لا أنا ولا أنت ولا الاستفتاءات المضروبة التى تمتلئ بها دور الصحف والقنوات الفضائية من الممكن أن نعتبرها هى الفيصل فى اختيار الأفضل والأسوأ فى ماراثون رمضان.. كل منا لديه قائمة خاصة به من حقه أن يعلنها، ولهذا وجدت أن القارئ الذى تحمل اختياراتى ووافق على بعضها واختلف مع البعض الآخر من حقه أن أعلن اختياراته التى أرسلوها إلىّ على «فيسبوك»! لم يحدث إجماع على رأى سوى مرة واحدة عندما ذكرت أن أفضل ممثل واقعى هو عمرو موسى الذى شاهدناه فى رمضان وهو يقيم الصلاة ويتحول إلى إمام للمصلين ويذهب إلى سكان المقابر والعشوائيات وموائد الرحمن واعدا إياهم أنهم لو اختاروه رئيسا فإن هذا سيكون هو آخر رمضان يفطرون فيه فى المقابر وعلى تلك الموائد.. وصلت إلىّ عشرات من الرسائل تتخوف من أن يصدق الناس أن عمرو موسى هو الثورى الذى يشعر بمعاناتهم وآلامهم وينسوا أنه كان أحد أهم أعمدة النظام السابق والأقرب إلى المخلوع فكريا واجتماعيا، بل وأسريا، عائلة موسى هى الأقرب إلى عائلة المخلوع.. الناس تتخوف، ولديهم كل الحق أن يصدقوا عمرو، أحيل هؤلاء الأصدقاء إلى مقولة عالم الاتصال الشهير مارشال ماكلوهان، وهو أنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، وأكرر بعض، وعمرو يمارس الخداع فى تلك المساحة الزمنية المؤقتة مستغلا أن الإنسان المصرى تؤثر فيه لفتات أبناء البلد التى أجادها بحرفية وأيضا مَعلَمة، ورأيى أن عمرو موسى تدعمه بقوة فلول النظام السابق، وهم منتشرون فى عديد من المواقع الحساسة فى الدولة، وتجد فيه القوات المسلحة مرحلة انتقالية مؤقتة لن تتسم بأى تغيير جذرى وتثق دول الخليج أنه سوف يستغل صلاحياته الدستورية لو اعتلى كرسى الحكم فى العفو عن المخلوع، كما أن أحد عناصر قوته يرتكن إلى نفس المقولة التى كانت تتردد فى زمن المخلوع «اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش»، وبالنسبة إلى رجل الشارع عمرو موسى وجه واسم معروف، وتبقى القوى السياسية الأخرى التى تعددت اختياراتها وتوجهاتها فى أكثر من مرشح كل منهم يرى أنه الأجدر، وسوف يخصم كل مرشح من الآخر لتصبح كفة عمرو هى الأرجح! الحقيقة أن النظام السابق لم يكن يخشى سوى محمد البرادعى، بينما أغلب المرشحين الحاليين للرئاسة كان من الممكن أن يُسمح لهم بالترشح أيام المخلوع أمام جمال لإضفاء غطاء شرعى لتوريث الحكم! كانت الرؤية السياسية حاضرة ومتفقا عليها بينى وبين القراء الذين تواصلوا معى، إلا أننا اختلفنا أكثر من مرة فى الاختيارات الفنية.. مثلا أشاروا إلى باسم يوسف كأفضل مذيع فى رمضان لا طونى خليفة، وحتى نصل إلى منتصف الطريق مع القراء فأنا أقترح اختيار باسم فى تلك الحلقة المنتشرة على اليوتيوب التى قلد فيها طونى خليفة فى برنامجه «الشعب يريد»! أشار القراء إلى رانيا فريد شوقى كأفضل ممثلة فى «خاتم سليمان»، وأنا لم أرتح إلى أداء رانيا، كانت تبدو لى كأنها تقدم نغمة واحدة بلا تنوع.. دائما هناك حبال صوتية تفتح على الرابع وتنمر فى نظرة العين لا يعرف هوادة، لم نر أى درجات فى التلوين الصوتى والحركى، كان هناك قدر من الصخب غير المبرر! القراء انحازوا إلى دنيا سمير غانم التى كانت هى الوجه الرمضانى الأقرب إلى الناس رغم أن مسلسل «الكبير قوى» لم يمنحها ما تستحقه، فهى لم تكن بطلة موازية بل تابعة للكبير أحمد مكى.. فى كل الأحوال إعلانات «البيبسى» فرضتها على الشاشة، ولو لم تكن دنيا مقبولة للمشاهد ما استطاعت أن تملأ كل هذه المساحة رغم أن الحملة الإعلانية تخلو من أى ومضة إبداعية! وسقط سهوا منى، وربما أيضا من القراء الأعزاء، الفنانة حنان يوسف فى مسلسل «دوران شبرا»، ولا أدرى كيف فات عمرو موسى أن يتناول سحورا رمضانيا هناك فى تلك الأجواء التى تجمع المسلمين والأقباط، مؤكدا أحقيته بلقب «الممثل الأول»!