يجلس صاحب الكرامة النصاب «أحمد زكى» أمام وكيل النيابة فى واحدة من روائع محمود أبو زيد «البيضة والحجر»، ليعترف له أنه نصاب دجال، يضحك على عقول الناس، ولكن وكيل النيابة يرفض بشدة هذا الاعتراف، لأنه واحد من مريديه. يكشف له النصاب بكل وضوح أن كل هذه «هجايص»، فيزيد احترام وكيل النيابة له، فهو يؤمن ببركته. يشرح النصاب لوكيل النيابة أزمة الناس وهى الضعف، الضعف الذى يجعلهم يهربون من كل شىء يمكن الشك فيه، إلى أى شىء يضعون فيه ثقتهم المطلقة، مثل تسخير الجن والإيمان بالدجل والشعوذة، ولكن لا مجيب! يعترف النصاب لأحد «كُبَرات» البلد بأنه نصاب دجال فيكون الرد الصاعق: «بترمى نفسك بالتهم عشان ماتتعاونش معايا؟»، حتى عند الإفراج عنه يطلب منه الضابط الكبير أن يقرأ له الكف.. صدق الناس اعتقادهم ودفاعهم عن النصاب وشككوا حتى فى اعترافات النصاب نفسه! يقول المسؤول مثلا إن إصلاح الطرق سيؤدى إلى زيادة الحوادث، ولذلك فنحن فى نعمة بطرقنا المتهالكة، ويخرج البعض ليصفق لهذا التصريح العبقرى، يبدو التناقض فى التصريح واضحا للعيان، حتى إننا لو سألنا المسؤول نفسه لَما جرؤ على تكراره، ولكن البعض يعترض على الاعتراض على التصريح، حتى لو أكد المسؤول نفسه أنه تصريح «هجايص». يقول بعض المسؤولين فى مصر كثيرا من تصريحات «الهجايص»، يقول بعض الإعلاميين المصريين كثيرا من أخبار «الهجايص»، يقول بعض رجال الدين المصريين كثيرا من فتاوى «الهجايص»، وفى كل مرة يخرج علينا من يؤمن ويدافع عن «الهجايص»، حتى إننى تخيلت المسؤول بعد أن يدلى بإحدى «هجايصه» وهو يسمع أصوات التصفيق، ثم يميل على أحد مساعديه قائلا: «قول والله فيه حد مصدق اللى باقوله ده؟»!