«العدوالخارجي يتربص بنا فعلينا ألا نهتم بمشاكلنا الداخلية» ، هذه هى القاعدة التي يطبقها الكثير من مسئولى تل أبيب طوال عقود لإبعاد أنظار الإسرائيليين عن قضايا الفساد وارتفاع معدلات البطالة وتزايد نسب الفقر ، الآن يأتي الدور على حركة حزب الله اللبنانية لتشن عليها تل أبيب حملة إعلامية شرسة تبعد بها الانظار عن تهم الفساد والفضائح الجنسية لنتنياهو . بالأمس زعم «رون بروسور» مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ،في كلمة ألقاها بمجلس الأمن أن «حزب الله» يعزز من نشاطه في غرب أفريقيا، من خلال علاقاته بمنظمات الجريمة المحلية هناك، مضيفا أن تل أبيب يمكنها المشاركة في ما أسماه «الحرب العالمية على انتشار الإرهاب في غرب أفريقيا بالتعاون مع منظمات مكافحة الجريمة هناك» . بات النواب العرب بالكنيست جزء من حملة إسرائيل على حزب الله ،حيث اتهم «أفيجدور ليبرمان» وزير خارجية تل أبيب عدداً من البرلمانيين العرب بتحويل أحزابهم إلى منابر للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله، بعد دفاعهم عن الأسير المضرب عن الطعام «خضر عدنان» والذي علق إضرابه أمس الأول بعدما أجبر سلطات الاحتلال بالموافقة على الإفراج عنه. وهو ما ردت عليه النائبة «حنين زعبى» النائبة العربية بالكنيست بقولها إن تصريحات ليبرمان تؤكد عنصرية إسرائيل ومحاولة إجهاضها دور النواب العرب النضالى ، وأشارت أنها ستتقدم هى والنواب العرب باستجواب للكنيست ضد وزير الخارجية . لكن ما الدافع وراء الحملة؟ وما هي الفضائح التي تحاول تل أبيب إبعاد الانظار عنها؟ .. الإجابة تكمن في مكتب «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء نفسه ،والذي شهد أمس استقالة ثاني مسئول كبير به وهو « يوعاز هاندل» المستشار الإعلامي للمكتب، وذلك على خلفية اتهامات له بالفساد وفقاً لصحيفة معاريف العبرية، وهي الاستقالة التي تأتي بعد أيام قليلة من أخرى تقدم بها «نتان إيشل» مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد تورطه في قضايا وفضائح جنسية. “مكتب نتنياهو يتفكك”، كان هذا هو وصف صحيفة «يديعوت أحرونوت »الإسرائيلية لما يحدث، موضحة أن الأمر قد يجلب موجة احتجاجات جديدة ضد رئيس الحكومة الذى لم ينجح حتى الآن هو وإدارته في حل العديد من المشاكل الاقتصادية، ولهذا لا يكون من المستغرب أن تقوم نفس الحكومة بمحاولة توجيه الأنظار بعيداً عنها ،كي لا تجد المظاهرات والإضرابات العمالية قد عادت مرة أخرى بعد توقفها منذ فترة.