نور وظلام، ليل ونهار، يشهدان فى كل يوم على نظام يقدم دماء شعبه قربانا للأسد الحافظ لعرينه. وثوار أعلنوا بوضوح إصرارهم على العيش بكرامة أو نيل الشهادة، مستنكرين تراخى إخوانهم العرب عن نجدتهم، فقرروا الخروج فى ختام أسبوع دموى ثائر، جاعلين عنوان جمعتهم اليوم «صمتكم يقتلنا»، بحسب دعوة نشطاء الثورة فى صفحتهم على «فيسبوك». تأتى هذه الجمعة فى تبعات تحركات ممنهجة لنظام الأسد شملت عديدا من المدن السورية، بما فيها العاصمة دمشق التى شهدت حملة اعتقالات واسعة، كما أسقط رصاص الأمن أول من أمس بمدينة كناكر غرب دمشق 13 قتيلا مدنيا بينهم 3 أطفال، بينما وصلت دبابات الأسد أمس لمشارف اللاذقية حيث سُمع دوى انفجارات وإطلاق نار كثيف بها وسط استمرار حصار الأمن لحمص وبعض المدن، وفقا لما ذكره ناشطون سوريون. فى المقابل، تواصلت هتافات الثوار ليل نهار فى مختلف المدن السورية، مطالبة بإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة. بعد احتجاجات نهارية واسعة فى العاصمة دمشق وريفها وحماة والبوكمال ودير الزور.. وفى الفضاء الإلكترونى، دعا ناشطون سوريون لسحب أموالهم من المصارف السورية فى بيان موقع من «شباب الثورة السورية» تم نشره عبر «فيسبوك» لاستنزاف النظام اقتصاديا. فى ظل الحرب المستعرة بين أسد جائر وشعب مناضل، جاء التعليق الأمريكى على آخر المستجدات السورية على لسان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفرى فيلتمان، الذى قال إن التغيير آت لا محالة فى سوريا، وإن الأسد أشعل -عن عمد- أعمال عنف ذات نزعة عنصرية لتعزيز احتكاره للسلطة، كما قارن فيلتمان بين الأسد والرئيس المخلوع مبارك، موضحا أن الفرق بين الوضع فى سوريا ومصر هو وجود علاقة «استراتيجية» ربطت أمريكا بمبارك لمدة 30 عاما مما سهل تجاوبه مع نصائح واشنطن له بالتنحى، بينما لا توجد مثل هذه العلاقة الطويلة مع الأسد السورى. وبخصوص نفس الشأن لكن فى اتجاه معاكس وعبر شريط فيديو أذيع على الإنترنت، حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى المتظاهرين السوريين على توجيه احتجاجهم أيضا إلى واشنطن وإسرائيل، منددا بالولايات المتحدة باعتبارها غير مخلصة فى إظهار التضامن معهم، واتهم واشنطن بأنها تعاونت مع الأسد الذى وصفه ب«حارس حدود إسرائيل» طوال عهده