حذر المستشار هشام البسطويسي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ونائب رئيس محكمة النقض، من قيام الجيش بانقلاب عسكري إذا واصل الإسلاميون محاولاتهم الانفراد بالسلطة، والسيطرة على البرلمان والحكومة ومقعد الرئاسة معا. وقال البسطويسي للإعلامي طارق الشامي في برنامج «حوار القاهرة» الذي أذيع قبل قليل على قناة «الحرة» : إن هناك عدة احتمالات وخيارات أمام الجيش منها الانقلاب العسكري الذي يعد أسوأها لكنه يظل واردا وسوف يؤيد الشعب هذا الانقلاب ويرحب به وقتها مشيرا إلى أن قطاعا من الشعب بدأ يفقد ثقته في الإسلاميين، خاصة وأنهم لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة إدارة ملفات المواطن العادي. وأوضح البسطويسي الذي أكد ترشحه رسميا خلال أيام لانتخابات الرئاسة كمرشح لحزب التجمع، أن الإسلاميين يفتقدون لرؤية إستراتيجية واضحة المعالم للتعامل مع بعض الملفات فضلا عن دور مصر في المنطقة العربية وعلاقة مصر بإيران على سبيل المثال، وكيف تحافظ مصر على مصالحها المائية. ولفت إلى أن الإسلاميين يخالفون القواعد الدستورية ويحاولون السيطرة، وضرب مثلا بإصرارهم على استحواذ البرلمان على نسبة ال 50% من لجنة صياغة الدستور رغم البرلمان ليست مهمته صياغة الدستور ومهمته فقط مراقبة الحكومة وربما تشكيلها وليس وضع دستور. واعتبر البسطويسي أن ترشيح عمر سليمان نائب الرئيس السابق في نهاية عهد مبارك، جاء للرد على تهديد جماعة الإخوان المسلمين ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة للرئاسة، مؤكدا أن سليمان غير جاد في هذه الخطوة وإنما الأمر مجرد رد على ضغط جماعة الإخوان ترشيح أحد قياداتها، وقال : «لا توجد رؤية إستراتيجية لترشيح «الشاطر» وإنما هى مجرد خطوة تكتيكية». واستبعد البسطويسي أن يكون هناك توافق بين التيارات الاسلامية على مرشح إسلامي، لأن كل المرشحين الإسلاميين يظنون أن فرص فوزهم أكبر من منافسيهم ولذلك لن يتنازلوا، منتقدا هؤلاء المرشحين بأنهم يفتقدون أي رؤية إستراتيجية للأوضاع داخليا وخارجيا ولو لمدة عام، وحذر البسطاويسي من أن أي حكم على أساس ديني في مصر يعرضنا للخطر خاصة وأننا قد نفقد العلاقات مع الدول الإفريقية المسيحية مثل أثيوبيا، مستشهدا بالأزمات التي جرت بين إثيوبيا والسودان بسبب ما وصفه بالتمييز ضد غير المسلمين من قبل حكومة السودان الإسلامية. وانتقد تجربة الإخوان في مصر منذ قيام الثورة وحتى الآن وقال: «كان يجب على الإخوان أن يستفيدوا من التجربة الإسلامية في تونس وبخاصة راشد الغنوشي وتعاطيه مع الأحداث والتيارات ورؤيته التي كانت سببا في تماسك تونس بالشكل الذي نراه الآن ، فالغنوشي كان لديه الوعي الكامل بالتغيير الاستراتيجي وهو بلا شك يختلف عما يحدث في مصر الآن». ووصف الهجمة التي تعرضت لها منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالمقصودة في هذا التوقيت حتى لا يسمح لهذه المنظمات بمراقبة الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن بعضها ممن لم يوجه له اتهام يخشى الآن أن يراقب الانتخابات فيناله ما نال غيره من المنظمات الأخرى، وقال «الهدف كان واضحا منذ اللحظة الأولى ويتمثل في تقليص دور هذه المنظمات في مراقبة الانتخابات من خلال افتعال أزمة معها وبالتالي احتمال تزوير الانتخابات وارد بنسبة كبيرة خاصة وأننا لنا تجارب كثيرة وسابقة وحتى الآن لم تعرض ضمانات حقيقية لنزاهة أهم انتخابات في مصر كلها». وأضاف البسطاويسي أن ترشحه في هذه الانتخابات هو أفضل طريقة لمكافحة التزوير وفضحه، موضحا أن برنامجه يتوافق تماما مع برنامج حزب التجمع عبر الاهتمام بالطبقات المتوسطة والفقيرة. وعن أسباب عدم جمع توكيلات شعبية، قال «وجدت صعوبة في جمع توكيلات شعبية لوجود تعقيدات في ذلك فهناك مبالغ كثيرة تدفع فضلا عن كونها تستغرق جهدا كبيرا من أعضاء الحملة ولذلك استقر الأمر على توظيف هذا الجهد في التواصل مع الشارع الذي يبدأه مع بدء الحملة الانتخابية رسميا» وحول العلاقات مع أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية قال إن مصلحة الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوربي هو أن تكون هناك ديمقراطية وتنمية في هذه المنطقة حتى تنتهي الهجرة من جنوب المتوسط والتي كادت أن تغير في تركيبة السكان في أوروبا بسبب عدم وجود توزيع عادل للثروة وسوء إدارتها، فضلا عن احتياج هذه الدول إلى تصريف منتجاتها في السوق العربية ما يحتاج إلى وجود قوى شرائية وتنمية على قاعدة واسعة.