآخرين قد عملوا -دون علم السيدة «تيمور»- لوضع خطة إصلاح للعرض ثم أطاحوا بها كمخرجة.
فى نهاية المطاف انهارت محادثات التسوية بين الطرفين خلال الشتاء الماضى، حيث تحول كل منهما للتركيز على المعركة القضائية.
شارليز ثيرون ساحرة شريرة فى «سنو وايت والصياد»
مايكل سيبلى
ترجمة: سارة حسين
الممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت ومجموعة الأقزام غريبة الشكل وبعض الخرافات الدموية نجحوا فى تحقيق الانتصار، حيث تصدر فيلم «Snow White and the Huntsman» الذى تلعب فيه دور الساحرة الشريرة النجمة تشارليز ثيرون قائمة شباك التذاكر الأمريكى لعطلة نهاية هذا الأسبوع فى دور العرض الأمريكية بإجمالى إيرادات بلغ نحو 56.3 مليون دولار من مبيعات التذاكر لصالح «يونيفرسال بيكتشرز» (شركة إنتاج سينمائى).
ويكمن وصف العمل بأنه بطولى مثير، حيث تم افتتاح الفيلم دون إصدار ثلاثى الأبعاد «3-D» وكانت أسعار التذاكر مرتفعة رغم أنه يتطلW ب الحاجة إلى بعض التكنولوجيا حتى يتم تصغير أحجام بوب هوسكينز وراى وينستون لأداء أدوار الشخصيات الأقزام الخيالية ضئيلة الحجم. ساعد «Snow White» شركة «يونيفرسال» على مواجهة الإحراج الذى أصابها من «Battleship».. الفيلم الذى أنتجته استوديوهات الشركة واحتل المرتبة الرابعة فى شباك التذاكر المحلى، بإيرادات بلغت 4.8 مليون دولار فقط من مبيعات التذاكر، وإجمالى 55.1 مليون دولار منذ تم افتتاحه فى الولايات المتحدة فى 18 مايو.
أما فيلم «Men in Black 3» مع مجموعة كاملة من شاشات ثلاثية الأبعاد «3-D»، فاحتل المرتبة الثانية، بإيرادات بلغت 29.3 مليون دولار من مبيعات التذاكر المحلية لصالح «سونى بيكتشرز» (شركة إنتاج سينمائى)، وإجمالى 112.3 مليون دولار منذ افتتاحه فى 25 مايو.
ولكن يظل الحدث الأكبر هو «Marvel's The Avengers» الذى أضاف 20.3 مليون دولار للمبيعات المحلية بحلول عطلة نهاية الأسبوع، وحقق إجمالى إيرادات 552.7 مليون دولار. وفقا ل«والت ديزنى» (أكبر الشركات الأمريكية لوسائل الإعلام والترفيه فى العالم)، التى أصدرت «The Avengers».. حقق الفيلم أيضا 12.4 مليون دولار من المبيعات الدولية بحلول عطلة نهاية الأسبوع، رافعا شباك تذاكره العالمى بقيمة نحو 1.36 مليون دولار. وهو ما يجعله يأتى بعد «Harry Potter and the Deathly Hallows Part 2»، ليصبح ثالث أكبر فيلم على الإطلاق فى ترتيب شباك التذاكر العالمى بعد «Avatar» و«Titanic».
فيلم «The Dictator» من إنتاج «بارموانت» (شركة أمريكية لإنتاج وتوزيع الأفلام)، تقدم ببطء إلى المركز الخامس عطلة هذا الأسبوع، بإيرادات بلغت 4.7 مليون دولار من مبيعات التذاكر وإجمالى 50.8 مليون دولار منذ إصداره. أما «The Best Exotic Marigold Hotel» من إنتاج «فوكس سيرش لايت» (شركة أمريكية لإنتاج وتوزيع الأفلام)، المعروض فى نفس عدد دور العرض التى يعرض فيها «The Dictator»، حقق مبيعات بقيمة 4.6 مليون دولار؛ وإجمالى إيراداته منذ إصداره بلغ 25.5 مليون دولار.
وعما حققه كل هذا، فحصل شباك التذاكر فى عطلة هذا الأسبوع على نحو 142 مليون دولار، منخفضا بنحو 11%، مقارنة ب159.7 مليون دولار لعطلة نهاية الأسبوع ذاتها من العام الماضى، وفقا ل«Hollywood.com»، الموقع المتابع لنتائج شباك التذاكر. لكن تظل مبيعات التذاكر المحلية مرتفعة بنحو 9.75% لهذا العام، تقريبا 4.5 مليار دولار، مقارنة ب4.1 مليار دولار فى نفس التوقيت من العام الماضى.
أزياء مجنونة من تصميم «آتوود» تبهر محبى الأقزام
مارسى ميدينا
(ترجمة: أحمد السمانى)
إذا كان اسم كولين آتوود أكثر ذيوعا بوصفها واحدة من أشهر مصممى الأزياء العالميين، فلأنها فازت بثلاث جوائز أوسكار فى آخر تسع سنوات، وهو المعدل الذى تفوقت به على ميريل ستريب (حازت 3 جوائز خلال 30 عاما). الأفلام التى فازت من خلالها آتوود بالأوسكار تشمل رائعة تيم بورتون «أليس فى بلاد العجائب» وفيلمى روب مارشال «مذكرات فتاة الجيشا» و«شيكاجو»، كما أنها باتت تتعاون مع أفضل مخرجى هوليوود. لكن فيلم آتوود الذى أصاب معجبيها بمس من الجنون حاليا هو «سنو وايت والصياد Snow White and the Huntsman»، وهو إحياء للقصة الخيالية الشهيرة، يقوم ببطولته كريستين ستيوارت وتشارليز ثيرون وكريس هيمسوورث، وبدأ عرضه فى دور السينما الأسبوع الماضى.
كنت واحدة من القلائل المحظوظين الذين تسنى لهم أن يلقوا نظرة قريبة على عديد من الأزياء المستخدمة فى «سنو وايت» فى معرض ترويجى بهوليوود، حيث أقرت آتوود أن العمل على تفاصيل تلك الأزياء استغرق منها تسعة أشهر لإتمامها.
وقالت آتوود: «لقد بدأت فى صناعة الدروع، لأننى كنت بحاجة إلى 600 درع تستخدم لجيشين، وقضيت 6 أشهر فى تلك المهمة ثم بدأت بعد ذلك فى الباقى».
«الباقى» كان بحق عملا يستحق الوقوف أمامه، خصوصا أزياء تشارليز ثيرون التى كانت تؤدى دور الملكة رافينا (الساحرة الشريرة)، التى نافست به تصاميم الأزياء الباريسية من حيث التطريز المعقد والزينة التى تم وضعها بدقة، التى كانت موزعة ما بين مئات من القطع الجلدية والآلاف من وحدات الريش التى تم حياكتها يدويا، وأجنحة الخنفساء، والمجوهرات تم وضعها بواسطة كاثى ووترمان.
وقالت آتوود متحدثة عن الفريق البريطانى الذى ساعدها فى صناعة تلك العباءات «كانوا يحدثون جلبة فى الغرفة دوما، حينما تبدأ الممثلة فى ارتداء الزى الخاص بها، وفى بعض الأحيان يطلب طاقم العمل من الممثلة أن تتمشى قليلا فى موقع التصوير. أنت لا يمكنك أن تصنع كل هذا وحدك، ومن اللطيف أن تشعر أنك جزء من عمل كبير تتم صناعته».
كريستين ستيوارت التى تلعب دور «سنو وايت» كانت ترتدى سترة الفتيات الخادمات المعتادة معظم الفيلم، لكن آتوود صنعت لها 25 شكلا مختلفا من هذا الزى، حتى إن ثيرون احتاجت إلى 3 عباءات من تلك المصنوعة من الجلد وأجنحة الخنفساء لتستخدمهم فى مشهد المعركة المناخية الشهير، حيث إن عمل ساعة كاملة من الحياكة اليدوية يتم تدميره بالكامل فى لقطة واحدة يتم التقاطها.
والآن وقد انتهت من فيلم «سنووت وايت»، تتطلع آتوود حاليا لإعادة إحياء القصة الخيالية الحديثة «الرجل النحيف The Thin Man»، الذى أنتج فى عام 1930، ومن المقرر أن يقوم ببطولته النجم جونى ديب، الذى سيؤدى الدور الذى سبق ولعبه ويليام باول (نيك تشارلز)، لكن لم يتم بعد تحديد من ستلعب الدور الذى سبق وأدته ميرنا لوى (نورا تشالز).
تختتم آتوود تصريحاتها قائلة: «يمكنك العثور على أمر مدهش فى كل فترة زمنية، لكن هناك دوما أمورا تفرض نفسها عليك وتأخذك إلى عالم آخر».
مشاهير «وادى السيليكون» يخطفون الأضواء من أنجلينا جولى ورفاقها فى هوليوود
نيك بيلتون
ترجمة: محمود حسام
كانت صور زفافهما تغطى أغلفة مجلات الثرثرة. كل لحظة من شهر العسل قضياها، جرى توثيقها عبر مواقع الإنترنت. عدسات المصورين كانت ترصد كل خطواتهما، ما بين نزهة بقارب فخم أو تنقلهما فى شوارع إيطاليا ذات الأرضيات المزخرفة. وصل الأمر إلى درجة أن صورا كثيرة جرى التقاطها لإيصال يحمل توقيع العريس فى أحد مطاعم روما يسمى «نونا بيتا». (تشاركا وجبة شهية لقاء 32 يورو اشتملت على الرافيولى وكوبين من الشاى إذا كنت مهتما بمعرفة ماذا تناولا؟).
لا، لا تحسبوا أننى أتحدث عن أنجيلينا جولى وبراد بيت، بل أتحدث عن مارك زوكربيرج مؤسس «فيسبوك»، وزوجته بريشيليا تشان. يبدو أن قصة التكنولوجيا لم تعد مجرد حكاية عن التكنولوجيا، بل إن التكنولوجيا صارت الآن هوليوود الجديدة. طبعا السيد زوكربيرج ليس الشخص الوحيد الذى تهتم به صحافة التسلية. إن قائمة طويلة من رجال صناعة التكنولوجيا تنتشر على الصفحات الملونة اللامعة لمجلات مثل «بيبول» و«فانيتى فير» و«فوج»، وهم يدللون ويجملون بلقطات مصورة أنيقة.
الأكثر دلالة على ذلك، هو أن هذا التغيير يظهر على شاشات المدونات المهتمة بأخبار التكنولوجيا، خصوصا المدونات، منها المهتمة بنقل أخبار المشاهير فى هذا المجال.
رايان تايت، وهو مدون سابق بمجلة «جوكر» (إحدى مجلات الثرثرة عن المشاهير)، ومؤلف كتاب «عقيدة ال20 بالمئة»، قال إنه على مدار سنوات من قيامه بتغطية أخبار مشاهير صناعة التكنولوجيا، أصبح الجمهور معجبا بوضوح بالثرثرات عن الشخصيات المرموقة فى وادى السيليكون (منطقة بولاية كاليفورنيا، أصبحت بمثابة عاصمة صناعة التكنولوجيا فى العالم، بسبب وجود عدد كبير من الشركات العاملة فى هذا المجال بها).
«فى جوكر رأينا مزيدا ومزيدا من الاهتمام على جانب نطاق واسع من القراء بأناس مثل زوكربيرج وستيف جوبز والمديرين التنفيذيين لشركات (جوجل) و(فورسكوير) و(دروبوكس) وآخرين»، هكذا يوضح المدون تايت، الذى حكى قصة ما اعتقد أنه سيكون تدوينة غامضة نشرت مؤخرا على موقع «جوكر» عن درو هيوستن، الرئيس التنفيذى ل«دروبوكس». يقول تايت «حققت هذه التدوينة عن الرئيس التنفيذى ل(دروبوكس) ما يقرب من 300 ألف مشاهدة ونشرت مواقع عديدة، من بينها موقع جريدة (الديلى ميل) البريطانية، رابط التدوينة»، ويضيف أنه كان يعتقد وهو يكتبها أنها ستحقق بالكاد 15 ألف مشاهدة.
يقول «ذهلت وأنا أرى حكاية التكنولوجيا تنتشر خارج وادى السيليكون.. فى وقت كهذا عندما تكون هناك كمية هائلة من الأنباء السيئة والصعوبات الاقتصادية فى العالم، يريد الناس أن يقرؤوا عن المشاهير، ومسؤولو وادى السيليكون هم الآن من يخطفون الأضواء وهم فى الغالب شباب ومبهرون».
ما يقوله تايت حقيقى فعلا، فأناس مثل بيل جيتس صاحب «مايكروسوفت» ولارى إيليسون مؤسس «أوراكل»، كانوا محل احتفاء من جانب وسائل الإعلام لسنوات، بما فى ذلك امتلاك كل منهم كثيرا من الطائرات الخاصة، وصالات ترامبولين داخل بيوتهم، والقصور التى تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات. لكن اهتمام الناس تركز أكثر على حساباتهم البنكية العملاقة، أكثر من اهتمامهم بشخصياتهم، أو الشركات التى يديرونها.
(فرغم كل شىء، إلى مدى يمكن أن تكون قاعدة بيانات «أوراكل» الخاصة بالبرمجيات أو مقر «ويندوز» مصدر جاذبية للجمهور؟).
إن هذا الجيل الجديد من مشاهير صناعة التكنولوجيا معشوق من الجماهير بسبب منتجاتهم محبوبة أكثر، فمواقع مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«آنجرى بيردز»، كلها أشكال من التسلية يستخدمها مئات الملايين من البشر. إن الأشخاص المهووسين ما زالت لهم ميول مجنونة، مثل لعبة ك«Dungeons and Dragons».
لكن هذه النقلة فى النفوذ والشهرة تتخطى بوضوح، ما كان فى يوم من الأيام حاجزا مصفحا، ما بين وادى السيليكون وهوليوود. وبوصولها إلى هذه المرحلة من الشهرة والثروة والإغراء، لم يعد الأمر مجرد حكاية عن التكنولوجيا، بل حكاية تضعها على أغلفة مجلة «بيبول».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.