استغل عدد من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية شهر رمضان المبارك لإطلاق حملات دعاية انتخابية أو ابتكار أساليب وأفكار جديدة للترويج لأنفسهم، فمنهم من أفطر بين البسطاء فى مطعم للفول والطعمية وشرب الشاى على مقهى شعبى، وآخر افتتح منفذًا لبيع اللحوم بأسعار مخفضة، وثالث أقام موائد ووزع شنط رمضان.. «أكتوبر» تلقى الضوء على النشاط الاجتماعى لعدد من المرشحين خلال الشهر الفضيل مع عرض وجهة نظر عدد من العلماء والخبراء فى هذه الوسيلة للدعاية السياسية. اتبع عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية السابق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أسلوبًا جديدًا فى الدعاية السياسية عندما فوجئ أهالى الإسكندرية به يدخل محلًا للفول والطعمية بمحطة الرمل لتناول الإفطار ثم ذهب للسير على كورنيش الإسكندرية قبل تناول الشاى على أحد المقاهى الشعبية بمنطقة الجمرك. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل حضر عمرو موسى أيضاً حفل افطار جماعى فى شارع الوحدة بمنطقة امبابة ثم حضر حفل افطار آخر بمحافظة القليوبية مسقط رأسه وناقش مع اهإلى كل محافظة اهم نقاط برنامجه الانتخابى، بالإضافة إلى اهم القضايا الملحة على الشارع المصرى مثل قضايا البطالة والتعليم ومشاكل الفقر والفتنة الطائفية. وقال موسى فى بداية حديثه لأهإلى منطقة إمبابة قبل الإفطار بدقائق: «اخترت حيكم لأحتفل معكم بذكرى العاشر من رمضان وانتصارات أكتوبر المجيدة، وحفاوة استقبالكم تدل على الرغبة فى مساعدتى لإعادة بناء مصر وقيام الجمهورية الثانية التى تحمى المهمشين والضعفاء الذين يجب أن ترجع إليهم حقوقهم». وطالب بصرف بدل للبطالة حدده بنصف الحد الأدنى للأجور ل «فترة محددة» وأن تتولى الدولة مهام تدريب العمال وتأهيلهم لمواكبة الأعمال الجديدة. وأضاف موسى خلال إفطاره مع أهإلى محافظة القليوبية أن الزراعة أصبحت فى وضع خطير على الرغم من أنها عنصر أساسى من عناصر الحياة، موضحاً أنه من خلال الجولات التى قام بها فى المحافظات وجد أن هناك تدميرا فعليا للزراعة وللفلاح، فضلا عن تجريف الأراضى وكذلك ارتفاع أسعار السماد وعدم جودته وندرته، لافتاً إلى أنه يجب دراسة ملف الزراعة بسرعة وبواسطة متخصصين وخبراء حسب جدول زمنى. وأطلقت حملة دعم حمدين صباحى «حملة موائد الرحمن» لجمع التوقيعات الشعبية من فقراء مصر وبسطائها خلال شهر رمضان فى القاهرة والمحافظات، والتى تأتى فى إطار مرحلة جمع التوقيعات الميدانية. وتهدف تلك الجولات إلى التعريف بحمدين صباحى ورؤيته وبرنامجه، كما يشهد شهر رمضان الكريم عددا من اللقاءات الجماهيرية لحمدين صباحى فى بعض تلك المناطق. اتجه الشباب من مؤيدى عبدالمنعم أبو الفتوح للسلع التموينية بكل المحافظات بمناسبة حلول شهر رمضان،? ?وأعلنوا أن? ?غرضها توفير السلع الأساسية لأهالى كل منطقة بسعر الجملة دون تحقيق أى هامش للربح،? بالإضافة إلى نشر قوافل طبية فى كل المحافظات?، ?ويقوم الآن بحملة لتجميع أكبر عدد من الشنط الرمضانية لتوزيعها على الفقراء. وإلى جانب كل تلك الأنشطة قام ايضا عبد المنعم ابو الفتوح بحضور عدد من الإفطارات الجماعية ولعل أشهرها الإفطار الجماعى فى دمنهور وقال انه لا خوف من الاسراع فى اجراء الانتخابات مادامت تحت حماية الشفافية والنزاهة وليتقدم من يتقدم والاختيار للشعب واذا لم يوف من تم اختياره بما تعهد به وتقديم خدمات حقيقية يتم تغييره. سهرات رمضانية/U/ وعلى عكس باقى المرشحين اتبع مرتضى منصور طريقة جديدة للدعاية الانتخابية الخاصة بحملته حيث يقضى معظم أيام الأسبوع مع أهله فى قرية اتميدا مقيما امسيات رمضانية يحضرها معظم أهالى القرية. كما أنه يقوم بحضور سهرات رمضانية فى بعض الأماكن الشعبية بالاضافة إلى حضور حفلات الافطار الكبري، ويعتمد بشكل كبير على المشاركة فى كافة المحافل الخاصة بالمحامين . وأشار منصور إلى انخفاض نشاط حملته الانتخابية يرجع إلى أسباب كثيرة أهمها أنه يعشق الجو العائلى ويفضل البقاء مع افراد اسرته مؤكدا ان الترشيح للرئاسة يحتاج إلى برنامج يخاطب الشعب المصرى ويضع حلولا لأزماته وليس حضور الموالد والافطارات الجماعية مؤكدا أنه يفضل قضاء اوقات اجازاته فى قريته ووسط أهالى بلدته. طالب المفكر الاسلامىد. محمد سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة بضرورة الإسراع فى إجراء الانتخابات البرلمانية فى أقرب فرصة واستغلال شهر رمضان للدعاية الانتخابية لمختلف التيارات السياسية بما يصب فى صالح المواطن كبديل عن الشعارات واللافتات التى لا يستفيد منها المواطن من خلال تقديم بعض النشاطات التى من الممكن ان يستفيد منها المواطن، داعيًا إلى إجراء الانتخابات فى مستهل شهر سبتمبر بدلا من شهر نوفمبر. وشدد العوا على أن سرعة إجراء الانتخابات البرلمانية واختيار اللجنة التأسيسية للدستور؛ ثم إجراء الانتخابات الرئاسية سيسهم فى إعادة الاستقرار إلى البلاد وإنهاء المرحلة الانتقالية، مرجحًا النظام (البرلماسي)، الذى يجمع بين الرئاسى والبرلماني، كأفضل أشكال الحكم للمرحلة الانتقالية التى تمر بها البلاد عقب الثورة. وفى تصريح خاص لمجلة أكتوبر قال أيمن نور أصغر المرشحين لرئاسة الجمهورية حتى الان إن شهر رمضان فرصة لعقد لقاءات اجتماعية وحضور حلقات الإفطار الجماعى التى تعتبر فرصة لجلوس جميع فئات الشعب المصرى على مائدة واحدة. وأضاف أن برنامجه الانتخابى ليس برنامجًا نخبويًا، وإنما يريد استغلال شهر رمضان فى تقديم عدد من المشاريع الخيرية والتى تتم جميعها من خلال جمعية نور الخيرية والتى لها نشاط طوال العام ولكن يتم تكثيفه خلال شهر رمضان. وأشارإلى ان رمضان لا يقتصر على الإفطارات الجماعية فقط وانما هناك أيضًا بعض المشاريع الخاصة بالأيتام والملاجىء لافتا إلى انشاء مشروع اخر لبيع اللحوم باسعار مخفضة فى شهر رمضان فى عدة مناطق فى القاهرة مشيرا إلى أن تلك اللحوم ستباع من خلال منافذ توزيع خاصة. ومن جهته يقول صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الاعلام جامعة القاهرة أن توظيف المناسبات الدينية واستخدامها فى الدعاية السياسية موجود منذ 30 عام لافتا إلى انها تعتبر من الوسائل التقليدية التى يعتمد عليها المرشحون فى حملاتهم الانتخابية ومنها اقامة موائد الرحمن ومنح العطايا واقامة رحلات العمرة وغيرها من الوسائل التى من شأنها ان تحسن الصورة الذهنية وتدعيم الوازع الدينى للمرشح لدى الناخب. وأضاف أن فاعلية تلك الوسائل كانت تعطى نتائج جيدة فيما مضى أما من بعد ثورة 25 يناير فأظن أنها لن تجذب المواطنين أن ما يقلل من فاعلية تلك الوسائل إن الأمر سابقا كان مقصورا على اتجاه سياسى واحد فقط وهو الحزب الوطنى اما الانتخابات القادمة فإن الأمر سيختلف مشيرا إلى الساحة السياسية تشهد تنوعًا فى الاتجاهات ما بين السلفيين والاخوان مع اليساريين والليبراليين وغيرها من الاتجاهات الاخرى التى تجعل المنافسة شديدة. وأشار إلى أن الناخب الآن اتسعت آفاقه بصورة كبيرة عما مضى، مشيرًا إلى أن معظم الناخبين أدركوا أن ال30 جنيهًا التى قد يدفعها المرشح تعود اليه فى صورة ملايين وذلك استنادا إلى الارقام التى تم اكتشافها بعد سقوط النظام السابق. وأكد أن التغيير قادم ولكن من الممكن أن يستلزم ذلك بعض الوقت مشيرا إلى أن تلك الأساليب التقليدية لن تتوافق مع أفكار الشباب المتفتح الذى أثبت أنه قادر على استيعاب لعبة السياسة جيدا. الاعمال بالنيات/U/ وتقول فايزة خاطر أستاذ الفلسفة الإسلامية إن إقامة موائد الرحمن أو نشاطات رمضان بهدف غايات معينة يفقدها الكثير من معانيها مشيرة إلى أن الشرع وضع بعض الشروط التى يجب اتباعها عند إقامة تلك الأنشطة ولعل من أهمها الا يكون هذا الطعام بهدف التفاخر او المباهاة بل يكون بهدف الاقتداء بسنة رسول الله وإدخال السرور على قلب الفقراء. وألا يميز فى مائدته بين الغنى والفقير هذا بالإضافة إلى أن يكون الطعام حلالا فى نفسه اى ليس فيه شيئا من الحرمات التى ذكرت فى الشرع مشيرة إلى ضرورة أن يكون طيبا من جهه مكسبه والا يكون المضيف كسبه من اى جهه حرام وقد أمر الله تعالى بأكل الطيب . كما أشار الرسول إلى أن كل لحم حرام فالنار أولى به وقال أيضًا إن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر اليه. ومن هذه النصوص تقول خاطر إنه من الضرورى ان تكون هناك كيفية للمضيفين عن طريق قانون من اين لك هذا؟ وأن يكون الهدف من تلك الأنشطة سنة رسول الله ولا يقصد منها شراء الفقراء والجوعى لقاء ما يسد جوعهم.