المخرج أحمد عبد الحميد يجلس لدقائق معدودة اقتنصها فى وقت راحته الضئيل جدا يفكر ويختار أى مشهد سيحذف هذه المرة.. الأمر يبدو قاسيا تماما، فمخرج «خاتم سليمان» مفتون بحوار العمل الذى كتبه محمد الحناوى فى أولى تجاربه ولا يدرى كيف سيحذف ما خطته يداه كى ينجح فى هزيمة الوقت الذى دخل معاه فى سباق شديد السخونة حتى إنه تقريبا يصور مشاهد مسلسله على الهواء مباشرة، لكنه أخيرا يتخذ القرار وبموافقة الجميع سيختصر الحوار إلى ربعه أو ثلثه بحيث يؤدى المعنى فى أقل عدد من الدقائق.. هذه المرة ليس مقص الرقيب.. ولا المحطات التى تعرض مسلسلات رمضان.. ولكنهم صناع العمل أنفسهم الذين لجؤوا إلى حذف بعض مشاهد مسلسلاتهم نتيجة لضغط الوقت، وهى فى الحقيقة حيلة جديدة يبتكرها صناع مسلسلات هذا الموسم بعدما أصبحت موضة الاستعانة باثنين من المخرجين أمرا شائعا بين صناع مسلسلات رمضان. هذا العام هناك اضطرار إلى الاستغناء عن عدد من المشاهد، ويحاول صناع هذه الأعمال عدم الإخلال بالبناء الدرامى عند اتخاذهم قرارا بالحذف، وإن نجحوا فى هذا فإنهم يواجهون تحديا هو تقديم تلك المشاهد بجودة عالية مثل ما يحدث فى المسلسلات التى يتم تصويرها فى هدوء وبعيدا عن صراعات الزمن الذى لا يزال يلاحق أيضا صناع مسلسل «الريان»، وهو ما اضطر مخرجته شيرين عادل أيضا وبحسب مصادر داخل العمل إلى الاستغناء عن بعض المشاهد التى وجدت أن حذفها لن يخل بحبكة المسلسل، وقبلها فعلها وليد عبد العال مخرج مسلسل «لحظة ميلاد» الذى انتهى مؤخرا من تصوير مشاهد المسلسل بعد اضطراره إلى حذف 70 مشهدا منه دفعة واحدة، كما حذف محمد سامى مخرج «آدم» مجموعة من المشاهد، أيضا المخرج وليد بعد العال اختصر الطريق من البداية وذلك بعدما تأخرت تصريحات التصوير فى مستشفى سرطان الأطفال الذى كان يفترض أن يصور به بعض اللقطات الأخيرة بالمسلسل الذى تشارك فى بطولته نيكول سابا، لكنه اختصارا للوقت لم ينتظر التصريحات واستغنى عن تلك المشاهد، واكتفى بالانتهاء من تصوير المسلسل قبل انتهاء شهر رمضان بعشرة أيام كى لا ينضم إلى قائمة المخرجين المرتبكين الذين يحاولون لملمة المشاهد من هنا وهناك للخروج من مأزق ضيق الوقت