كنت أقرأ عن المخرج المصرى جون ميلاد، الذى كرمه أوباما مؤخرا، بينما أهل «تويتر» فى عراكهم اليومى الذى زادت حدته، لأن أحد برامج «اليأس شو» كان يعرض على طريقته تفاصيل تدين مجموعة من شباب الميدان فى ثورة يناير، بينما تعليقات كارهى الثورة تؤكد أن القصاص قادم، وأن مصر ستأخذ بتارها من عملاء كنتاكى، بينما فى قاطرة أخرى من يتوعد لمبارك وفلوله ويلعن الإخوان وما فعلوه، وفى قاطرة ثالثة من يشكو ضيق الحال وارتفاع أسعار السماد والدولار، ويضحك متحسرا على مشهد إبراهيم محلب العبثى مع تلاميذ أسيوط، الكل يصرخ فى اتجاه، فتخيلت أننى طالبتهم جميعا بدقيقة سكوت لله ولمصر، ونصحتهم بالقراءة عن جون ميلاد، لكن ردود الفعل فى الخيال لم تختلف عن الواقع، ما دام كرمه أوباما إذن هو طابور خامس، أو خدم فقط المجتمع الأمريكى، أو كرموه لأنه قبطى، وغير ذلك من ترهات تسيطر علينا منذ سنوات بعيدة، بينما الواقع يقول إن جون ميلاد ابن الفيوم تخصص فى «العلاج بالفن»، استخدام الفنون التشكيلية لرصد التغيير الذى يقع فى المجتمع، والتركيز على أن يكون الفن فاعلا لتغيير حياة الشعوب، وأن يملك المواطن وسائل التعبير عما يُريده. وقال جون لبرنامج «بصراحة» على قناة «التحرير» إن مصر الآن مهيأة لاستقبال بيئة آمنة فيها استشفاء بعد 3 سنوات من العنف والرعب والقتل، وطالب جون المجتمع المصرى بالتكاتف والتلاحم، حتى تصل مصر إلى مقدمة الدول العالمية، مؤكدا: «أحاول أن يكون الفن من أجل الشعوب، ويلمس معاناة المهمشين، ويحاول حل مشكلاتهم»، من أجل هذه الأفكار كرمه أوباما فى احتفال لجمعية كلينتون الخيرية، وصدمه ابن الفيوم بصورة له منذ ثورة يناير يحمل لافتة مكتوبا عليها «أمريكا مقبرة الحريات»، فعل ذلك جون رغم أن أوباما وصفه أمام الجميع بالمستقبل، لأنه يساعد الناس على اكتشاف القوة داخلهم والقيادة ومساعدة الأطفال والفتيات ضد العنف الجنسى، هل سيتوقف المصريون عن قهر بعضهم بعضا، هل سيعرفون ماذا يفعل جون ميلاد، أم يكفيهم «جون» مجدى عبد الغنى فى مونديال 90؟