هو حالة ومثال لأى شخص عربى.. كانت تلك الكلمات هى التى كتبها وائل غنيم المدير الإقليمى للتسويق بشركة جوجل فى الشرق الأوسط على حسابه الشخصى تعليقا على نبأ استقالة ستيف جوبز من إدارة شركة «آبل» التى أسسها. وأعلن جوبز 56 عاما، فى بيان صحفى استقالته من منصبه فى إدارة الشركة وتعيين رئيس العمليات تيم كوك مكانه، بعدما تأكد من إصابته بنوع نادر من سرطان البنكرياس. غنيم يقصد من كلماته هو أن جوبز -ذو الأصول السورية- يجب أن يكون مثالا وقدوة لكل الشباب العرب كى يصلوا إلى قمة تكنولوجيا المعلومات فى العالم.
فجوبز هو مثال للإصرار فى الحياة.. رغم أنه ولد لأب سورى هو عبد الفتاح جندلى ابن مدينة حمص فإن أسرته اضطرت لعرضه للتبنى لأسرة أمريكية، وهو نفس الأمر الذى تكرر مع شقيقته منى سيمبسون التى باتت أيضا روائية شهيرة.
«ابن حمص» كان يضطر للعمل فى الإجازة الصيفية حتى يجمع تكاليف دراسته فى فصل الشتاء، التى يسعى فيها لإشباع شغفه الكبير بالتكنولوجيا، وجعلت عبقريته شركة «آبل» أغلى شركة فى العالم، حيث تبلغ قيمتها السوقية نحو 346 مليار دولار متفوقة على شركات النفط والطاقة العملاقة، فهو واحد من أعظم المبتكرين فى تاريخ الرأسمالية الحديثة على حد قول صحيفة نيويورك تايمز ف«التفاحة المقضومة» رمز شركة آبل باتت شعارا يعبر عن التميز فى مجال المعلومات.
لكن الحرمان المادى كان مفتاح تحولات أخرى قد يراها كثيرون سلبية فى حياة جوبز، فعرضه للتبنى اجتث من داخله الجذور العربية، وزرع مكانها الشخصية الأمريكية العملية باردة المشاعر، فالمجازر التى تعرض لها السوريون مؤخرا على يد الأسد لم تدفع رجل الأعمال الأمريكى لأن يدلى ولو بتصريح واحد يخص أصوله العربية أو يذكر فيه أهله فى حمص وقت أزمتهم.