يبدو أن السلطات البحرينية تحاول تصوير الوضع في المملكة بالهادئ والمستقر والبعيد عن الاضطرابات، رغم تزايد الاحتجاجات الشعبية هناك، ومن ضمن وسائل النظام لتحقيق هذا الأمر، إجراء سباق الجائزة الكبرى للسيارات «فورميولا1»، كما لو كانت المنامة تقول للعالم نحن بلد هادئ أكثر ما يشغل مواطنوه الرياضة والتنافس بين اللاعبين. فبالأمس انطلقت التجارب الحرة لسباق فورميولا1، وأعلنت الحكومة البحرينية أنها تأمل في تحقيق النجاح بتلك البطولة، لكن المحتجين هناك توعدوا بتنظيم 3 أيام من الغضب تحت شعار لا لفورمولا الدم، احتجاجا على إقامة السباق، فيما اندلعت احتجاجات في القرى المحيطة بالعاصمة بعيدا عن الحلبة الدولية التي تستضيف البطولة، وهو ما واجهته الشرطة البحرينية بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين. الأكثر من ذلك وما يثير المخاوف بشأن قدرة السلطات البحرينية على تأمين السباق والفرق المشاركة، هو تعرض فريق «فورس إنديا» لإلقاء قنبلة حارقة عليه؛ حيث أعلنت حلبة البحرين الدولية في بيان لها إن 4 أفراد من الفريق – الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له- كانوا في طريقهم بين الحلبة وفندقهم في المنامة عندما وقع حادث فردي يتعلق ببضعة متظاهرين مخالفين للقانون تصرفوا بعنف تجاه قوات الشرطة، موضحة أن قنبلة حارقة ألقيت بالقرب من مركبة أفراد الفريق. «الشعب يريد إسقاط النظام» كان رد المتظاهرين على السلطات، رافعين صورا للناشط المعتقل عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام منذ 8 من فبراير، كما انتقدت مجموعات حقوق الإنسان إجراء السباق في خضم الأزمة السياسية بالمملكة؛ حيث تشتكي الأكثرية الشيعية من السكان من التعرض للتمييز من قبل السلطات الحاكمة. وفي سياق متصل، أكدت السلطات البحرينية أن عضوين في فريق فورس إنديا غادرا البحرين عقب حادث وقع مساء الأربعاء، عندما علقت السيارة التي استأجراها في الازدحام المروري وانفجرت قنبلة حارقة بالقرب منهما. ويأتي قرار الفريق الهندي بعد أيام من إعلان فريق بورش الانسحاب من المشاركة في سباقات المساندة لسباق جائزة البحرين الكبرى، وهو سباق الجولة الافتتاحية لبطولة بورش موبيل1 سوبر كاب المقامة في البحرين. وجاء في بيان للفريق أن الانسحاب جاء نتيجة الاضطرابات الأمنية في البحرين ومخاوف من عدم ضمان السلامة. وتعلق المملكة أهمية كبرى على السباق ضمن سعيها للتأكيد على استقرار الأوضاع بعد أشهر من الاضطرابات. ودعا ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قبل أيام إلى عدم استغلال السباق لأي أغراض سياسية.