«أبناء آخر زمن» هذا هو الوصف الذي ينطبق على طالب بحلوان تجرد من كل مشاعر الانسانية وسيطر الشيطان على أفكاره، وقرر أن يقتل والده؛ بسبب قيامه بضربه وسبه أمام أصدقائه وتكرار طرده من المنزل. حيث إستأجر مجموعة من البلطجية وأعطاهم 60 ألف جنية مقابل قيامهم بقتله. ومع أن البلطجية نفذوا الجريمة ولكن عدالة السماء أبت أن تتركهم طلقاء دون عقاب فوقعوا في قبضة رجال الشرطة، وإعترفوا على الإبن الذي كان قد سبقهم وأبلغ عن إكتشافه مقتل والده ليبعد الشبهات عنه، وتم القبض عليه وأحيلوا جميعا إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. بدموع التماسيح توجه «مدحت كمال» 22 سنة، طالب، إلى المقدم حازم سعيد عبد السلام رئيس مباحث قسم شرطة حلوان ببلاغ أكد فيه إكتشافه مقتل والده، 55 سنة، موظف سابق ببنك مصر. وإنتقل النقيب إسلام الدالي ضابط المباحث إلى موقع الحادث وتبين من المعاينة وجود الجثة ملقاه على ظهرها على سرير حجرة النوم، وموثقة اليدين. وتبين أن المجني عليه تعرض للخنق والطعن، فيما كشفت المعاينة الأولية سلامة منافذ الشقة، وتم إخطار اللواء محسن مراد مساعد أول الوزير لقطاع أمن القاهرة، فأمر بسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وضع خطة بحث للقبض على المتهمين وأشرف على تنفيذها، حيث تم التوصل إلى أن وراء إرتكاب الواقعة كل من «يعقوب .ع» 22 سنة، عامل، و«عادل .م» 22 سنة، سائق، وتم ضبط المتهمين الذين أكدوا أن نجل المجني عليه اتفق معهما على إعطائهما 60 ألف جنيه منذ شهر للتخلص من والده لسوء معاملته له وتكرار طرده من المسكن لسوء سلوكه. ويوم الحادث قام المتهم الأول بالتوجه إلى منزل المجني عليه حيث قام نجله بفتح الباب لهم، فتوجها إلى غرفة المجني عليه وقيدوه، فيما قام نجله بإحضار مسدس صوت من إحدى الغرف، وإعطاه للمتهمين لتهشيم رأس والده الذي لفظ انفاسه الأخيرة، ثم قام بربط عنقه بكيس مخدة للتأكد من وفاته. وبعد إعتراف المتهمين تم القبض على نجل المجني عليه وبمواجهته أعترف بارتكابه الواقعة بسبب سوء معاملة والده له وطرده المتكرر من المنزل وارشد عن مسدس الصوت المستخدمة في الجريمة والأسلحة البيضاء وبعرضهم على النيابة، أمرت بحبسهم أربعة ايام على ذمة التحقيقات.