كلاهما كان هادئا ومطمئنا.. الأول استقبل خبر فوزه بأن حمد الله على أن نتيجة مجهوده وتعبه كانت التوفيق، والحلو اعتبر فوز إيمان البحر درويش بمقعد نقيب الموسيقيين كأنه فوز شخصى له.. ثم تعانقا بحرارة ووقفا على خشبة المسرح العائم وقت إعلان نتيجة جولة الإعادة فى انتخابات نقابة الموسيقيين مساء أول من أمس الثلاثاء، وتعهدا باستكمال المسيرة. محمد الحلو وإيمان البحر درويش «ينتميان إلى جيل الوسط الغنائى»، تنافسا بشراسة على مقعد نقيب الموسيقيين، ورغم ذلك يؤكدان أن صداقتهما ازدادت عمقا، فبعد أن حصل درويش على 1219 صوتا مقابل 679 حصل عليها الحلو فى جولة الإعادة أثبت الحلو صاحب «يابوى يا مصر، والأولة» أنه حلو الروح أيضا، حيث توجه إلى درويش مباركا له على فوزه وقال ل«التحرير» إنه بمجرد إعلان النتيجة نسى تماما أنه كان منافسا لدرويش، مشيرا إلى أن نجاح أحدهما لا يفرق عن نجاح الآخر، وذلك لثقته فى أن إيمان البحر درويش سيعمل لصالح النقابة بعد كل ما تعرضت له فى السنوات الأخيرة من فساد وإهمال، بحسب تعبيره. كذلك تعهد الحلو بأنه لن يبخل على درويش بأى اقتراح للنهوض بالنقابة، وسيجلس معه فى أقرب فرصة ليعرض عليه الخطة التى كان ينوى تنفيذها فى حال نجاحه، حتى يستفيد منها فى مشروعه لتحسين أوضاع الموسيقيين. استقبل حفيد سيد درويش كلمات زميله، منافس الأمس، بابتسامة وامتنان والتقط طرف الحديث ليؤكد أن صداقتهما لم ولن تتأثر بمثل هذه المنافسات، خصوصا أنها منافسة على عمل تطوعى من أجل الارتقاء بالنقابة، لذلك فإنه، كما قال، سيستعين بالحلو ويناقشه فى كيفية النهوض بالنقابة، لأن المهمة صعبة، حسب قوله، وتحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل حل جميع المشكلات العالقة بالنقابة، خصوصا توفير الرعاية الصحية والدعم المالى للأعضاء، وهى أمور يرى النقيب الجديد أنها أهملت تماما فى الفترة السابقة، كما أنه يسعى إلى إنشاء ناد ترفيهى خاص بنقابة الموسيقيين أسوة بجميع النقابات الأخرى.