مصر وهى تحارب الإرهاب، تضم وسط الشعب العظيم، الذى لا يتردّد لحظة فى التضحية بحياته، لحماية وطنه ومستقبله، فئة من الكتاكيت الصفراء (على رأى شقيقتى)، والتى لا تجيد سوى الصوصوة، وأكل الحب فى الكافيهات، ومطاعم الفاست فود، والتى كلما تحدّثت معها بوطنية، رأيت على شفتيها ابتسامة جهل وقلة حيلة، ممتزجة بغطرسة الكتكوت الهاى، والتى تقول لك دون كلام: «إنت فاكر نفسك حتشتغلنى!!.. ده أنا ابن بلد ومفتّح» وتشعر أنه يقولها بأسلوب أحمد مكى، فى فيلم «طير إنت». فالواقع أنه، وهو يتصوّر نفسه سيد العارفين، والبُرُم الذى فهم ما لم يفهمه المحترفون والخبراء وأصحاب الفكر، هو فى الواقع سيد الجاهلين ومطية المتطرفين، الذين أدركوا جهله وحماقته، فلعبوا بعقله الفارغ، الذى يسهل اللعب به، وزرعوا فيه معاداة جيشه وأمنه ووطنه، مقنعين إياه بأنه بطل الأبطال، الذى فهم الخدعة الكبرى، والوحيد الذى أدرك أن خيانة الوطن والسعى لهدمه هما قمة الوطنية وأصل الأصول وبطولة البطولة. هذه الفئة من الكتاكيت الصفر فئة مسكينة غلبانة، تخون وطنها عن جهل وحماقة وقلة عقل.. تلعب دور الكومبارس الصامت فى فيلم كتبه ويخرجه المتطرفون والإرهابيون، الذين يقنعونها بأنها تلعب دور البطولة، وأن قفاها سيحصل على جائزة نوفل للظلام والجهل، عندما يهدمون أوطانهم ويعلقهم المتطرفون والإرهابيون أنفسهم على المشانق، أو يقطعون رؤوسهم ويلعبون بها الكرة.. وطبعًا ولأنهم كتاكيت صفر، سيبتسمون ابتسامة الجهل الساخر، لأن مدربى الحمير الذين درّبوهم أقنعوهم بأن المجتمع كله جاهل، ووحدهم العارفون! والمجتمع كله أعمى وهم المبصرون.. والمجتمع كله أطرش وهم المستمعون. الإرهاب والتطرف يمتطيانهم ويلعبان بعقولهم لأنهم كتاكيت صفر.. ومن حسن طالعنا أن فئة الكتاكيت الصفر فئة قليلة، وغير قادرة على الاحتمال فى ساحة حقيقية، على عكس فئة الكتاكيت الشركسية القادرة على القتال والمواجهة والصمود.. فشباب مصر فى معظمه ديوك قوية قادرة، والعجيب أنها تحمى الكتاكيت الصفر الذين ينهار الواحد منهم لو انمحت أرقام موبايله، وتنهار الواحدة لو انكسر لها أظفر.. ديوك مصر الكواسر من الشباب الفعلى، هم الذين تصدوا للإخوان فى عز قوتهم، والذين قاتلوا بأذرعهم وقلوبهم ووطنيتهم وحماسهم وما زالوا، من أجل مصر، وحرية مصر، وقوة مصر، وعظمة ومستقبل مصر.. وإذا كانت الكتاكيت الصفر مطية المتطرفين والإرهابيين، فشباب مصر الحقيقى هو الذى امتطى المتطرفين، والذى يقف اليوم فى وجه الإرهاب، قويًّا صامدًا، غير عابئ بترهات وخيابات الكتاكيت الصفر، وإنما ينظر إليهم بإشفاق وبعض الازدراء.. هذا لأنه يعلم أن التاريخ سينصفه ويخذيهم ويعريهم، عندما يكشفون قبل غيرهم أن الإرهاب والتطرُّف قد وضعا البردعة على ظهورهم الناعمة، وامتطياهم ليقودانهم نحو هدفهما الأسمى.. هدم الوطن، والقضاء على كل الكتاكيت الصفر حتى لا يمتطيهم أحد كما امتطياهم.. هذا لأنهم بالنسبة إليهما ولنا مجرّد كتاكيت.. صفر.