سائق التاكسى سيفتح الحديث ويقول لك «يعنى عاجبك اللى حصل فى البلد؟ هو نفسه الذى كان يدفع الرشوة والإتاوة للبيه الظابط وبعد الثورة أصبح يعامل باحترام. الحلاق سيمسك ودانك شاتما بتوع التحرير مع أنه بعد الثورة خرج ببيت أمه ثلاثة أمتار خارج الشارع لتصبح المساكن الشعبية والبلوكات ناطحات سحاب. الموظف الذى لن يرضى بظلم مديره وسيعتصم ضده ليأخذ حقه والمئات الذين تقابلهم فتكتشف أن البلد كلها بتشتغل فى السياحة والفنانين الذين يرون أن حالهم وقف رغم أجورهم التى هى بالملايين وحزب «آسفين يا ريس» الذين أكلوا الخضراوات المروية بمية المجارى لكنهم يرفضون إهانة زعيم الأمة الذى زرع بذرة العبودية بداخلهم فراحوا يسقونها بأنفسهم وراحوا يضربون أهالى الشهداء فى محاكمات السفاح... كل هؤلاء يكرهون الثورة التى يخرج للحديث عنها وجوه محفوظة تضر الثورة أكثر ما تنفعها ويتفرغ أغلب رموزها لمعارك الدستور والوثيقة وخناقات الإسلاميين والليبراليين ويعجزون عن القيام بمبادرة واحدة للم زبالة مصر التى أصبحت أكثر من سكانها أو معاونة الفقراء، وبناء البلد بدلا من أن تبنيها «بيبسى» و«مصر الخير» بفلوس تبرعات الآخرين. أنا محبط من كم المبادرات التى سمعنا عنها بعد الثورة من دعاة ورجال أعمال ورموز مجتمع واتضح أنها طق حنك وغرغرة سياسية ليس أكثر.