فلسطين التى نراها فى نشرات الأخبار تختلف عن تلك التى شاهدتها فى الفيلم الوثائقى «السباقات» فيلم افتتاح مهرجان أجيال السينمائى بالدوحة، فى نشرات الأخبار صراعات فتح وحماس وحصار المسجد الأقصى والجدار العازل، وراء هذا الجدار من يبحث عن الحياة، من يدرك أن مقاومة الاحتلال يجب أن تستمر بكل السبل الممكنة، فى رام الله وجنين وغيرها من مدن الضفة انطلق أول فريق فلسطينى نسائى لسباقات السيارات، الوطن الذى يعانى من الحواجز الأمنية لم ييأس واقتحم رياضة من المفترض أن مهمة لاعبها تخطى الحواجز، ظهرت سباقات السيارات حسب فيلم المخرج أمبر فارس قبل 10 سنوات، ولها اتحاد متخصص فى تنظيمها، لكن اللافت قرار فتيات فلسطينيات خوض تلك السباقات وتمثيل فلسطين عربيا ودوليا. مرح ومنى وبيتى ونور وميسون هن بطلات «السباقات» على الأرض وعلى الشاشة، كاميرا أمبر فارس نقلت تفاصيل يوميات الفتيات الخمس، كيف دخلن اللعبة، كيف بحثن عن ساحات للتدريب، سخرية كثيرين منهن لم تؤد للاستسلام، من يرِد أن يقاوم جيش الاحتلال ويتمسك بأرضه فلن يستسلم فى لعبة حتى لو كانت خطرة مثل سباقات السيارات، والمقصود بها فى الفيلم التحكم فى سرعة السيارات داخل ممرات ضيقة وملتوية وفى مساحة محدودة، لأنه من المستحيل طبعًا أن نتصور سباقًا لمسافات طويلة وإلا فسوف يكون على كل متسابق أن يتوقف عند كل حاجز لإظهار الهوية. ساعدت فارس كثيرًا حيوية وصراحة الفتيات وتجاوب كل المشاركين مع الكاميرا، الفضفضة التى تخفى وراءها إصرارًا على توثيق ما يجرى خلف الجدار ولا تصوره نشرات الأخبار. مشهدان لافتان فى الفيلم يجدر الإشارة إليهما، الأول عندما حاولت بيتى ونور التدريب قرب حاجز إسرائيلى فتم إطلاق النار صوبهما، رغم كونهما فتاتين، وإحداهما تبدو أجنبية، لكن بما أنهما من الجانب الفلسطينى فهما من الأعداء، حيث لا يميز الصهيونى بين الفلسطينيين كما نفعل نحن. المشهد الثانى كان قراءة تعليقات القراء عبر المواقع الإلكترونية على إنجاز إحدى الفتيات، نفس نغمة الإحباط التى يجيدها المعلقون العرب فى كل مكان، أحدهم طالبها بأن توفر طاقتها لدحر الاحتلال وآخر سألها: كم جزءًا تحفظ من القرآن؟