من جديد تستعيد الأجواء سخونتها فى البحرين، فساعات الليل تحولت إلى سجال ومعارك كر وفر بين قوات الأمن والمحتجين المطالبين بالتغيير وإجراء إصلاحات ديمقراطية حقيقية. ورغم أن المناوشات بين الجانبين فشلت حتى الآن فى تشكيل تحد آخر كبير للنظام البحرينى المدعوم من الغرب والولايات المتحدة، بعد أن تمكن، بمساعدة خليجية، من التغلب على الانتفاضة، فإن ثمة مؤشرات مفاجئة على أن الاحتجاجات ربما تضرب حاجز الكتلة الحرجة مجددا فى الجزيرة الاستراتيجية التى يرابض بها الأسطول الأمريكى الخامس. مئات المتظاهرين البحرينيين قاموا أول من أمس (الأربعاء) بأشجع محاولاتهم على مدار شهور لاستعادة السيطرة على ميدان اللؤلؤة الرئيسى وسط العاصمة المنامة، الذى كان بؤرة الحركة الاحتجاجية التى اندلعت فى فبراير الماضى، إلا أن الشرطة أغلقت الطرق المؤدية إلى الميدان وأغرقت الشوارع بقنابل الغاز المسيل للدموع لتجبر المحتجين على التراجع قبل الفجر، ولقى فى هذه الأثناء طفل فى ال14 من العمر مصرعه اختناقا بالغاز. وبعد مرور ساعات قليلة، اجتمع عدد من المشيعين فى قرية سترة الغنية بالنفط، والتى تسكنها غالبية شيعية، لتشييع جثمان فتاة فى ال14 من العمر، يقولون إنها قتلت على يد قوات الشرطة، واندلعت على أثرها اشتباكات بين الشرطة والمحتجين استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس (الخميس). الاحتجاجات تجددت يوم الثلاثاء بعد أن دعا «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» الذى يسهم فى تنظيم مسيرات الاحتجاج إلى مواصلة التظاهر خلال أيام عيد الفطر تحت عنوان «أسبوع العودة للميدان»، فى إشارة إلى دوار اللؤلؤة. كما دعا الائتلاف إلى مسيرات الخميس فى المنامة والمناطق المحيطة تحت شعار «حق العودة إلى الميدان»، وإلى مظاهرة حاشدة الجمعة بعنوان «جمعة تمهيد العودة