أسلوب التصريحات الوردية الموروث عن عهد الرئيس المخلوع عن انحسار أزمة البنزين، يتناقض تماما مع طوابير السيارات التى تضيق بها الطرق فى جميع أنحاء الجمهورية، أمام محطات الوقود، تبحث عن هذا السائل، الذى صار حلمًا لأصحاب السيارات والسائقين والفلاحين، رغم أن مسببات الأزمة ظاهرة أمام الجميع. ففى الفيوم، ملّ سكان القرى والمدن من الصراخ، مستجيرين من أكشاك بيع السولار، المنتشرة على الطرق، تسحب مخزونات المحطات الرسمية وتبيع بأضعاف الثمن دون رقيب، مؤكدين أن السيطرة على هذه الأكشاك، سيؤدى إلى انفراجة فى سوق الوقود. وأصيبت معظم محطات توزيع الوقود بمحافظة الفيوم بالشلل التام ولم تعمل منها سوى ست محطات من إجمالى 169، بينها محطتان تابعتان لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، بسبب عدم ورود بنزين وسولار إليها، فى حين تسببت أزمة الوقود التى تعانى منها المحافظة فى ارتفاع أسعار أسماك البلطى والموسى والجمبرى، نتيجة قيام أصحاب المزارع بشراء لتر السولار الذى يستخدم فى ماكينات تغيير مياه 3 آلاف مزرعة أسماك بسعر خمسة جنيهات، وهو ما يدفع أصحاب المزارع إلى بيع الأسماك بأسعار مضاعفة. أستاذ الأسماك بكلية الزراعة بجامعة الفيوم الدكتور رمضان أبو زيد، أوضح أن عدم تغيير مياه المزارع يوميًّا أو كل يومين يؤدى إلى نقص الأكسجين، وبالتالى يتسبب فى موت الأسماك. وكيل وزارة التموين فى المحافظة على أحمد عبد المطلب، برر الأزمة بورود 70 طن بنزين فقط من إجمالى 320 طنًا، مخصصة للمحافظة يوميًّا، وورود 650 طنًا من السولار. وبالقرب منها فى بنى سويف، انعكست أزمة السولار فى انتشار البعوض والحشرات، التى لا توجد مبيدات لمكافحتها، حيث إنها تعتمد على الذوبان فى السولار، وفق توضيح من الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة ببنى سويف، الذى أفاد أيضا بأنه اجتمع مع كل من مدير عام التموين والمحاسب شريف الجمسى سكرتير عام المحافظة، لتدبير السولار اللازم، وتم الاتفاق على تخصيص محطة وقود محددة بكوبونات لصرف السولار الذى يحتاجه الأهالى لمكافحة الحشرات، مدير إدارة البيئة والسلامة المهنية بمستشفى الجامعة ببنى سويف الدكتورة سهام الديب، طالبت بحملات مكثفة من مديرية الصحة لرش المستنقعات وأماكن طفح مياه الصرف، وكذلك رش جميع الهيئات الحكومية والمستشفيات ضد الحشرات والقوارض، مجانًا. واشتدت الأزمة فى دمياط، بمصيف رأس البر ومركز الزرقاء وكفر سعد وفارسكور، واختفى البنزين المدعم 80 تمامًا إلا فى محطتين. وفى الوقت الذى تتكدس فيه السيارات أمام محطات بنزين السويس، ينتظر السائقون بالساعات، ومنهم الذى يبيت ليلته فى الشارع فى انتظار دوره، فإن عمليات تهريب السولار المدعم والبنزين ما زالت مستمرة. مؤخرًا تمكنت مباحث قسم شرطة عتاقة بالسويس من ضبط السيارة رقم «ط س ع 2578 مصر» نقل السويس، قيادة المدعو محمد عبد الرحمن الجريشى، 26 سنة، محملة بطن سولار مدعم تم تعبئته فى خمسة براميل كبيرة، وذلك فى محيط منطقة السماد وهى فى طريقها إلى السوق السوداء ليباع بأضعاف سعره بالأسواق، وفى كفر الشيخ، يشكو الأهالى من ضعف الرقابة على محطات الوقود، وارتفاع أسعار البنزين والسولار فى المحافظة.