فى كل بلد من بلاد العالم سلبيات وإيجابيات فى الإعلام. وفى كل محطة إعلامية أيضا مساوئ وعيوب، ولكن إذا اتفقت السلبيات فى كل المحطات والوسائل، فإن هذا دليل على الكارثة. النفاق الإعلامى، أو سياسة التضليل الإعلامى المعتمدة على النفاق والكذب هى أكبر سمة تجمع عديدا من البرامج والمحطات الرياضية التى تتناول المواضيع من منطق التهويل. ولأول مرة أسمع عن جائزة الحصان الأسود فى حياتى، وكأن «الفيفا» ترك جوائزه المعتمدة، ولجأ إلى جوائز الحصان الأبيض والأصفر والأزرق! يتحدث بعض السادة الموقرين فى برامجهم وقنواتهم عن أن منتخب مصر للشباب نال لقب الحصان الأسود للبطولة، ونسوا أن هناك فرقا جاءت من أسفل الترتيب والأعداد لتصعد إلى مراتب عليا استحقت عليها بالفعل لقب الحصان الجامح لا الأسود فحسب. ماذا نقول عن منتخب مبهر ومنظم اسمه المكسيك؟! وبماذا سيفيض اللسان عند الحديث عن عريق آخر اسمه فرنسا؟! أو ماذا سيخسر البعض إن ذكر أن البرتغال كانت هى الند القوى لكل كبار تلك البطولة؟! ولكن أتدرون أين الكارثة؟! الكارثة تكمن فى شخصية نجسدها لفريق لا أنكر أنه كان متميزا فى ظروف كثيرة ولم يظهر فى وقت المحن، فنجسده بأنه ظُلم وبُخس حقه، إلى آخر الحديث عن المبررات والحجج الواهية التى لخصناها فى فبركة الكلام، وكله على قفا النت والتصريحات، ومنتخب الشباب القومى هو الحصان الأسود! القصة مختلفة يا حضرات، والحسبة لا تصعب على أحد أن يحللها، ولكن أن يكون النفاق مفتاح الكذب على من لا يتابع ويجد متعته فى وقت الرياضة أمام التليفزيون، فذلك هو مكمن القضية التى نسميها دائما بقضية الانحدار البيانى المرتفع نحو النفاق والكذب، للأسف. فى مذكرة خيالى فيلم العبقرى فؤاد المهندس «أخلاق للبيع» وهو يتقمص أدوارا غير أدواره بالمرة سواء بطلا أو شهما أو فارسا، ولكن يظهر فى النهاية بحقيقته أنه هرب من الحياة لأن جميع أدوارها عبرت عن كلمة واحدة، هى النفاق! فى أغلب تصريحاتنا نجامل، وفى كل عباراتنا نكابر عن أخطاء. يا حضرات إلى متى سنظل نتبع طريقة النفاق الإعلامى فى حياتنا؟! أم أن النفاق أصبح كثيرا فبتنا ندلل عليه حتى نبيعه؟!