مشهد متكرر بنفس الممثلين ونفس القوى السياسية، فما بين إضراب 2008 واضراب 2012 ظلت وجوه النظام وأزرعة المناهضة للاضراب والتي لا تألوا جهدا لاجهاض اي محاولة للتغير كما هي فلم تتغير فتاوي دار الافتاء و مشيخة الازهر ولا تجليات مذيعي برامج التوك شو ولا حتي اعتراضات اعضاء جماعة الاخوان المسلمين حتي بعد حصولهم علي الاغلبية في البرلمان وظلوا كم هم وكأننا نطالع وجة نظام المخلوع بنفس معالمه التي لم تتغير وكأن النظام لم يسقط بعد. «محدش يلومهم دول ارزقية ومعندهمش وعي سياسي» هذا ما رأه الباحث والمحلل السياسي الدكتور محمد الجوادي لافتا الي ان هذه النوعية من الناس ليس لديهم خبرة وعي سياسي كافي يمكنهم من الحكم علي الاوضاع وتحليلها بدقة ومعرفة وبيان كل جوانبها الايجابية والسلبية مضيفا انهم لا يعرفون ان الاضراب الية للضغط وليس وسيلة في حد ذاته قائلا «هم لو عندهم وعي كانوا عرفوا ان الاضراب الية للضغط وايجابياته علي المدي البعيد اكثر من سلبياته» كما اتهمهم بان لديهم تصلب في الشرايين علي عصر مبارك وليس لديهم اي مرونه او قدرة علي التغيير او التطوير ومازالوا يعيشون في عصر المخلوع قائلا «دول بره التاريخ اصلا محدش يعتب عليهم». من جانبه قال أحمد جلال الباحث العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن اضراب 11 فبراير القادم سيشارك فيه قوى كبيره من الشعب المصري والقوى السياسية وذلك نتيجة أداء المجلس العسكرى الذى لا يتناسب مع الفترة الانتقالية، مشيرا الى أن معاملة المجلس العسكرى أيضا مع لرأس النظام السابق مبارك فى المركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة أكبر دليل على عدم سقوط النظام. وأضاف أن الاضراب ونوعية المشاركين فيه والمناهضين له يعيد الى الاذهان إضراب ابريل 2008 ويؤكد أن النظام لم يسقط بعد، لافتا الى أن ما سقط هو رأس النظام ولكن الهيكل الادارى والتنظيمى للنظام لم يسقط بعد ومازال متوغل فى مناحى الحياة السياسية والاقتصادية، مدللا على ذلك بالنمط الذى مازالت تسير عليه وزارة الداخلية وعدم هيكلتها حتى الان، فضلا عن استمرار النائب العام فى منصبه حتى الآن، فضلا عن اداء الاعلام الحكومى الذى لم يتغير بعد حتى فى طريقة عرض الحقائق ما أدى لعزوف المتابعين له. وتسائل أى نظام سقط ؟ فمطالب الثورة الأساسية لم يتحقق منها أى شىء حتى الان من عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للأجور، وسحل المواطنين وكرامتهم خلال عام كامل فى ظل حكم المجلس العسكرى. فى حين قال الدكتور يسرى العزباوى أن المشهد الحالى ومايحتويه من مواقف متكرره يؤكد على عدم سقوط النظام، وماسقط منه فقط بعض الرموز أو الاشخاص ومازالت أليات وفكر النظام السابق كما هى، مشيرا الى أن مفتى الجمهورية وشيخ الازهر لم يستوعبوا الموقف من قبل الثورة بتدخلهم فى الحياة السياسية كنشطاء سياسيين بجانب دورهم الدينى المنوطين به. وقال ان مناهضين الاضراب القادم دائما ما ثبت خطأهم فى مواقف متكرره سابقة، مدللا على قوله بان ذلك حدث فى إضراب ابريل 2008 وثورة يناير حيث كان موقف مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر وكذلك الاخوان المسلمين مخالف لارداة الشعب فى البداية ثم تحول بعد تأكد نجاح الموقف. وقال فوز الاخوان بعدد كبير من مقاعد البرلمان لم يحدث منذ ثورة 23 يوليو لذلك ابد وأن يتمسكوا بهذا المكسب الكبير لان الاضراب ضد مصالحهم، مشيرا الى أن نبرة جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة فى التحدث عن الاضراب وانه سيضر بمصالح الدولة هى نفس نبرة الحكومة السابقة وكلامهم شبيه للحزب الوطنى المنحل، لافتا الى أن الثورة بدلت فتحى سرور بالكتاتنى وحسنى مبارك بالمرشد العام للجماعة ولجنة السياسات بمجلس شورى الجماعة.