فى ظل الحديث الدائم داخل دول الربيع العربى عن التدخل الأجنبى واستغلال المخابرات الأجنبية المراحل الانتقالية فى هذه البلاد لصالحهم، صرح مايكل شوير، الرئيس السابق لوحدة تعقب أسامة بن لادن فى ال«سى آى إيه» جهاز المخابرات الأمريكى، بأن الربيع العربى تسبب فى «كارثة مخابراتية» للولايات المتحدة وبريطانيا، وعدة دول أوروبية. شوير برر حديثه بأن المساعدات التى كانت تقدمها لهم أجهزة المخابرات فى مصر وتونس، خصوصا فى ليبيا ولبنان «جفت تماما» وفى تقديره فإن هذا يرجع إلى شعور بالضيق تجاه الحكومات الغربية «لأنها طعنت الرؤساء المخلوعين فى ظهورهم» أو لأن الذين عملوا لحساب الحكومات الغربية توقفوا عن ذلك «خوفا من السجن أو مصير أسوأ». وفى تصريحاته التى أدلى بها فى مهرجان «إدنبره الدولى للكتاب» ونقلتها جريدة «الجارديان» البريطانية، أكد شوير أن كم العمل الذى انتقل اليوم إلى أجهزة بريطانيا والولاياتالمتحدة يعد «ضخما» وهو ما يجعلهم «غير قادرين على متابعة ما يحدث بين المسلحين». ولذا فهو يدعو إلى استعادة ال«سى آى إيه» العمل بنظام «تسليم المتهمين» الذى كان يهدف -بالتعاون بين أمريكا ودول مختلفة- إلى ترحيل المتهمين أو المشتبه بهم خارج بلادهم ليحاكموا قضائيا فى دولة ثالثة غير دولتهم أو الولاياتالمتحدة. ذلك النظام الذى أصبح أكثر شدة فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، كان يعمل على اختطاف المشتبه بهم، كجزء من الحرب على الإرهاب، لكنهم لا يمثلون أمام القضاء، بل كان يتم التحقيق معهم من قبل جهات المخابرات، وقد يتعرضون للتعذيب. وسجن «جوانتانامو» كان من بين أهم الأماكن التى استخدمت لهذا الغرض، لكن باراك أوباما وعد بوقف هذا النظام عند وصوله للحكم، واليوم يدعو شوير للعودة إليه مجددا، لأن ذلك سيسمح للولايات المتحدة ب«رصد المسلحين» فى ظل عدم تقديم المحبوسين حاليا أى معلومات جديدة، وحسب تصريحه فليس هناك عنه بديل.