نعيب كنعيب البوم الذى يتشاءم منه العرب، وولولة تدعو إلى الحرب بين أبناء الوطن الواحد. هذا مضمون خطابات العقيد معمر القذافى الأخيرة، ورسائله الصوتية التى يبثها بعد تحرير طرابلس وقبل ذلك مباشرة، خطابات كالتسريبات يرسلها العقيد سريعة خاطفة بينما يختبئ هو، مستحقا بجدارة وصفه السابق للثوار بالجرذان، هذه الرسائل أثارت تساؤلات عن كيف ومن أين يرسل العقيد «الجرذ» خطاباته المحرضة؟! رجل الأعمال العراقى مشعان الجبورى، المقيم بدمشق، وصاحب قناة «الرأى»، التى تبث خطابات العقيد معمر القذافى ونجله سيف الإسلام، كشف فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» عن أن قناة «المقاومة» التى بثت أمس خطاب القذافى، هى عبارة عن محطة فى سيارة بث متنقلة «أوبى فان»، تبث حاليا من طرابلس، وربما تنتقل إلى مدن ليبية أخرى، وتنتقل من مكان لآخر، حتى لا يتمكن أحد من ضبطها، مشيرا إلى «أننا فى قناة (الرأى) قمنا بتدريب كادر العمل الذى يدير هذه القناة».
الجبورى أوضح أنه هو صاحب الفكرة، واستلهمها مستفيدا من خبرته مع قناة «الزوراء» التى كانت المقاومة العراقية تبث من خلالها بياناتها وبرامجها الفضائية، بحيث «استعصت على القوات الأمريكية اكتشافها، وهى فى العراق، على الرغم من الأقمار الصناعية والأجهزة الاستخباراتية المتطورة»، مشيرا إلى أنها لم تتوقف إلا بقرار سياسى من قبل حسنى مبارك، الرئيس المصرى السابق، الذى وجه بإيقاف البث الفضائى من «نايل سات».
وأكد الجبورى أن «خطاب الأخ القذافى تم بثه أول من أمس الخميس من ليبيا مباشرة، من خلال قناة (المقاومة)، وتقنية البث بواسطة هذه السيارة، لا تحتاج إلى استوديو أو تعقيدات، فبمجرد ما يصلهم التسجيل أو من خلال الاتصال الهاتفى يتم بثه مباشرة، وسوف تبث هذه القناة كل خطابات وبرامج المقاومة الليبية»، مشيرا إلى أن «قناة (المقاومة) تبث على قمر (نايل سات)، ولا أدرى إن كان بثها يتم من بيت أو خيمة أو صحراء أو فى قلب طرابلس، ولكنى أعرف أنه من الصعب اكتشافها».
وفى تعليقه حول تسلمه مبلغ 10 ملايين دولار من سيف الإسلام القذافى مقابل الخدمات الإعلامية التى يقدمها لعائلته، قال الجبورى «يشرفنى جدا أن سيف الإسلام هو صديقى منذ 2006، وقد التقيته عدة مرات، واليوم أفخر به كمقاوم وليس مسؤولا ليبيا، وأنا لم أتسلم منه أو من السفارة الليبية فى دمشق، التى لا أعرف عنوانها، أى دولار».