شائعات حول مرضه الشديد وأنه على فراش الموت.. وعدم وجود أبناء أو أشقاء له ربما يثير الاقتتال الملكى السلطان قابوس بن سعيد (74 عاما) الرجل الذى بنى عمان حديثة ومعتدلة.. «ربما يكون على فراش الموت»، شائعة لاقت صدى هائلا فى السلطنة خلال الفترة الأخيرة، حيث يخشى العمانيون مما قد يأتى بعده، وعلى مستقبلهم الذى يصفونه بالغامض. ووسط تقارير إخبارية مفادها أن قابوس مصاب بالسرطان، لا يزال الديوان الملكى يصدر بيانات تؤكد أنه فى صحة جيدة. الأسبوع الماضى، خرج قابوس الذى يتمتع بشعبية كبيرة ولا وريث له، بخطاب إلى السلطنة التى يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة. لقد كانت المرة الأولى التى يستمع فيها العمانيون إلى صوته منذ يوليو الماضى، ما وضع حدا ولو لفترة قصيرة للشائعات بأنه لا يزال على قيد الحياة، حيث بدا ضعيفا جدا فى أثناء كلمته، حسب مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية. السلطان قال لشعبه إنه لن يشارك السلطنة فى عيدها الوطنى 18 نوفمبر الجارى لأنه سيكون خارج البلاد «لأسباب تعرفونها» على حد قوله، كان العمانيون يتوقعون عودته قريبا، ليس فقط بسبب العيد الوطنى، لكن للحديث عن المحادثات حول البرنامج النووى الإيرانى التى تمت فى مسقط مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الإيرانى محمد جواد ظريف. قابوس يتمتع بعلاقات جيدة مع الولاياتالمتحدةوإيران المجاورة، ولعب دور الوسيط من قبل بينهما، وفى منطقة يسودها التنافس والطائفية، حافظت عمان على حيادها وصداقتها مع إيران ودول الخليج وأمريكا، عندما أطاح قابوس بوالده فى 1970 فى انقلاب مدعوم من بريطانيا، عانت السلطنة من حالة ركود. وتشير أكثر الإحصائيات انتشارا إلى أن عمان آنذاك كان بها مستشفيان و6 أميال من الطرق الممهدة فقط، لكن منذ تولى قابوس زمام الحكم تحولت السلطنة إلى دولة حديثة مصدرة للبترول، بها طرق سريعة، وجامعات، وناتج إجمالى محلى للفرد يعادل 22.181 دولار، لذلك من غير المدهش أن يقسم العمانيون تاريخهم إلى مرحلتين: قبل قابوس، وبعده. ويخاف العمانيون أن يكون خليفة قابوس أنانيا وفاسدا أو يغير المسار الذى رسمه السلطان الحالى للبلاد، حيث جعلها منفتحة على التجارة والسياحة والتطور، لكن وفقا لمحللين من غير المحتمل أن يغير خليفته السياسة الخارجية للسلطنة، وربما يواجه خليفة قابوس تحديات هائلة ربما تستغرق وقتا طويلا، مثل: فصل الاقتصاد عن عائدات البترول التى تمثل 75% من ميزانية الحكومة، تقليل البطالة التى وصلت إلى 15%، فضلا عن تعزيز الانفتاح السياسى، ومنح مزيد من السلطة إلى البرلمان أو تعيين رئيس للوزراء. قابوس يسيطر على السلطنة تماما، فهو رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير المالية، وفى الوقت الذى يمكن لبرلمان منتخب التصديق على القوانين أو رفضها، يعتمد النظام بالكامل على شخص واحد.. السلطان ليس لديه أبناء أو إخوان، لم يسمِّ أبدا خليفة له، لذلك يخاف العمانيون من الاقتتال الملكى فى حال موته وزعزعة استقرار المنطقة. وينتاب آخرين القلق من الصراعات العرقية والقبلية القديمة التى ربما تعود إلى جنوب منطقة ظفار أو فى المناطق الداخلية الجبلية. ويحتمل أن يسعى الإباضية المسلمون داخل عمان (طائفة إسلامية مثل السنة والشيعة) إلى حكومة دينية مستقلة، وتاريخيا طالبوا بحكم إمام منتخب دستوريا، إذا ظل منصب السلطان شاغرا 3 أيام، يتم تشكيل مجلس ملكى يختار السلطان المقبل، وفى حالة عدم توافق المجلس، من المفترض أن يتم فتح رسالة بها ترشيح قابوس لخليفته، وهو لا يزال سرا حتى الآن. ويرى محللون أن المرشحين المحتملين لشغل منصب السلطان بعد قابوس هم أبناء عمه طارق: أسد وشهاب وهيثم، لكن ثلاثتهم ليس لديه خبرة جيدة بالحكم، لأن قابوس أبقى الوضع هكذا على مدار السنين.