«لو عايز تشوف ابنك تانى حضر لنا نصف مليون جنيه.. وهنتصل بيك تانى، نحددلك مكان تسليمه». اخترقت هذه الكلمات أذن رجل الأعمال الفلسطينى، الذى ظن فى البداية أنه مقلب سخيف من أحد الأشخاص، لكن المكالمة كانت من الهاتف الشخصى لابنه، فتوجه على الفور إلى قسم شرطة الأزبكية ليقدم بلاغا عن اختفائه. العقيد محمد مدكور، مأمور قسم شرطة الأزبيكة، تلقى بلاغا من حلمى.م، فلسطينى الجنسية صاحب شركة التلبانى لقطع غيار السيارات، بتلقيه اتصالا هاتفيا من مجهول باختطاف ابنه يوسف، وطلب فدية نصف مليون جنيه لاستعادته. وبإخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة، أمر بتشكيل فريق من رجال البحث الجنائى لسرعة ضبط المتهمين. أشرف عليه اللواء أسامة الصغير مدير الإدراة العامة لمباحث القاهرة، وبالاتفاق مع والد المجنى عليه تم إيهام المختطفين بموافقته بشرط تخفيض المبلغ إلى 150 ألف جنيه حتى يشعرهم بالجدية فى الدفع، وأنه لم يجر اتصالا بالشرطة، تم رصد أماكن المتهمين من خلال تتبع الهاتف المحمول وتبين أن وراء الحادثة عامل مقيم بمنطقة الساحل يدعى محمد.ع، وشقيقه صبرى مقيم بالقناطر. حدد المتهمون مكان التسليم أمام أحد المزلقانات بمحافظة القليوبية، إلا أنهم فوجئوا بوالد المجنى عليه يعتذر عن عدم الحضور بنفسه لمروره بأزمة صحية تحول دون حضوره وذلك بعد الاتفاق مع رجال المباحث، الذين أجروا الاتصال بالمتهمين بديلا عن والد المجنى عليه، ليقوموا بمهمة تسليم المبلغ، مما دفعهم إلى تحديد مكان آخر بالطريق الدائرى بمنطقة المرج، حيث حضر المتهمان داخل سيارة يقودها أحد الأشخاص وبصحبتهم ابن التاجر، وما إن تسلموا المبلغ حتى شعروا برجال المباحث ففروا هاربين وتمت مطاردتهم وألقى القبض عليهما، بينما فر السائق تاركا السيارة وحقيبة النقود. وبمواجهتهما اعترف المتهم الأول بأنه خطط لاختطاف المجنى عليه، الذى كانت تربطه به صلة صداقة، بعد مروره بضائقة مالية لمعرفته بثراء والده، حيث كان يعمل بمحل قطع غيار سيارات قريب منهم منذ فترة، ويوم الحادثة دعاه إلى تدخين سيجارة كعادتهم، وفجأة حضر شخص يدعى محمد الجزار، وأجبراه على ركوب سيارة أجرة تحت تهديد السلاح وعندما علم السائق فى الطريق بمخططهم أنزلهم من السيارة بمنطقة زراعية بطريق القناطر، ورفض استكمال السير بينما قام الاثنان باصطحابه إلى شقة شقيق الأول، حيث تم احتجازه بشقة القناطر.