الفتنة الطائفية في مصر ملف شائك ودائما ما يتجنب المسئولين الحديث فيه والخوض في أسبابه. الأحاديث الرسمية الحكومية يساندها في ذلك تصريحات الكنيسة والأزهر بأن المسلمين والأقباط لايعكر صفو علاقتهم شائبة، وأن أي بوادر لفتنة طائفية ماهي الإ أفعال فردية أو من صنع أيادى خفية تعمل على شق صف الوحدة فى مصر . لكن في قرية ميت بشار التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية الأوضاع يبدو وأنها مختلفة تماما عن كونها أفعال فردية أو أصابع خفية، فمنذ مساء أول من أمس والنار تحت الرماد بتلك القرية التي كادت أن تتحول إلى الأوضاع بين المسلمين بها والأقباط إلى كارثة حقيقة لولا حضور القيادات التنفيذية بالمحافظة، على رأسها محافظ الشرقية ومدير الأمن الذين حاولا قدر المستطاع وأد الفتنة قبل تصاعدها وصعوبة السيطرة عليها، وهدأت الأوضاع بالفعل في ظاهرها، أما في باطنها فعملها عند الله والأمن وطرفي المشكلة. الفتنة شبت عن الطوق منذ مايقرب من 6 أشهر بعدما أرادت «رانيا خليل إبراهيم محمد» أن تلحق بوالدها الذي سبقها بإعتناقه الديانة الإسلامية وأنفصل عن والدتها وتزوج بأخرى مسلمة، وذلك منذ سنتين، ومرت تلك الشهور بدون أي مشكلات أو إحتكاك بين الزوجين السابقين وأسرتيهما. الشيخ «محمد عبد السميع» من أهالي القرية يقول أنه منذ أن أعتنق الحاج خليل الإسلام وتزوج من مسلمة بالقرية والأمور تسير بسلام ولم تحدث أي مشاكل منذ ذلك الوقت، وفرحنا كثيرا عندما علمنا أن أبنته أعتنقت هي الأخرى الإسلام منذ حوالى 6 أشهر وتمت خطبتها لشاب مسلم من القرية منذ 10 أيام، ولكن ماحدث في مساء السبت الماضي أننا علمنا بإختفاء الفتاة وأعتقدنا أنها في زيارة لأحد أقاربها، وعندما مر يومين على عدم ظهورها وقام والدها بتحرير محضر ضد وزج أبنته الأخرى وجدها لإمها بأنهم وراء إختفاء الفتاة، ثارت ثورة البلدة وخرجوا في وقفة سلمية أمام كنيسة القرية حدثت خلالها مشادات كلامية بين أهالى القرية من المسلمين والأقباط، وأستطاع بعض مشايخ القرية والقساوسة من تهدئة الأمور وضرورة ضبط النفس. أما « نشأت على» قال أن الأوضاع لم تتفاقم إلا بعد حضور المحافظ حيث تفاجأ الأهالي بعمال مجلس المدينة في حالة نشاط غير عادية ويقومون بتطهير ترعة القرية وتنطيف الطرق وعلمنا أنهم يقومون بذلك قبيل حضور المحافظ، وهذا ما ساهم فى غضب الأهالى أكثر فأستقبلوهم بإشعال النار فى سيارتين لأثنين من أقباط القرية. فإنتقل على الفور اللواء محمد ناصر العنتري مدير أمن الشرقية واللواء عبد الرءوف الصيرفي مدير المباحث الجنائية واللواء حسن سيف رئيس مصلحة الأمن العام على رأس قوة مكونة من بتشكيلات وقوات من الأمن المركزى ومدرعتين وتم فرض طوق أمنى أمام الكنيسة لمنع حدوث أى إشتباكات بين الطرفين. وقال فرد من أهالي القرية رفض ذكر أسمه أن الأوضاع ستتفاقم سريعا وسيكون هناك ردود أفعال غاضبة وعنيفة من الأهالى اذا لم تعود الفتاة مرة أخرى إلى والدها، فنحن علمنا أنها عادت أمس الى مديرية الأمن وأنها فى حالة غير طبيبعة، وأن الحديث عن طلبها العودة مرة أخرى لوالدتها غير صحيح ؛ ووراء ذلك والدة الفتاة وجدها حتى يظهرون الأمر على أنه رغبة الفتاة ولابد من إحترامها . وهذا إن حدث فستحدث كارثة حقيقة فى القرية ولن تستطيع قوات الأمن السيطرة على الأوضاع وقتها. أما طرفي المشكلة من أهل الفتاة قد رفضوا الحديث تماما إلا بعد الوقوف على حقيقة الأزمة وعلى أي شىء ستنتهى وماهو الموقف القانونى . أما القس «بوخن قس» أكد أن كل ما يحدث هو حدث فردي لادخل للكنيسة به وليست طرفا فيه ؛ وأن هناك أعمال بلطجة تحدث ضد الكنيسة والأقباط بشكل غير مقبول ولن نقبل بها. «عزازاي علي عزازي» محافظ الشرقية كان قد وعد بعودة الفتاة في أقرب وقت ممكن، وأنه هو المسئول عن أمن المواطنين داخل المحافظة وعندما يستشعر فشله في ذلك فسوف يرحل ويترك المنصب لغيره، كما ناشد الأهالي أن يكونوا قدر المسئوليه حتى لايعطوا فرصة جديدة للطرف الثالث أن يتحرك ويشعل البلاد من جديد. وقد قال مصدر بمديرية أمن الشرقية أنه بعد أن قام «خليل إبراهيم محمد» بتحرير محضر رقم 922 بفيد بإختفاء إبنته ويتهم فيه زوج أبنته بإنهم وراء إختفاء أبنته، قامت مباحث الشرقية بعمل تحريات مكثفة لتحديد مكان الفتاة وسرعة التوصل خاصة بعدما قام أهالى القرية من المسلمين بالتجمهر أمام الكنيسة مطالبين بسرعة عودة الفتاة، وبالفعل نجحت المباحث في التوصل للفتاة وإحضارها إلى مديرية الأمن وأنها الأن متواجده بها، وعلمنا أنها ذهبت للقاهرة بإختيارها وبدون أي ضغوط من أحد إلا أن الحديث عند عودتها لوالدها أم والدتها فهذا لم يتم تحديده إلى الأن وسيتم الإجتماع من والديها لتهدئة الأوضاع والإتفاق على المكان الذى ستختاره الفتاة بنفسها.